بعد 50 عام زواج.. امرأة سبعينية تقيم دعوى خلع ضد زوجها

من أمام محكمة الأسرة في الصباح الباكر، تجلس سيدة سبعينية، تتبادل الحديث مع الفتيات والسيدات وتتحدث عن حياتها الشخصية، لتسألها إحدى الفتيات عن ابنتها التي تريد أن تقيم دعوى خلع، وعن سبب دعواها، وكان الرد غير متوقع، حيث هي من تريد الخلع، وتنتظر السماح لها بالدخول لقاضي محكمة الأسرة لتسرد له تفاصيل دعواها.

وتروي «وفاء. س» 73 سنة، معانتها طوال فترة الزواج قائلة: «50 سنة عشت فيهم في كرب وهمّ، ضرب وإهانة وبينادي عليا بـ(يا وش الفقر)، وكنت بستحمل عشان العيال كانوا صغيرين، ودلوقتي العيال بقي عندهم عيال»، موضحة أن زواجها استمر 50 عامًا.

وأردفت: «أقول إيه ولا أحكي لمين على طول فترة تعبي معاه، كان فيه الحلو والوحش، بس الوحش كان كتير أوي، وكنت بستحمل وبقول كل الرجالة كده»، بهذه الكلمات رثت السيدة العجوز نفسها، لتكمل حديثها بأنها حزينة بأنها جاءت لتنهي حياتها مع زوجها «جمال. م» 85 سنة، بعد أن تيقنت من استحالة العشرة بينهما.

وتابعت العجوز وهي تروي حكايتها وصوتها يختلط بالبكاء، وقالت إنها جاءت برفقة حفيدها الأكبر وابنته، بعد أن رفض معاملة جده لها، وهي في هذا العمر، وأنها طلبت منه الانفصال بشكل ودي، احترامًا لها ولأولادهما وأحفادهما، لكنه رفض وثار واتهمها بأنها تعامله بطريقة سيئة ولا تحترم كبر سنه، وبدأ يشتكي منها لكل من يقابله في طريقة.

زواج 50 عامًا و4 أولاد

لم تتوقف عن البكاء وهي تروي مأساتها، وتذكرت الزوجة السبعينية بداية زواجها وقالت: إنها عاشت معه في منزل عائلتة وأنجبت منه 4 أطفال «ولد و3 بنات»، وبعد أن كبروا واستقروا في منزل آخر، كانت تعيش على قوت يومه، وكانت تحارب حتى تجعل أولادها لا يحتاجون لشيء، لكن المؤسف أنه رغم كل ذلك، كان يهينها ويضربها بشكل عنيف، وكانت تتحمل مع أجل أولادها.

ضربها قدام أحفادها

لم يتوقف زوجها عن ضربها وإهانتها على مدار 50 عامًا كانت «وفاء» تحاول إصلاح طباعه، لكن لم يعد في العمر بقية، موضحة: «هو العمر فيه كام سنه تاني، أنا جيت أتطلق عشان أعيش الكام يوم اللي فاضلين لي من غير إهانة وضرب كل يوم قدام ولادي وأحفادي، لحد ما طلبت منه إننا ننفصل بهدوء وكل واحد يعيش في بيت، رفض وضربني قدام حفيدي وبقي يتكلم عليا وحش قدام الناس».

قبل دقائق من إنتهاء حديث وفاء و قبل نداء الحاجب عليها، قالت إنها لم تعد تتحمل أسلوبه وطبعه، واتفقت مع أولادها على الانفصال من والدهم، ووافقوا على رغبتها، واصطحبها حفيدها للمحكمة، وأقامت دعوى خلع حملت رقم 1902.