معصرة زيوت طبيعية تتحدى التكنولوجيا الحديثة..تاريخها 200 عاما

عندما تتجول في دهاليزمركز قوص بمحافظة قنا باحثا عن معصرة" يونس زارع" تجد الصغير والكبير يرشدك نظرا لكثرة السياح المترددين على المعصرة من جميع المحافظات في الصعيد بعد ان زاع صيت الزيوت الطبيعة المستخلصة بطرق بدائية منها.

تخطت "معصرة يونس" أكثر من 200 عاما كما يروي أهالي البلدة، وتشاهد هذا عندما تصل إلى الحارة الصغيرة لتجد مبني متاهلك يتكون من غرفتين من الطوب اللبن لتشعر أنك في العصر الحجري، عندما تتجول بداخل الغرفتين تلاحظ ادوات بدائية لا علاقة لها بالتكنولوجيا او الكهرباء فجميع الآلات تعمل بشكل يدوي .

وتعود شهرة المعصرة إلى وجود اهتمام الاحتلال الانجليزي في القرن العشرين بعمل فيلم تسجيلي عن المعصرة والتي رصدوا فيه طريقة استخلاص الزيوت للوصول لسر الجودة التي نخرج من هذه المعصرة، اضافة إلى اهتمام جهات اعلامية وبحثية بعمل دراسات وافلام تسجيلية لتاريخ المعصرة.

وتمر صناعة الزيوت في المعصرة بمرحلتين الاولى مرحلة طحن الحبوب وهذه تكون من خلال بقرة تدور للف مطحنة حجر يدوية لطحن الحبوب الطبيعية، وبعد الانتهاء من الطحن هناك ثلاث الآت يدوية ايضا مصنوعة من احجار الجرانيت والحبال يتم وضع الحبوب المطحونة ويتم عصرهم ليخرج زيت طبيعي حسب نوع الحبوب المستخدمة دون اي اضافات .

قال كريم عامل في المعصرة ان الزيوت المستخرجة يتم حسب الطلب لتكون طازجة وباي كميات مطلوبة، مضيفا ان زيت الزيتون وحبة البركة والسمسم والقرطم هذه اشهر انواع الزيوت المستخرجة والمطلوبة لديهم، وان اسعار الزيوت رخيصة جدا مقارنة بالجودة التي تخرج بها الزيوت، وان ذلك يرجع لعدم وجود ادوات باهظة الثمن وعدم دخول الكهرباء وان الامر فقط يرتبط بسعر الحبوب .

واشار خالد احد احفاد الشيخ يونس إلى أن المعصرة يتوارثها الأبناء والأحفاد، وأنها رغم قدم أدواتها الى انها تستخرج افضل انواع الزيوت الطبيعة التي تجعل الجميع يقبل عليها من جميع الاماكن، وان التطوير اصبح فقط في انواع الزيوت لانها كانت في القدم تنتج زيوت الطعام فقط والان الزيوت العلاجية ايضا .

وأوضح دكتورعبدالرحمن عصام ان معصرة يونس تعتبر موروث حضاري، حيث انها شاهدة على قرنين من الزمن منهم الاحتلال الانجليزي، مشيرا الى انه لابد من حماية الاماكن التراثية في مدينة قوص التي تقع شمال محافظة الأقصر ب25 كم.