محطة الضبعة.. روسيا تبدأ تصنيع معدات أول مشروع نووي في تاريخ مصر
إيمان سعيد مصر 2030تعد محطة الضبعة، أول وأكبر مشروع نووي في تاريخ مصر ويجري بناؤها في محافظة مطروح على سواحل البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد نحو 300 كم شمالي غرب العاصمة القاهرة.
مشروع الضبعة النووي
وتتألف المحطة النووية الأولى من 4 وحدات لتوليد الطاقة مجهزة بمفاعلات الجيل الثالث + (في في إي أر 1200) بقوة 1200 ميجاوات، وقد أثبتت هذه التقنية جدواها وتطبق بنجاح في محطات نووية بدولتين بواقع وحدتين في محطة «لينينجراد» ووحدتين آخرين في محطة «نوفوفورونيج» بروسيا، أما خارج روسيا فدخلت وحدة طاقة مماثلة الخدمة في المحطة النووية البيلاروسية بعد ربطها بشبكة الكهرباء الموحدة للبلاد في نوفمبر 2020.
ويُنفّذ مشروع الضبعة النووي من قبل روسيا كما ستساعد الجانب المصري عن طريق تنظيم البرامج التدريبية لكوادر المحطة النووية المصرية وستقدم الدعم في تشغيل وصيانة المحطة على مدار السنوات العشر الأولى من تشغيلها، علاوة على ذلك، التزم الجانب الروسي بإنشاء مرفق لتخزين الوقود النووي المستهلك.
«روساتوم» تبدأ تصنيع معدات محطة الضبعة النووية الأولى في مصر
تفقد وفد مصري برئاسة الدكتور أمجد الوكيل رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر «NPPA»، محطة لينينجراد للطاقة النووية في روسيا، لمتابعة عمل محطة الطاقة النووية الروسية الحديثة المرجعية لمحطة الضبعة المصرية.
جولة تفقدية لمحطة لينينجراد المرجعية لبناء المشروع النووي المصري
وفي هذا الصدد، قام الوفد المصري بتفقد منشآت روسية لصناعة الآلات تنتج المعدات لمحطات الطاقة النووية في إطار تنفيذها للمشاريع الخارجية لشركة روساتوم الحكومية للطاقة النووية.
ضم الوفد الدكتور سامي عطا الله سليمان رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية ومحمد رمضان نائب رئيس مجلس الإدارة للتشغيل والصيانة والمشرف على المشروع.
ومن الجانب الروسي كان في استقبال الضيوف ألكسندر لوكشين النائب الأول للمدير العام للطاقة النووية في روساتوم وعدد من رؤساء أقسام ومؤسسات الشركة.
وخلال الزيارة، تفقد الوفد المصري وحدتي طاقة جديدتين بمفاعلين من نوع VVER-1200 من الجيل الثالث المطور (III+) في محطة لينينغراد النووية الواقعة بمدينة سوسنوفي بور في مقاطعة لينينجراد.
علمًا أنه تم تشغيل الوحدتين في عامي 2018 و2021 على التوالي. وشارك أعضاء الوفد في جولة بالوحدتين شملت غرفة التحكم ومبنى التوربين لكل وحدة إضافة إلى مركز التعليم والتدريب بالمحطة.
محطة لينينجراد النووية تنتج نحو 55% من الكهرباء المستهلكة
وتنتج محطة لينينجراد النووية نحو 55% من الكهرباء المستهلكة في مدينة سانت بطرسبرج ومقاطعة لينينجراد و30% من الكهرباء التي تستهلكها المناطق في شمال غرب روسيا.
ومن المهم الإشارة إلى أن محطة الطاقة النووية الأولى في تاريخ مصر التي يجري إنشاؤها في منطقة الضبعة وفقا لتصميم روساتوم ستضم بمفاعلات VVER-1200 الروسية نفسها «أربع وحدات طاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها».
وهكذا، تمكن أعضاء الوفد المصري رفيع المستوى من متابعة عمل محطة الطاقة النووية الروسية الحديثة المرجعية لمحطة الضبعة المصرية.
كما شمل جدول أعمال الوفد زيارة منشآت روسية لصناعة الآلات، وفي الموقع الإنتاجي بمدينة كولبينو بالقرب من سانت بطرسبرج حيث يتم تصنيع مختلف المعدات لمحطات الطاقة النووية بطلب من روساتوم، أقيمت مراسم إطلاق تصنيع القطع الوسيطة لجسم المفاعل الخاص بوحدة الطاقة الأولى في محطة الضبعة النووية المصرية.
المشروع النووي بمصر يتقدم دون توقف وعوائق
ومن ناحيته، علق الدكتور أمجد الوكيل رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، على الزيارة قائلًا: «نقدر عاليًا مهنية الفريق الروسي المصري المشترك وعمله الرامي إلى إنجاح المشروع، وتؤكد زيارات كهذه أن المشروع النووي بمصر يتقدم دون توقف وعوائق، نؤمن أن تجلب محطة الضبعة للطاقة النووية لمصر لا أحدث تقنيات إنتاج الطاقة فحسب، بل ستسهم أيضًا في زيادة رفاهية وازدهار الشعب المصري خلال العقود المقبلة».
وفي السياق ذاته، قال ألكسندر لوكشين النائب الأول للمدير العام للطاقة النووية في "روساتوم": «يُنفّذ المشروع وفقا للجدول الزمني المحدد له، وأود أن أتقدم بشكر خاص لعميلنا المصري على قيامه بعمل مشترك ومتناسق، نؤكد دائمًا أن مثل هذه المشاريع المعقدة والضخمة وطويلة الأجل لا يمكن تنفيذها إلا بشرط وجود تفهم تام بين العميل والمقاول العام، وصلني مؤخرًا مثل مصري يتناول هذا الموضوع ويقول إن "يد واحدة لا تصفق، وأود أن أؤكد لكم أن مشروع الضبعة تراعيه يدان عطوفتان».
كما شدد أندريه نيكيبيلوف رئيس شركة "آتوم إينيرغو ماش" المتمثلة لقسم صناعة الآلات في "روساتوم"، على أن تكليف الشركة بتصنيع معدات أول محطة مصرية للطاقة النووية يعبر عن الثقة القوية بالتقنيات والكفاءات الروسية في مجال هندسة الطاقة النووية.
وتابع: "يشكل إنشاء أول مرفق لإنتاج الطاقة النووية تحديا أكبيرا لبلد ما ونحن نتفهم هذا الأمر جيدًا. اكتسبنا بالفعل خبرات واسعة في تنفيذ مثل هذه الطلبيات ونحن منفتحون دائمًا على الحوار البناء وتقاسم المعلومات المطلوبة مع زملائنا. إنني مقتنع بأن الاعتماد على التقنيات النووية الروسية هو الخيار الصحيح الذي سيجعل مصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك مفاعلات نووية موثوقة وآمنة من الجيل الثالث المطور".
خلال زيارته لروسيا توجه الوفد المصري أيضًا إلى أحد فروع شركة "آتوم إينيرجو برويكت" في مدينة سانت بطرسبرج - معهد سانت بطرسبرج للتصميم (جزء من قسم الهندسة في روساتوم)، حيث عقد الجانبان الروسي والمصري اجتماعا لبحث المسائل المتعلقة بتصميم محطة الضبعة، كما زار الوفد الأكاديمية التقنية لروساتوم.