19 نوفمبر 2024 08:46 17 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

الهيدروجين الأخضر مفتاح الاقتصاد المحايد للكربون

الهيدروجين الاخضر
الهيدروجين الاخضر

تواجه مصر حاليًا خطر التغيرات المناخية، من خلال الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة، باعتبارها مصدر الطاقة الأهم والأفضل من أجل الوصول للحياد الكربوني ومستقبل مستقر وعالم نظيف من الانبعاثات الضارة، وتنامت جهود مصر في هذا المجال وخاصة الاهتمام بإنتاج «الهيدروجين الأخضر» باعتباره أفضل مصدر للطاقة لا يسبب انبعاثات ضارة في الغلاف الجوي.

وتتكتف كافة أجهزة الدولة، وتحت رعاية القيادة السياسية، على توطين وإنشاء مشروعات الهيدروجين الأخضر، لمواجهة أثار التغيرات المناخية، والاعتماد على مصادر الطاقات النظيفة، في ظل مخاوف كبيرة من نفاد الوقود الأحفوري بمختلف أنواعه من نفط وغاز وغيره من مصادر الطاقة.

وقال رئيس هيئة الطاقة المتجددة، الدكتور محمد الخياط، إن مصر لديها فرصة عظيمة في جذب العديد من فرص الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر، وذلك من خلال عدة شركات عالمية، حيث تتمتع مصر بمصادرة عديدة نظيفة منها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، الأمر الذي يجعلها تمد مشروعات عديدة بطاقة نظيفة، تساعد على خفض الانبعاثات الضارة.

وأضاف الخياط، في تصريحات له، أن مصادر الطاقة النظيفة هي مستقبل الكوكب الآن، وكافة الدول تسعى لخفض نسب الكربون من الغلاف الجوي، موضحًا أن الهيدروجين الأخضر عبارة عن مشاريع طويلة الأجل حيث يبلغ عمرها التشغيلي 25 عامًا.

وتمت مناقشة عدة مشروعات خضراء مع الصندوق لبحث إمكانيات مشاركته بها، بهدف خفض الانبعاثات والحد من الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، ومنها تمويل مشروع الهيدروجين الأخضر ومشروعات النقل الكهربائي والطاقة المتجددة.

* الهيدروجين لا ينتج انبعاثات كربونية:

وفي هذا السياق، قال مهندس محمد عبدالحميد كامل، رئيس مبادرة «مهندسون من أجل مصر المستدامة»، إن الهيدروجين الأخضر يعتمد في إنتاجه علي مصادر الطاقة الطبيعية مثل الشمس والرياح وهذه أنواع من الطاقة لا تنتج انبعاثات كربونية على الاطلاق لذا نستطيع القول إن التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر يعمل على تقليل البصمة الكربونية، ويساعد على مواجهة التغيرات المناخية.

وأضاف عبد الحميد، لـ«مصر2030»: تكمن الفوائد في ثلاثة عوامل رئيسية، أولها البيئي: حيث أنها طاقة نظيفة بدون انبعاثات صديقة للبيئة، وثانيها الاقتصادي: تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض فاتورة الاستيراد للوقود، وثالثها الاجتماعي: نشر الوعي والثقافة بأهمية الطاقة النظيفة.

وأوضح أن هناك تحديات تواجه تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر، وتكمن في مدى توافر المصادر الطبيعية اللازمة لإنتاج الهيدروجين على سبيل المثال أن تكون الدولة لها سواحل تطل على البحار.

* ليكون الهيدروجين قابلاً للنقل يجب ضغطه:

ومن جانبه، قال أحمد توفيق، المستشار البيئي، إن الطاقة ضرورية لضمان جودة الحياة كونها تدعم تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، مؤكداً على أن الدور الذي تلعبه الطاقة في المجتمع الحديث متعارف عليه، ولكن لا يزال هناك انقطاع في الاتصال بين أهداف الطاقة والمناخ المتفق عليها للدول.

وأضاف توفيق، في تصريحات لـ«مصر2030»، أن التقدم الفعلي يستخدم الهيدروجين حالياً في الغالب كمواد وسيطة لإنتاج المواد الكيميائية، مثل «الأسمدة والبلاستيك» حيث حوالي 95٪ من يتم إنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي أو الهيدروكربونات الأخرى وينتج عنه «انبعاثات ثاني أكسيد الكربون» بين 70-100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا فقط في دول الاتحاد الأوروبي.

وأكد على أنه يتم الحصول على الهيدروجين المتجدد من خلال عملية التحليل الكهربائي حيث تستخدم الكهرباء لتقسيم الماء إلى المكونات «الأكسجين والهيدروجين» في الوقت الحاضر، ولكن لايزال الحصة السوقية منخفضة والتي تمثل أقل من 5٪ من الإجمالي إنتاج الهيدروجين.

وأوضح أنه يوجد اليوم حوالي 60 ميجاوات من قدرة المحلل الكهربائي المركبة في جميع أنحاء العالم، مضيفا أنه لتحقيق الأهداف الأوروبية الحالية للاتحاد يجب أن يرتفع هذا إلى 6 جيجاوات بحلول عام 2024 وإلى 40 جيجاوات بحلول 2030، ومن المتوقع أن تؤدي زيادة قدرة المحلل الكهربائي إلى تكلفة بين 24-42 مليار يورو.

وأكمل: على افتراض أن هؤلاء ستعمل المحللون الكهربائيون على الطاقة المتجددة، وهذا سيزيد توسعًا إضافيًا في الطلب في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بمقدار 80-120 جيجاوات مما سيكلف 220-340 مليار يورو إضافية لتكلفة البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين من الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أنه يتم إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة عن طريق تقسيم مكونات المياه بواسطة التحليل الكهربائي إلى الأكسجين والهيدروجين.

وتابع أنه يتم تحديد طرق نقل وتخزين الهيدروجين بواسطة الخصائص الفيزيائية للهيدروجين، بالنسبة لأنواع الوقود الأخرى، وتنبع الصعوبات في تخزين الهيدروجين ونقله من كثافة حجمية منخفضة نسبيًا (أقل بعشر مرات من LNG) وكثافة طاقة منخفضة (أقل بعشر مرات من البنزين أو الديزل).

وأردف أنه لكي يكون الهيدروجين قابلاً للنقل، يجب ضغطه أو تسييله أو دمجه كيميائيًا، النقل الآمن والفعال من حيث التكلفة وتوزيع الهيدروجين أمر بالغ الأهمية لنشره على نطاق واسع، وتعتبر الكثافة المنخفضة لطاقة للهيدروجين، والانتشار العالي، والقابلية العالية للاشتعال تنطوي على تحديات تكنولوجية وبنية تحتية مهمة مرتبطة بنقل اعتماد الهيدروجين على نطاق واسع في الأسواق النهائية، مثل التدفئة أو النقل.

وفيما يتعلق بوسائل النقل، قال: يمكن نقل الهيدروجين عن طريق «الطرق والسكك الحديدية، الغازية أو السائلة، في أوعية وأنابيب وحاويات خاصة»، «النقل البحري، في المقام الأول عن طريق الناقلات المبردة المتخصصة»، «خطوط الأنابيب، التي يمكن أن تحمل إما الميثان النقي أو الهيدروجين النقي أو المنتج المخلوط».

وأكد على أنه يمكن أن يساعد الهيدروجين في تحقيق نظافة وأمان وبأسعار معقولة مستقبل الطاقة وإزالة الكربون من مجموعة من القطاعات، الهيدروجين كحامل للطاقة يمكن استخدامه كوقود في قطاع النقل أو من أجل توليد الطاقة، كما يمكن استخدامه أيضًا للتدفئة في المناطق السكنية والقطاع التجاري أو في عمليات الانتاج التي تستهلك الحرارة العالية مثل إنتاج الصلب أو الألمنيوم أو الورق أو المواد الغذائية.

ولفت إلى أن تطبيقات الهيدروجين اليوم هي الأكثر شيوعًا كمادة وسيطة في المواد الكيميائية صناعة لإنتاج الأسمدة والبلاستيك وتكرير الوقود، ويمكن للهيدروجين أن يدعم التطبيقات التي تمثل 60٪ من إجمالي غازات الدفيئة.

*الهيدروجين الأخضر صديق للبيئة:

وبدوره، قال الخبير البيئي وأستاذ هندسة الطاقة الدكتور سامح نعمان، إن الهيدروجين الأخضر لا يخرج أي انبعاثات ضارة وصديق للبيئة بنسبة تقارب الـ 100%، ولا يخرج منه عند استخدامه أو إنتاجه ثاني أكسيد الكربون.

وأضاف نعمان، في تصريحات لـ«مصر2030»، لذاك فـأن مصر تنتهج خطة صحيحة حيث توجه كل قوتها الآن لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وهو أمر سيساعدنا كثيرًا في المستقبل، وسيدفع عجلة الاقتصاد في مصر للأمام، بجانب أن مصر استطاعت توقيع أكثر من برتوكول تعاون خلال الفترة الماضية مع العديد من الشركات العالمية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وستكون بذلك مركزًا مهماً في الشرق الأوسط لإنتاج الهيدروجين والطاقة النظيفة.

وأوضح الدكتور سامح نعمان، أستاذ هندسة الكهرباء والطاقة، أن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر مرتفعة نوعا ما، ولكن يوفر الكثير عند استخدامه، بجانب كونه صديقا للبيئة بدون أي تلوث.

*مصر نجحت في خطواتها نحو انتاج الطاقة النظيفة:

وفي السياق ذاته، قال محمد الجبلاوي عضو مجلس النواب وكيل لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، إن العالم أجمع يتجه الآن نحو الاقتصاد الأخضر لما له فائدة كبيرة على خفض الانبعاثات الضارة، وكافة الدولة تتجه لتنفيذ العديد من المشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر من أجل السلامة العامة.

وأضاف الجبلاوي، في تصريحات له، أن مصر نجحت في اتخذ العديد من الخطوات الهامة وذلك من أجل إنتاج طاقة نظيفة، وأن الجهود المصرية تستهدف أن تكون مصر ممرًا لعبور الطاقة النظيفة التي تتمتع بها القارة الأفريقية.

وتابع أن خلال سنوات قليلة ستكون مصر قادرة على التوسع في إنتاج «الهيدروجين» بشكل يمكننا من التصدير للخارج، مؤكدًا على أن التحركات المصرية في هذا الملف في توقيت شديد الأهمية قبل استضافة مصر للدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP 27.

وأوضح أن مصر تمتلك مقومات هائلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وأغلب أساليب الطاقة الحديثة من رياح وطاقة شمسية، مؤكدً أن هذا التنوع يعطي مصر قوة إقليمية بل عالمية لتنوع هذه المصادر.

* ما هي فوائد الهيدروجين الأخضر:

- يعد «الهيدروجين» وقودا خاليا من الكربون ومصدر إنتاجه هو الماء، وتشهد عمليات إنتاجه فصل جزيئاته عن نظيرتها من الأوكسجين في الماء، بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة.

- يعد «الهيدروجين» المنتج من الطاقة النظيفة المستخدم على نطاق واسع بحلول عام 2030، قادرا على إنقاذ العالم من الوقود الأحفوري الذي يعتمد على الفحم والنفط عادة.

- انخفاض أسعار الطاقة الكهربائية النظيفة بدون انبعاثات، مع وجود الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أو في المناطق الغنية بالشمس، والتي يعد توليد الكهرباء فيها أرخص بكثير من الكهرباء القائمة على الوقود الأحفوري.

- تقترب أسعار الهيدروجين الأخضر الناتج عن التحليل الكهربائي بقدر كبير من أسعار الهيدروجين الرمادي الذي يتم إنتاجه باستخدام الوقود الهيدروكربوني.

* اتفاقات توطين الهيدروجين:

- وقعت مصر في يناير 2021 اتفاقًا مع شركة «سيمنس» الألمانية لتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال، وصولًا إلى إمكانية التصدير.

- الاتفاق بين الصندوق السيادي وشركة «فيرتيجلوب» و«شركة سكاتك النرويجية» في أكتوبر الماضي، على إنشاء مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العين السخنة، حيث تعتزم شركة سكاتك النرويجية إنشاء مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 50-100 ميجاوات في منطقة العين السخنة.

- توقيع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» والشركة القابضة لكهرباء مصر مذكرة تفاهم مع شركة إيني الإيطالية للتعاون في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق وإعداد دراسات الجدوى لمشروعات إنتاج الهيدروجين في مصر.

الهيدروجين الاخضر التغيرات المناخية الكربون الانبعاثات الضارة البيئة

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 08:46 صـ
17 جمادى أول 1446 هـ 19 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:53
الشروق 06:24
الظهر 11:40
العصر 14:37
المغرب 16:57
العشاء 18:18
البنك الزراعى المصرى
banquemisr