مفتش أثار يحكي تاريخ مدينة الفيوم عبر العصور
إسلام محمود مصر 2030قال محمود حلمي، مفتش أثار، إن إقليم الفيوم وصل إلى أعلى مستويات ازدهاره في الفترة اليونانية حيث كانت منطقة زراعية أساسية؛ مما دفع بالفيوم لتطوير علاقتها بالإسكندرية، موضحًا أن الإغريق احتلوا المدينة بجنودهم المقدونيين وذوي الجنسيات الأخرى الذين بدأوا في تطوير نظام الري بانتظام عن طريق اختراعاتهم الخاصة كالسواقي الخاصة بأرشميدس لري ما يزيد عن 618 ميل مربع من الأرض وكثير من الأراضي تم استصلاحها بالهبوط بمستوى البحيرة، وأطلق بطليموس الثاني على إقليم الفيوم اسم آرسنيوي تكريمًا لزوجته واخته.
وأضاف أن الفيوم بدأت تدهور في نهاية حكم الإغريق ولكنها استمرت بعد ذلك في عصر الرومان؛ فالصراع بين البطالمة أدى إلى هجر الجنود اليونان والمصريين أنظمة الري في المدينة مما أدى بعد ذلك الى زيادة الضرائب.
وتابع: واشتهرت مصر لكونها المنطقة الزراعية الوفيرة في المستعمرة الرومانية، ولم تعاني أي منطقة في الدولة جراء ذلك أكثر من مدينة الفيوم؛ حيث تم إكراهها على إمدادهم بالغلال، كما أُكرهت على دفع الضرائب الباهظة مما أدى إلى هروب سكانها من مزارعهم ومنازلهم وكان لذلك أثره في هجر المدينة حتى القرن الرابع الميلادي.
وأكمل: وبدأت الفيوم في استعادة عصور ازدهارها مرة أخرى حيث بدأ الناس يقبلون الدين الجديد لروما، حيث بدأ الدين المسيحي في الانتشار ليتحول بعد ذلك إلى الإسلام، ثم ظلت الفيوم بعد ذلك في تدهور حتى القرن 19 في عهد محمد علي مع استثناء القرن 13 عندما أصلح حاكم سوريا القنوات.
وأشار إلى أن الفيوم وصلت إلى أقصى درجات ازدهارها في عهد العثمانيين بينما بدأ محمد علي بإصلاح أنظمة الري والزراعة وأدخل زراعة محاصيل جديدة كالقطن، وفي عام 1874م بنى نظامًا حقيقيًا في الربط بين مدينة الفيوم والدلتا وظل ازدهار المدينة أثناء الاحتلال البريطاني حيث قام البريطانيون ببناء طرق جديدة وقاموا باستصلاح بعض الأراضي التي فُقدت في الصحراء.