رشاد عبده يكشف لـ«مصر 2030» تداعيات رفع سعر «الفائدة الأمريكية» على الاقتصاد
أحمد العلامي مصر 2030لا يزال تأثير الحرب الروسية الأوكرانية ممتدًا على الاقتصاد العالمي؛ ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية عبر مجلس الاحتياطي الفيدرالي -البنك المركزي الأمريكي- إلى رفع سعر الفائدة 0.5% «نصف بالمئة» وهي الزيادة الأكبر على مدار عقدين من الزمن؛ سعيًا لكبح جماح موجات التضخم، والذي سجل أعلى ارتفاع له في 40 عامًا.
ويُتوقَّع أن تتواصل موجات التضخم في الداخل الأمريكي على واقع الأزمات الاقتصادية العالمية التي تحصد الحرب الروسية الأكرانية جانبًا كبيرًا منها، وهو ما يستتبعه قرارات متعاقبة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع متتالٍ لأسعار الفائدة في محاولة لاحتواء ارتفاع تكاليف المعيشة التي باتت تعصف بكافة دول العالم، وكذا تهدئة الطلب على السلع، والخدمات، وتقليل القوة الشرائية للتصدي لارتفاع الأسعار.
وللوقوف على تداعيات قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على الاقتصاد المصري، وهل يتجه البنك المركزي المصري إلى رفع جديد للفائدة، وكذا تبعات القرار على الأسعار المحلية؛ كان لنا هذا الحوار مع الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية:
بداية كيف تري قرار الاحتياطي الفيدرالي رفع سعر الفائدة «نصف بالمئة»؟
- القرار ليس مفاجأة وهو معلن عنه مسبقًا، باتجاه البنك المركزي الأمريكي إلى رفع الفائدة، بل ستشهد الفترة المقبلة من العام الحالي 5 زيادات متوقعة، وكان الاتجاه رفع الفائدة بين «0.25 - 0.50%»، وهو قرار يهدف إلى جذب الدولار، والحد من التضخم وارتفاع أسعار السلع محليًا.
برأيك ما هي التداعيات التي تؤثر على الاقتصاديات العالمية وخاصة مصر نتيجة قرار «الفيدرالي الأمريكي»؟
- بالطبع سيتجه العالم إلى رفع سعر الفائدة؛ وبالطبع يدرس الآن البنك المركزي المصري الوضع الراهن وسيتخذ قرارًا برفع الفائدة نحو 1% بهدف التصدي للدولارة -الاتجاه لتحويل الجنيه إلى الدولار-، كما سيهدف القرار إلى سحب السيولة من السوق، وجذبها للبنوك وهو ما يقابله انخفاض معدلات التضخم.
لكل قرار اقتصادي إيجابيات وسلبيات، حدثنا عن سلبيات القرار المرتقب برفع المركزي المصري سعر الفائدة؟
- بالطبع من الآثار السلبية للقرار زيادة تكلفة الاقتراض وتمويل المشروعات، وهو ما ينعكس بالسلب على ضعف الاستثمار، كما أن الحكومة هي أكبر مقترض من البنوك، وهو الأمر الذي سيؤثر بالسلب على الموازنة العامة للدولة من خلال زيادة عجز الموازنة، وقلة الاستثمار، وزيادة البطالة.
هل تتوقع أن ينخفض الجنيه أمام الدولار حال اتجاه المركزي لرفع سعر الفائدة للحد من موجات التضخم؟
- أتوقع تحرك بسيط للجنيه أمام الجنيه بالانخفاض مع التأثير على قوة الجنيه، ولكنه سيكون عاملًا جيدًا لزيادة الصادرات المصرية.
ماذا عن تداعيات قرار الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب عالميًا؟
- سينخفض سعر الذهب عالميًا بالاتجاه نحو الاستثمار في أذون الخزانة الأمريكية، بينما تحدد تداعيات الحرب الروسية اتجاه الذهب نحو الصعود والهبوط، بحسب تطوراتها، والظاهر حاليًا هو أن هذه الحرب مستمرة إلى فترة طويلة مقبلة.