كيف كان يحتفل الفاطميون بالعيد؟.. خبير أثري يجيب ”خاص”
قال الخبير الأثري، محمود أسعد، إن مظاهر الاحتفال بالعيد كانت تختلف من عصر إلى عصر لآخر، فكان الفاطميون وفق لحديث المؤرخين كانوا يهتمون بالاحتفالات كثيرا حتى ترسخ في وجدان الشعب بعض المظاهر التي تُميز احتفالات المصريين، حيث يصف المقريزي ذلك الاهتمام لدى خلفاء الفاطمية أنه لا يركب الخليفة أثناء السير إلا بمظلة منسوجة بالذهب مرصعة بالجوهر.
وأضاف أسعد، لـ«مصر2030»، أنه من عادات الفاطميون أيضا إخراج الكسوة في كل عام لجميع أهل الدولة من صغير وكبير في أوقات معروفة؛ فبلغت كسوة الصيف والشتاء في السنة ستمائة ألف دينار ونيف.
وتابع: وكانوا يتأنقون في المآكل، حتى إن الخادم والسائس من غلمانهم ينفق في كل يوم على طعامه العشرة دنانير والعشرين دينارًا لسعة أحوالهم.
وأكمل: وكانوا يقومون في أول كل سنة بتوزيع دنانير يسمونها دنانير الغرة تبلغ خمسمائة دينار في السنة، فيتبرك بها من يأتيه منها برسوم مقررة لكل أحد، وإذا أهل رمضان لا يبقى أمير ولا مقدم إلا ويأتيه طبق لنفسه، ولكل واحد من أولاده ونسائه طبق فيه أنواع الحلوى العجيبة الفاخرة.
وتابع أن خلعهم كانت ثمينةً جدًا بحيث يبلغ طراز الخلعة خمسمائة دينار ذهبا، ويختص الأمراء في الخلع بالأطواق والأساورة الذهب مع السيوف المحلاة؛ ويتشرف الوزير عوضًا عن الطوق بعقد جوهر فكاكه خمسة آلاف دينار يحمل إليه، ويختص بلبس الطيلسان المقور.
وكان بالقاهرة سوق هو سوق الحلاوين لبيع الحلوى ويقول المقريزي في رصده لاحتفالات العيد: "هذا السوق معد لبيع ما يتخذ من السكر حلوى، وكان من أبهج الأسواق لما يشاهد فيه من حوانيت مليئة بالأواني النحاسية الثقيلة الوزن بديعة الصنعة ذات القيمة الكبيرة، وهناك عدد من ألوان الحلوى في السوق.
وفي عيد الفطر كان يوضع الكثير من قطع الحلوى فتكثر في أسواق القاهرة والأرياف، وكان المعز لدين الله يركب يوم الفطر لصلاة العيد في مصلى القاهرة التي بناها القائد جوهر، وكان محمد بن أحمد بن الأدرع الحسني يبكر ويجلس في المصلى تحت القبة في موضع فيأتي الخدم ويقيموه ويقبل المعز في زيه ويصلي بالناس صلاة العيد.
