أكثر مرونة ودقة.. كيف طور العرب الخط الفارسي؟
إسلام محمود مصر 2030قالت مفتشة أول آثار، هبة مجدي، إن الخطوط المختلفة في الكتابة لها دلالات كثيرة، وكل عصر كان يفضل استخدام نوع معين من الكتابة التي اشتهر بها، حيث كان الإيرانيون قبل الإسلام يكتبون بالخط (البهلوي) التي اشتقت من الآرامیة السامية بنفسها التي تعتبر لغة الأم للعربية الحديثة.
وأضافت مجدي، لـ«مصر2030»: وكان يستعمل الفرس القدماء احرف «الفباء الآرامية» الـ 22 للكتابة، فلما جاء الإسلام وآمنوا به، انقلبوا على هذا الخط فأهملوه، وكتبوا بالخط العربي، وقد طوّر الإيرانيون هذا الخط، فاقتبسوا له من جماليات خط النسخ ما جعله سلس القياد، جميل المنظر، لم يسبقهم إلى رسم حروفه أحد.
وأشارت إلى أن الخط الفارسي أو خط التعليق ظهر في بلاد فارس في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، إذ استخلصه حسن الفارسي من خطوط النسخ والرقاع والثلث.
وتابعت: وهو خط جميل تمتاز حروفه بالدقة والامتداد، كما يمتاز بسهولته ووضوحه وانعدام التعقيد فيه، ولا يتحمّل التشكيل رغم اختلافه مع خط الرقعة كما يعد من أفضل الخطوط في العالم وأفضلها من دون منافس ويلقي اعجاب الكثير من الخطاطين العرب ولا يخلو أي معرض ثقافي أو أدبي عن لوحة مكتوبة بالخط الفارسي.
وأكملت: ويعد الخط الفارسي من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص يتميز به عن غيره، إذ يتميز بالرشاقة في حروفه فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع فضلاً عن رشاقة الرسم، فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة والكلمتين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة يُظهر فيها عبقريته في الخيال والإبداع.