كيف كان يستخدم العرب المسلمين «فن التذهيب» للكتابة على المعادن.. مفتشة أثار تجيب
إسلام محمود مصر 2030قالت مفتشة أول آثار، هبة مجدي، إن العرب المسلمين كانوا من أفصل الكتابين على الخشب وقطع الأثاث أو أواني الطعام من خلال الذهب، موضحة أن مهنة التهذيب قديما كانت مهنة من يقوم بالتلوين والكتابة على المواد.
وأضافت مجدي، لـ«مصر2030»، أن كلمة "تذهيب" هي كلمة عربية أصيلة وتأتي من كلمة "ذهب"، وهو الإسم الذي أطلق على المعدن النفيس والثمين المعروف لدى البشرية منذ القدم.
وتابعت أنه في لسان العرب يقال «تذهيب» للتدليل على معنى وإسم الفن الذي يقوم بدهان وكساء الكتب أو قطع الأثاث المنزلي والمكتبي الخشبية أو إطارات الصور وعصى الزينة أو أواني الطعام والشراب بماء الذهب، وكلمة "تذهيبجي" أو "نقّاش" في التركية تعني الشخص المشتغل بمهنة التلوين والتزيين بالذهب.
وأكملت: يرتبط فن التذهيب في الحضارة الإسلامية بوجه عام بفن الكتابة والخط العربي الجميل، حيث كانت هناك علاقة وثيقة بين كتابة وتحرير الكتب بخط اليد في القرون الوسطى وبين استخدام فن التذهيب في تلوين وتذهيب حواشي الكتب القيّمة في تاريخ الحضارة الإسلامية.
ولفتت إلى أن القرآن الكريم يعد أهم وأبرز الكتب التي نالت اهتماماً من المذهبين والخطاطين على مدار التاريخ الإسلامي. كما يظهر فن التذهيب بوضوح في المخطوطات القديمة، سواء تلك المكتوبة بالعربية أو بالتركية العثمانية أو بالفارسية وكذا في بعض الفرمانات العثمانية والتوقيعات السلطانية الشهيرة بتعبير "طغراء" عند الأتراك، وكذا في اللوحات الكتابية للجوامع والأسبلة والقصور والمقابر والتكايا وفي المُنمنِمات.
ومع ظهور حرف المطبعة وما ترتب عليه من تطور مثير فيما بعد وحتى يومنا الحاضر في فن الطباعة والكتابة آليا فقد تراجع -لحد ما- فن تذهيب الكتب، ويكاد اليوم ينحصر في كتابة العناوين أو تزيين أغلفة كتب القرآن الكريم أو بعض كتب التراث الإسلامي أو في لوحات آيات القرآن الكريم أو في تذهيب القطع الخشبية.