ليلة 27 رمضان.. اعرف أفضل وقت لصلاة التهجد لتفوز برحمات الله
أحمد العلامي مصر 2030يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: ما هي صلاة التهجد وما هو أفضل وقت لأدائها؟
وللإجابة على السؤال طالعنا فتوى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والتي قال فيها: «صلاة التهجد سُنّة عن سيدنا رسول الله ﷺ؛ حيث ورد عنه ﷺ أنه قال: «أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى الله صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى الله صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» -متفق عليه-».
وأشار المركز، إلى أن صلاة التهجد هي صلاة تطوعية يبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء والتراويح ويستمر إلى آخر الليل.
وحول أفضل وقت لصلاة التهجد قال مركز الأزهر: إن أفضل وقت لصلاتها هو ثلث الليل الآخِر، أو ما قارب الفجر، فهو وقت السحر والخشوع وتجلِّي الفيوضات الربانية على القائمين والمستغفرين والذاكرين.
وأفاد مركز الفتوى، بأن صلاة التهجد تتميز عن غيرها من صلاة قيام الليل أنها تكون بعد نوم المسلم نومةً يسيرة، يقوم بعدها للتهجد في منتصف الليل، فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعد ذلك ما شاء من الركعات، ركعتين ركعتين، ويوتر في آخرها؛ عن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ فَارْكَعْ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا صَلَّيْتَ» -متفق عليه-.
صلاة التهجد فضلها وثوابها
كان النبي يصلي قيام اللّيل حتى تتفطَّر قدماه، وهي من أعظم أسباب دخول الجنة ورفع الدرجات لأن الله تعالى يتنزل إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر من الليل وهو وقت تشمله صلاة التهجد فيعطي من يسأل كل ما يتمنى.
وقال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام: إنه يجب على المسلم الحفاظ على صلاة التهجد، في العشر الأواخر من رمضان، حيث مدح الله تعالى من يصلي قيام الليل في القرآن العظيم: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)، وقال أيضًا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا)، كما أن صلاة قيام الليل هي أفضل صلاة بعد الصلاة المفروضة، وتكفر الذنوب، كما قال النبي عن فضل صلاة قيام الله: «شرف المؤمن قيام الليل»، وقيام الليل خير من الدنيا وما فيها، ويتقرب بها إلى الله تعالى ويحصِّل بها المسلم محبة الله.
ومدح الله من يذكره بقوله: «وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا»، ودعا النبي بالرحمة لمن قام من الليل فأيقظ أهله للصلاة، وحث الله تعالى على قيام الليل فقال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ)، وقال أيضًا: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا).
اقرأ أيضًا: دعاء لراحة البال والفوز بالدنيا والآخرة «فيديو»
صلاة التهجد فرصة عظيمة
وأوضح علام، في فتواه أن المراد في الشريعة الإسلامية بإحياء الليلة هو قيامها وطاعة الله فيها؛ قال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 56، ط. دار الكتاب الإسلامي): [والمراد بإحياء الليل: قيامه] اهـ، مشيرًا إلى أن كثير من العلماء قالوا إنَّ هناك بعض الليالي على مدار العام يُندب للمسلم قيامها؛ لما لها من فضل عند الله تعالى؛ قال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 56-57): [ومن المندوبات: إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث، وذكرها في "الترغيب والترهيب" مفصلة.. وظاهره الاستيعاب، ويجوز أن يراد غالبه. ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد؛ قال في "الحاوي القدسي": ولا يصلى تطوع بجماعة غير التراويح، وما روي من الصلوات في الأوقات الشريفة؛ كليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، وليلتي العيد، وعرفة، والجمعة، وغيرها، تصلى فرادى] اهـ.
ونقل مفتي الجمهورية ما قاله العلامة القليوبي الشافعي في "حاشيته على شرح الجلال المحلي على منهاج الطالبين للإمام النووي" (1/ 310، ط. مصطفى الحلبي): [(تتمة): يُندَب إحياء ليلتي العيدين بذكر، أو صلاة، وأولاها صلاة التسبيح. ويكفي معظمها، وأقله صلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح كذلك. ومثلهما: ليلة نصف شعبان، وأول ليلة من رجب، وليلة الجمعة؛ لأنها مَحالُّ إجابة الدعاء] اهـ.