الحيوان يحكم.. تعرف على سر اختيار الحزب الديمقرطي لرمز «الحمار» والجمهوري «الفيل»
إذا أردنا وصف شخص ما بالغباء والحماقة فأول ما يخطر ويتجسد في ذهننا هو الحمار دون أن نعلم بالتحديد لماذا يتم ربط الغباء بالحمار؟، ولماذا اختص الحمار وحده وحصل على لقب الحماقة وتم استخدام اسمه كإهانة في حين أنه حيوان مثل سائر الحيوانات.
وفي مقابل الإهانات والضرب التي يواجهها الحمار هناك دول ما تُعلي من شأنه وتضع في موضع الحاكم وتستخدمه شعار لحزبها المرشح لرئاسة وليس الحمار فقط من يتم ضمه إلى قائمة الشعارات السياسية وإنما الفيل فما السر وراء اختيار أمريكا للحمار والفيل كشعار للحزب الحاكم؟
الحمار الديمقراطي
يرجع توماس ناست الفضل في إرجاع هيبة وكرامة الحمار وإشراكه في المسرح السياسي بل وفي الحكم و ظهر هذا الشعار في عام 1828 عندما استخدم أندرو جاكسون، المرشح الديمقراطي للترشح للانتخابات الرئاسية شعار "لنترك الشعب يحكم" فكان رد منافسه الجمهوري هو السخرية منه ووصف هذا الشعار بأنه رخيص، فكان رد فعل جاكسون أنه استخدم شعار الحمار والصقه على ظهره وسار به حول المدن والقرى للدعاية إلى برنامجه الانتخابي وردًا على منافسه الجمهوري.
أقرأ أيضا|من كوريا واحدة إلى اثنين.. تعرف على سبب تقسيم الشمالية والجنوبية
لكن رمز الحمار لم يدخل الساحة السياسية، وأصبح الشعار الرسمي للحزب الديمقراطي إلا بعد عام 1870 عندما قام الرسام الكاريكاتير توماس ناست الذي كان يعمل في مجلة "هاربر" باختيار حمار رمادي كرمز للحزب الديمقراطي ينافس الحزب الجمهوري ومن ذلك الحين أصبح الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي.
الفيل الجمهوري
ومثل ما كان رسام الكاريكاتير توماس ناست له الفضل في إدخال الحمار عالم السياسة فهو أدخل الفيل أيضًا من خلال نفس الباب الذي دخل منه الحمار ففي عام 1860 كانت الولايات المتحدة الأمريكية منقسمة إلى معسكرين معسكر للشمال ومعسكر للجنوب بسبب قضية تحرير العبيد فقرر إبراهام لينكولن خوض انتخابات رئاسية لتوحيد الصوف الأمريكية وظهر الفيل كشعار في حملة لينكولن الانتخابية ممثل حزب الجمهوري، لكن لم يتحول الفيل إلى شعار إلا عام 1970 عندما قام توماس ناست باستخدام رمز الفيل للتعبير عن تذمره بما رأه من خروج حزب الجمهوري من قواعد الليبرالية ووصف ناست هذا المشهد السياسي من خلال رسم فيل ضخم مذعور يحطم كل شيء يقف أمامه وكتب علي جسم الفيل "الصوت الجمهوري" ومن ذلك الوقت أصبح شعار الفيل هو الشعار الحزب الجمهوري حتى الآن.
