هل يجوز صلاة التهجد بدون نوم؟..«الإفتاء» تجيب
جهاد حسن مصر 2030هل يجوز صلاة التهجد بدون نوم، يبحث الكثير من المواطنين عن مدى جواز صلاة التهجد بدون نوم، وهل تصح، وما الفرق بينها وبين قيام الليل، ونستعرض في السطور التالية جواز صلاة التهجد بدون نوم من عدمه.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
وقالت دار الإفتاء المصرية: إنه لا فرق بين صلاة التهجد وقيام الليل، فكلاهما صلاة تكون بالليل، والفرق هنا قد يكون لغويًا، فصلاة الليل تكون في أي وقت من الليل، أما التهجد فتكون بعد نوم، أي استيقاظ المسلم في أي وقت من الليل بعد نومه للصلاة.
هل يجوز التهجد بدون نوم
قال بعض العلماء إنه ليس من شرط القيام من الليل أن ينام المسلم قبله، بل كل صلاة أوقعها المسلم بالليل فهي من قيام الليل، وهو مأجور ومثاب عليها.
وأشاروا إلى أن التهجد هو القيام بعد النوم، وقال القرطبي ـ رحمه الله في ذلك: "التهجد التيقظ بعد رقدة، فصار اسما للصلاة، لأنه ينتبه لها، فالتهجد القيام إلى الصلاة من النوم".
وروى إسماعيل بن إسحاق القاضي من حديث الحجاج بن عمرو، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "أيحسب أحدكم إذا قام من الليل كله أنه قد تهجد، إنما التهجد الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، كذلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر أن السيدة عائشة قالت: إنما الناشئة القيام بالليل بعد النوم، ومن قام أول الليل قبل النوم فما قام ناشئة.
فضل صلاة التهجد
وأكد العلماء أن صلاة قيام الليل من السنن الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد ورد في فضلها قوله تعالى: «كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ» سورة الذاريات الآية 17، وقال تعالى: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» سورة السجدة الآية 6.
فضل قيام الليل في السنة النبوية
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ» أخرجهُ مسلمٌ (1163)، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَفَلَا أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا)».
أفضل وقت لقيام الليل
ولفت العلماء إلى أن أفضل وقت لقيام الليل هو نصف الليل الآخر أو ثلث الليل الآخر فهذا أفضل من أوله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ».
وروى أبو داود عن أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: «جَوْفُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَصَلِّ مَا شِئْتَ ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ».
واقرأ أيضًا..
الأدعية المستجابة في العشر الأواخر من رمضان: اللهم إنك عفو تحب العفو