كانت للتقرب إلى الله.. تعرف على تاريخ المشكاوات والمصابيح الإسلامية وسبب صناعتها- خاص

قالت مفتشة أثار، الدكتورة منال سعيد، إن الفنانين المسلمين قديمًا أخذوا على عاتقهم إضاءة المنشآت الدينية وتزيينها، لذلك قاموا بصناعة المشكاوات والمصابيح الإسلامية، والتي تَنافس السلاطين والأمراء والأغنياء في بنائها، تقرباً إلى الله عز وجل.

وأضافت سعيد، في تصريحات لـ «مصر2030»، أن المساجد قديما بنيت على نمط يحتوي على أكبر قدر من الإضاءة، مشيرة إلى أن المشكاة عبارة عن وعاء زجاجي، يكون ـ عادة ـ مخروطيّ العنق بشكل ينتفخ إلى الأعلى، وهي منتفخة البطن ذات قاعدة تنفرج إلى الأسفل من أجل وضعها على الأرض عند الحاجة، وتزين كلّْ من أقسامها الثلاثة: العنق، والبطن، والقاعدة، زخارف متنوعة، ولها ـ في بطنها، ثلاثة مقابض، وأحياناً ستةّ، لتعليقها داخل المساجد والمدارس والحدائق وغيرها، بسلاسل من الفضة أو النحاس الأصفر.

وتابعت أن صناعة المشكوات بدأت تتضح معالمها وتستقر ركائزها بين الصناعات الزجاجية الأخرى في مصر والشام، منذ القرنين: الخامس والسادس الهجريين (الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين).

وأكملت: أنه خلال هذه الفترة ابتكر الصناع ومهرة العمال نماذج رائعة منها، وأضاف الفنانون المسلمون إلى هذه الصناعة خبرات كثيرة ، سواء من الناحية الفنية أو التطبيقية، وارتقت صناعة الزجاج ـ بصفة خاصة ـ في العصر الفاطمي على يد الصناع المصريين الذين عرفوا أساليب صناعية من مثل: النفخ، واستخدام القالب، والزخرفة، بالإضافة إلى القطع والطبع والتهذيب والتلوين والبريق المعدني.

وزخرفت المشكاوات والمصابيح بالرسوم النباتية التي تطورت على طول التاريخ الإسلامي حتى وصلت درجة رفيعة من الجمال.

وأوضحت أن والمشكاوات والمصابيح الإسلامية تتوزع على العديد من متاحف العالم، نذكر، منها: قاعة الفن المملوكي في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة ، ومعظم معروضات هذه القاعة، التي يتجاوز عددها الخمسين، موجودة في داخل خزائن، وفي المتحف الوطني بدمشق مشكاة تعود إلى أواخر القرن الثالث عشر، ويحتوي متحف المتروبوليتان على أربعة مشكاوات.

وأخيراً، عكست المشكاوات والمصابيح الإسلامية عظمة الحضارة الإسلامية ومكانتها التي أبدعها عقل الفنان المسلم، عندما تناول خامة الزجاج، وشكل بها مصابيح تصطبغ بروح الإسلام في أروع صوره، وأبهى تكويناته، هذه المشكاوات والمصابيح التي لا يمكن محاكاتها خصص لها مكانة عالية في العديد من متاحف هذا العالم، وهي ما تزال فياضة بكل ما يضيء ويثري الحياة، وشاهداً على عصور النهضة الإسلامية، وعلى عظمة هذا الفن.