موائد وأبقار ومطابخ.. هكذا احتفل سلاطين المماليك بشهر رمضان


قالت دعاء بدر، مفتشة آثار بوزارة السياحة والآثار، إن سلاطين المماليك كان لهم عادات مستمرة ودائمة في شهر رمضان من كل عام، حيث كان يتم إطلاق سراح المساجين والتوسع في توزيع الصدقات للفقراء في هذا الشهر، وكان أن الظاهر بيبرس «يُطعم كل ليلة من ليالي شهر رمضان خمسة آلاف نفس».
وأضافت بدر، لـ"مصر2030"، أن الظاهر «بيبرس» كان في أول ليلة من شهر رمضان يُرتب بمصر القديمة والقاهرة والمناطق المحيطة بها مطابخ يُطبخ فيها أنواع الأطعمة وتُفرّق على الفقراء والمساكين، ويُوزّع الطعام ضمن حفل حاشد تُصاحبه الموسيقى.
وأكملت: "أما السلطان الظاهر برقوق مؤسس دولة المماليك الجراكسة (801هـ) اعتاد أن يذبح طوال أيام شهر رمضان المبارك، 25 بقرة يتصدَّق بلحومها، مع ما يُطبخ من الطعام، وما يُخبز من آلاف الأرغفة على أهل الجوامع والفقراء وقاطني السجون، بحيث يخصُّ كل فرد رطل لحم مطبوخ وثلاثة أرغفة، وحاكى السلطانَ برقوق في ذلك مَن أتى بعده من السلاطين فأكثروا من ذبح الأبقار وتفريق لحومها.
وبحسب البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة، يعتبر الخليفة الفاطمي العزيز بالله أول من عمل مائدة في شهر رمضان، وعرفت مصر بظاهرة المآدب الملكية أو الموائد الرمضانية التى انتشرت فى عهد الملك فاروق وكانت تقام لإطعام الفقراء والمساكين والموظفين وعابرى السبيل وأى فرد من أفراد الشعب، وكان الغرض منها كما يقول بعض المؤرخين يتراوح ما بين بروتوكول سياسي وعمل خيرى.
وتابعت: "وظلت الموائد الملكية مستمرة حتى قيام الثورة وسقوط الملكية ليحل محلها موائد الرحمن والموائد الرمضانية البسيطة التى تملأ شوارع وحوارى مصر المحروسة".