فتاوى الشعراوي.. احذر حالة واحدة تجعل البيع بالتقسيط من الربا «فيديو»
أحمد العلامي مصر 2030حكم البيع بالتقسيط، يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: ما حكم البيع بالتقسيط وهل يحمل صورًا من الربا؟
ويتمتع فضيلة الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي مفتي الجمهورية الأسبق صاحب تفسير القرآن «خواطر الشعراوي»، بملكة الوصول إلى قلب المستمع؛ فحصد حب الملايين من المسلمين في مصر والعالم، ولأسلوبه الشيق قدرة على بث الخلق والتحلي بفعل الطاعات؛ وعليه طالعنا فتوى الإمام الراحل، والتي تحدث فيها عن حكم البيع بالتقسيط قائلًا: إن التقسيط بزيادة السعر الأصلي ليس ربا؛ شريطة ألا يكون البيع بالتقسيط على صفقتين، مثلًا أن يقول سأبيعك هذه السلعة نقدًا بعشرة جنيهات، وللتأجيل بالتقسيط سيصبح ثمنها 15 جنيهًا، هذه الصورة خاطئة، والصحيح أن يقول السلعة بالتقسيط مقابل 15 جنيهًا.
وأكمل الإمام الراحل معللًا الحكم الشرعي بقوله: «وهذا جائز في النقد بأن يبيع تاجر السلعة مقابل 10 جنيهات، وآخر يبيعها مقابل 15 جنيهًا، وهناك تاجر يبيع ذات السلعة لكل عميل بسعر مختلف، وهناك أمر اسمه التقييم حين تبادل السلع والتاجر يقيم من يشتري منه بحسب العميل الدائم وغيره فيبيع العميل الدائم بسعر أقل من العميل غير الدائم».
وأردف الشعراوي: «مثل ذلك تأسيس شركات الوجوه بأن يساهم أحد الشريكين بالمال، والشريك الآخر يشارك بوجاهته في المجتمع وجهده، وهذا ليس من الظلم لأن هذا صاحب الوجاهة في المجتمع لم يكن ليحصل على هذه الوجاهة إلا بثمن دفعه، وكما قيل في وصف صاحب الوجاهة المجتمعية: "إنه لم يعد وجيهًا في قومه مسموع الكلمة مهيبًا إلا بثمن دفعه"، وهذا الثمن لا نضيعه عليه بل له تقييم».
اقرأ أيضًا: فتاوى زمان.. رأي «الشعراوي» في العمل بالمحاماة والقضاء «فيديو»
بلاغة العرب.. جليلة بنت مرة حين قُتِلَ زوجها كُليبًا
وروى الشيخ الشعراوي في دروسه الدينية، قصَّة مقتل كُليب زعيم قبيلة تغلب، على يد شقيق زوجته جسَّاس بن مُرَّة، قائلًا: «كليب بن ربيعة التغلبي كان يُضرب به المثل في الشجاعة ويحمي مواقع السحاب، ومعناها أنه وقتما يسقط المطر في قطع أرض ويخرج الزرع يذهب الرعاة للرعي في هذا الزرع، وكان من قوة كُليب أن يقول حين يرى السحاب هذه في حماي يعني متى يسقط المطر، ويخرج الزرع فإنها ملكي؛ ولا يستطيع أحد أن يرعى في هذا المكان الذي يخرج به الزرع من المطرمن قوة وعظمة كُليب في قومه».
وأكمل الإمام الراحل: «اختلف كُليبٌ مع شقيق زوجته جساس بن مُرَّة؛ على ناقة وضرب ضرعها؛ فقتل جسَّاس كُليبًا، وشقيقة جسَّاس كانت تحت كُليب، وقامت حرب شديدة استمرت عدة سنوات، ورويت لنا القصة فلما قُتِل كليب؛ اجتمع نساء الحي للمأتم فقلن لأخت كليب رحِّلي جليلة عنَّا؛ فإن قيامها شماتة وعار علينا عند العرب، فالتفتت أخت كُلَيب لجليلة وقالت لها: يا هذه اخرجي عن مأتمنا فأنت أخت قاتلنا وشقيقة وافرنا؛ فخرجت جليلة تجر أعطافها من الخزي، فلما ذهبت إلى بيت أبيها بلغها أن أخت كُليب قالت: رحلة المعتدي وفراق الشامت؛ فضحكت جليلة وقالت: أوتفرح الحرة بهتك سترها، وترقب وترها، هلّا قالت: نفرة الحياء وخوف الاعتداء!».
وأردف الشعراوي، مُعقِّبًا على رد جليلة: «هتك سترها بموت زوجها وهو سيد من سادات العرب، وترقب وترها يعني انتظار القصاص من شقيقها، فلما دخلت جليلة على أبيها مُرَّة، قال ما وراءك يا جليلة؟ فقالت: ثُقل العدد وحزن الأبد، وفقد حليل، وقتل أخ عن قليل، وبين ذين غرس الأحقاد وتفتت الأكباد، فقال لها: أوَيَكُّفُ ذلك كرم الصفح وإغلاء الديات؟؛ فقالت: أمنية مخدوع ورب الكعبة؛ أبلبدن تدع لك تغلب دم ربها؟ ثم أنشات تقول:
يَا ابْنَةَ الأَقْوَامِ إِنْ شِئْتِ فَلا.. تَعْجَلِي بِاللَّوْمِ حَتَّى تَسْأَلِي
فَإِذَا أَنْتِ تَبَيَّنْتِ الَّذِي يُوجِبُ.. اللَّوْمَ فَلُومِي واعْذُلِي
فِعْلُ جَسَّاسٍ عَلَى وَجْدِي بِهِ.. قَاطِعٌ ظَهْرِي وَمُدْنٍ أَجَلِي
هَدَمَ البَيْتَ الَّذِي اسْتَحْدَثْتُهُ.. وَانْثَنَى فِي هَدْمِ بَيْتِي الأَوَّلِ
يَا قَتِيلاً قَوَّضَ الدَّهْرُ بِهِ.. سَقْفَ بَيْتَيَّ جَمِيعًا مِنْ عَلِ
إِنَّنِي قَاتِلَةٌ مَقْتُولَةٌ.. وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْتَاحَ لِي