فتاوى الصيام.. ما حكم الحجامة ونقل الدم في نهار رمضان؟ «الإفتاء» تًجيب
أحمد العلامي مصر 2030حكم الحجامة ونقل الدم في نهار رمضان، يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: ما حكم الحجامة ونقل الدم أثناء الصوم؟
وأجابت دار الإفتاء، على لسان الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، بأن جمهور الفقهاء على أن الحجامة لا تُفسِد الصوم؛ لأن الفطر مما دخل لا مما خرج، وهذا ضابط أغلبي، ومثلُ الحجامة في الحكم نقل الدم؛ فإنه لا يؤثِّر على صحة الصوم، لكن بشرط أن يأمن الصائم على نفسه الضعف والضرر.
ما هي الحجامة؟
تُعرَّف الحجامة بأنها عملية يستخرج بها الدم من نواحي الجسد، وتتم عن طريق وضع كاسات من الهواء تقوم بسحب الجلد لمدة زمنية ثم تنتزع ويقوم بعدها الحجام باستخدام شفرات بتشريط موضع الكأس ثم يضعه مرة أخرى لسحب الدماء من الجسد، وهي عملية بسيطة وغير مؤلمة.
ووردت في الحجامة وفضلها العديد من الأحاديث ومنها ما رواه ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مررت ليلة أسري بي بملأ إلا قالوا: يامحمد مُر أمتك بالحجامة»، وثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطى الحجام أجرة.
وعن أفضل الأيام للحجامة ففي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من احتجم لسبع عشرة، أو تسع عشرة، أو إحدى وعشرين، كانت شفاء من كل داء، وثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي.
ما يُفسد الصوم وما لا يُفسده
وأفادت دار الإفتاء، بأن الحقن التي تؤخذ عن طريق الوريد أو العضل لا تفطر الصائم، أمَّا الحقن الشرجية فمذهب جمهور العلماء أنها مفسدة للصوم إذا استُعمِلت مع العمد والاختيار؛ لأن فيها إيصالًا للمائع المحقون بها إلى الجوف من منفذ مفتوح، وذهب المالكية إلى أنها لا تُفطِر، فمن ابتُلِي بالحقنة الشرجية في الصوم ولم يكن له مجال في تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار يجوز له تقليد المالكية، ويكون صيامه حينئذٍ صحيحًا ولا يجب القضاء عليه، وإن كان يستحب القضاء خروجًا من خلاف جمهور العلماء.
اقرأ أيضًا: ما حكم استعمال بخاخة الربو في رمضان؟ علي جمعة يُجيب
وعن حكم إفطار الفحص المهبلي من عدمه، قال الدكتور علي جمعة: الفحص المهبلي الذي يتم فيه إدخال آلة الكشف الطبي في فرج المرأة يفسد الصوم عند الجمهور، خلافًا للمالكية؛ حيث نصوا على أن الاحتقان بالجامد -في الدبر أو فرج المرأة- لا قضاء فيه.
ولفت جمعة، إلى أن وضع النقط في الأنف مفسِد للصوم إذا وصل الدواء إلى الدماغ، فإذا لم يجاوز الخيشوم فلا قضاء فيه. أما وضع النقط في الأذن فمذهب جمهور الفقهاء والأصح عند الشافعية أن الصوم يفسد بالتقطير في الأذن إذا كان يصل إلى الدماغ، بينما يرى بعض الشافعية أنه لا يفطر؛ ذهابًا منهم إلى أنه لا يوجد منفذ منفتح حسًّا من الأذن إلى الدماغ، وإنما يصله بالمسامّ كالكحل للعين.
وأشار المفتي، إلى أن استعمال بخاخة الربو يفسد الصوم؛ لأن فيها إيصالًا لمادة سائلة على هيئة رذاذ له جِرْمٌ مؤثِّر إلى الجوف عن طريق منفذ منفتح وهو الفم.
اقرأ أيضًا: «التقبيل في رمضان».. ما حكم ماء المرأة بسبب تحرك الشهوة؟
وحول القيء، قال المفتي: إنه إذا غلب القيءُ الصائم من غير تسبب منه لذلك فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، ولكن عليه ألَّا يتعمد ابتلاع شيء مما خرج من جوفه وألَّا يُقصِّر في ذلك، فإذا سبق إلى جوفه شيء فلا يضره، أما من تعمد القيء وهو مختارٌ ذاكرٌ لصومه فإن صومه يفسد ولو لم يرجع شيء منه إلى جوفه، وعليه أن يقضي يومًا مكانه.
وأفاد المفتي، بأن اغتسال الصائم جائز شرعًا ولا شيء فيه ولا يُفسد الصوم، وعلى الصائم أن يحرص على عدم دخول الماء إلى جوفه من الفم، أو الأنف، أما دخولُ شيء من الماء في الجسم بواسطة المسامِّ فلا تأثير له.