بعد مذبحة بوتشا .. متى ستنتهي الحرب الروسية الأوكرانية؟
منى حسن مصر 2030استمرارا للعملية العسكرية الروسية، والأحداث التي تدخل في منحنى تصاعدي وإن كان ما يوقف صوت الصواريخ والطلقات النارية وضجيج الدبابات جولات المفاوضات التي تتخلل هذا المشهد، وكأنه فاصل بين احتدام المشهد الروسي الأوكراني دون تحقيق نتائج ترضي كلا الطرفين وتنهي حالة الاقتتال المستمرة بين المعسكرين، إلا أن ما زاد الطين بلة هو اتهام السلطات الأوكرانية القوات الروسية بتنفيذ مذبحة ضد مدنيين في بوتشا بمدينة كييف، واتهامها بارتكاب جرائم حرب مطالبة أوكرانيا الدول الأوروبية بفرض عقوبات من جديد على روسيا.
وجاء الرد الأوروبي استمراراً لحملة العقوبات الموجهة ضد روسيا، والتي اتخذت أشكالاً متعددة، والتي استهدف بشكل رئيس القطاع المصرفي والصناعي وتكاتف شركات صناعية كبرى باتخاذ إجراءات ضد روسيا، وذلك كمحاولة للضغط على روسيا، وكانت الردود الأوروبية فرض مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا وسط انقسام أوروبي جديد حول كيفية تفعيل هذه العقوبات.
ويأتي ذلك التصعيد المتجدد وسط تعثر المفاوضات التي تجري بين البلدين فلماذا السلطات الأوكرانية في ظل هذا التوقيت الصعب قامت برفع التصعيد إلى الدرجة القصوى بعد أن كانت تدعو إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الجانب الروسي وهل ذلك يخدم المصالح الأوكرانية؟ وما الهدف من إعلان رئيس المفوضية الأوروبية ومسؤول الخارجية الأوروبية زيارة أوكرانيا في هذا التوقيت؟ ومن المستفاد من إطالة أمد الحرب؟ وهل العقوبات الأوروبية ستوقف العملية العسكرية الروسية أم ستستمر روسيا في العملية إلى تحقيق جميع أهدافها ؟
في تصريح خاص لبوابة مصر 2030 يجيب على هذه التساؤلات الباحث في العلوم السياسية د. إسماعيل تركي
الهدف من زيارة رئيس المفوضية الأوروبية ومسؤول الخارجية الأوروبية لأوكرانيا هو ضمن تحركات للضغط على روسيا ومحاولة تسليط الضوء على الانتهاكات التي قد ترتكبها روسيا وأيضاً مساعدة الدول الأوروبية التي لم تتخذ قرارا حتى الآن ضد روسيا باتخاذ خطوات حاسمة وذلك كنوع من الدعم لأوكرانيا.
وفيما يتعلق حول مدى تأثير العقوبات الأوروبية على العملية العسكرية الروسية يقول د/عادل العقوبات الأوروبية التي تمت ضد روسيا هي عقوبات قاسية وشديدة واستهدفت القطاع المصرفي والصناعي.
كما استهدفت العقوبات عددا من الشخصيات البعيدة عن دائرة صناع القرار الروسي، كما تم استهداف القطاع الإعلامي وغير ذلك من القطاعات إلا أن هذه العقوبات لن تجبر روسيا على وقف العملية العسكرية الروسية إلا بعد تحقيق أهدافها الرئيسية وعلى رأسها حماية الأمن القومي الروسي.
وأضاف د/إسماعيل أن روسيا كانت مستعدة لهذه العقوبات ووجدنا كيف تجاوبت مع ذلك وكيف أجبرت الدول الأوروبية على استخدام الروبل مقابل الحصول على النفط الروسي، كما أن ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي إضافة أننا رأينا كيف الروبل الروسي عاد إلى قوته.
جدير بالذكر أن هناك دولا لم تدخل ضمن قائمة الدول التي فرضت عقوبات على روسيا مثل الصين ومصر ودول عربية أخرى، وكل هذا يساعد من تقليل حدة العقوبات المفروضة على روسيا وشهدنا أيضاً أن العقوبات التي فرضت على روسيا لم تؤثر على روسيا وحدها وإنما أثرت على العالم كله بما فيه الدول التي فرضت عقوبات على روسيا.
وفيما يتعلق بشأن هدف اتهام السلطات الأوكرانية القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب في مدينة بوتشا بكييف تزامناً مع المفاوضات التي تجري بين روسيا وأوكرانيا يقول د/إسماعيل إن المتبع للسياسة الأمريكية نجد أنها تقوم بتزييف بعض الأمور وذلك لتحقيق أهداف سياسة معينة، وبالتالي الحديث عن حادثة بوتشا ونفى الروس بأنها لم ترتكب هذه الفظائع وطلب روسي بتقديم طلب لبريطانيا باعتبارها من ترأس مجلس الأمن بفتح تحقيق عن هذه المذبحة ورفض بريطاني لهذا الأمر كل ذلك يهدف إلى عزل روسيا بالكامل، وأوكرانيا يتم استخدامها كأداة لاستنزاف روسيا، وذلك على حساب أمن أوكرانيا وسلامة أراضيها ووجدنا أن أغلب المساعدات التي تقدم للجانب الأوكراني هي مساعدات عسكرية وليست إنسانية مما يساهم ذلك في إطالة أمد الحرب.
وفيما يتعلق بشأن استمرارية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وعن ما إذا كانت روسيا ستستمر في العملية العسكرية الروسية إلى أن تحقق كل أهدافها أم لا؟ يوضح د / إسماعيل أن منذ إعلان روسيا بدء العملية العسكرية الروسية وروسيا تعلن أنها لا تهدف لاحتلال أوكرانيا وإنما الهدف هو تحقيق ضمانات أمنية والتي تتعلق بتحييد أوكرانيا وعدم ضمها لحلف الناتو وضمان عدم امتلاك أوكرانيا سلاحا نوويا إلا أنها وجدت أنه لا يوجد تجاوب في هذه المسائل وعليه تمت العملية العسكرية الروسية وشهدنا كيف روسيا حققت بعض الأهداف كسيطرة القوات الروسية على المفاعل النووي الأوكراني، فتح القناة المائية في شبه جزيرة القرم، وذلك بعد أن أغلقتها أوكرانيا بعد أن تم ضم شبه جزيرة القرم لروسيا إضافة إلى سيطرة روسيا على عدد من المدن في شرق أوكرانيا وروسيا في النهاية تعلم أنه يتم استنزافها وكل هذه الأمور تريد روسيا الانتهاء منها و ستسعى روسيا إلى تحقيق نصر صغير بدلاً من تحقيق نصر كبير.