19 نوفمبر 2024 10:40 17 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

أفضل طريقة للتخلص من خصمك أن تكون صديقا له .. الحرب الأوكرانية الروسية إلى أين ..!

مصر 2030

قال لينكولن من قبل أن أفضل طريقة للتخلص من خصمك أن تكون صديقا له فهل أوكرانيا ستطبق هذه المقولة في نهاية المطاف أم ستفضل خيار المقاومة إلى آخر نفس؟

قبل بدأ العملية العسكرية الروسية أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مراراً وتكراراً عن عزم روسيا لتنفيذ عملية عسكرية في أوكرانيا، وهناك تقارير استخباراتية تؤكد ذلك، وكانت ردود الفعل على هذا الإعلان هو عدم تصديق ذلك بما فيها روسيا نفسها كذبت ما قال على لسان المسؤولين في البيت الأبيض إلا أن جاءت ساعة الحسم وقامت روسيا بتصديق الرواية الأمريكية.

وفاجأت العالم وقامت بتنفيذ عملية عسكرية في العمق الأوكراني في ٢٤ فبراير، وكان الهدف الرئيسي من هذه العملية هو حماية الأمن القومي الروسي من التوسع حلف الناتو قرب أراضيها، وكان تقديم أوكرانيا بطلب الانضمام لحلف شمال الاطلسي "الناتو" يمثل القشة التي قصمت ظهر البعير وعليه قامت روسيا بتنفيذ الحملة العسكرية في أوكرانيا لمنعها من الانضمام لحلف الناتو.

وبدأت العملية العسكرية الروسية وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال جمهوريتي دونيتسك و لوغانسك وسط حملة من الإدانات على المستوى الدولي، ومع مرور الأيام بدأت تتكشف موقف كل دولة من العملية العسكرية الروسية وانقسم العالم إلى معسكرين معسكر مؤيد لروسيا ومعسكر معارض لروسيا وإلى جانب هذا الانقسام توازى معه انقسام جديد وهو فرض عقوبات قاسية على روسيا وبين دول مرحبة بهذا العقوبات ودول أخرى كان لديها تحفظ وفضلت الخيار الدبلوماسي.

هذه العقوبات التي فرضت على روسيا استهدفت عددا من القطاعات الروسية وليس قطاعا واحدا فقط وتوزعت العقوبات وكأنه كتيبة أو جيش في مهمة لكن ليس عسكرية واستهدف القطاع المصرفي والصناعي وبعض العقوبات استهدفت أشخاصا روسية مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ولم ينج القطاع الإعلامي من حملة العقوبات ولقى حملة اضطهاد تمثلت في حظر وحجب بعض القنوات الروسية في أوروبا، بل قام عمالقة السوشيال ميديا باستهداف المواقع الروسية وحجبها من على منصتها.

وأتاحت أيضاً باستخدام الخطاب الذي يحض على الكراهية والعنف ضد روسيا وآثار هذا القرار الذي اتخذته بعض عمالقة السوشيال ميديا ضد روسيا غضب وتساؤلات عدة.

ومع استمرار العملية العسكرية الروسية واستمرار معها حملة العقوبات ضد روسيا، طلب الرئيسي الأوكراني فلاديمير زيلينسكي سرعة التدخل ووقف العملية العسكرية الروسية واستنجد بالدول الأوربية وأمريكا بشكل خاص؛ لتقديم العون وكان الرد الأوروبي ليس مثل ما كان يتوقعه زيلينسكي، وكان صادماً ومع مرور الوقت بدأت الدول الأوروبية بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا لكن هذا لم يغير من ميزان الصراع والقوى لصالح أوكرانيا.

ولجأت أوكرانيا إلى طوق نجاة أخرى وتخلت عن حلم الانضمام لحلف الناتو، وقللت من سقف طموحها وقدمت طلبا جديدا هو الانضمام للاتحاد الأوروبي ومن جديد خذل الأوروبيون زيلينسكي، وكان الرد متمثلا في أن قبول دولة للانضمام للاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يتم بشكل سريع.

وتزامناً مع الخيار العسكري كان يتساوى معه السير في المسار الدبلوماسي وحدثت العديد من المفاوضات بين الجانب الروسي والأوكراني وبعضها أجهضت وفشلت في تحقيق السلام إلا أن جاءت المفاوضات التي دارت في إسطنبول برعاية تركية وخرجت بنتائج متفائلة مقارنة بالمفاوضات الأخرى.

وتم طرح خلال هذه المفاوضات العديد من القضايا الخلافية بين الجانبين الروسي والأوكراني منها تحييد أوكرانيا ومنعها من الانضمام إلى تحالفات عسكرية مثل شمال الأطلسي، إضافة إلى إعلان روسيا بثبات موقفها وعدم تغييره بشأن إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.

ويبدو من تسلسل الأحداث أن روسيا هي من تضع الشروط وهي من تمتلك قواعد اللعبة، وما على أوكرانيا إلى القبول.

فهل أوكرانيا ستبدأ في التغيير من سياستها وترسم خطوطا جديدة للسير عليها، وتقرر قبول روسيا كجار حليف لها وفي ذات الوقت تنشأ علاقات متوازنة مع الدول الأوروبية-الأمريكية أم ستفضل السير على نفس المنوال القديم واستمرار في رفع راية الحرب خلال الأيام القادمة ستكشف لنا نوايا أوكرانيا السياسية، وكما قال لينكولن فأفضل طريقة للتخلص من خصمك أن تكون صديقا له!

روسيا اوكرانيا كييف زيلينيسكي

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 10:40 صـ
17 جمادى أول 1446 هـ 19 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:53
الشروق 06:24
الظهر 11:40
العصر 14:37
المغرب 16:57
العشاء 18:18
البنك الزراعى المصرى
banquemisr