ما هي صحف إبراهيم وموسى وبأي لغة كتبت وكم كان عددها؟
أحمد العلامي مصر 2030صحف إبراهيم وموسى، يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها عقله؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: ورد في محكم التنزيل قول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}؛ فما هي صحف إبراهيم وموسى وبأي لغة كتبت، وكم كان عددها؟.
ما هي صحف إبراهيم وموسى
والكتب السماوية متعددة، وهي على سبيل الحصر في القرآن الكريم: صحف إبراهيم صحف موسى وهي التوراة التى نزلت عليه، والزبور الذى نزل على داود، والإنجيل الذى نزل على عيسى بن مريم، والقرآن الذى نزل على محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة وأتم السلام.
100 صحيفة على شيث وإدريس وإبراهيم وموسى
ويجب على كل مسلم أن يؤمن بكل الكتب التي ذُكرت في القرآن الكريم، على سبيل الإيمان بجميع رسل الله، غير أن الالتزام بآخر الرسالات وهو الإسلام هو مناط التكليف والأحكام الشرعية التي يتعين على المسلمين الالتزام بها وتنفيذها، وبحسب الدكتور عطية رئيس لجنة الفتوى الأسبق.
اقرأ أيضًا: حماده هلال يتعرض لموقف غريب أثناء محاولته إخراج جن من فتاة في الصعيد
ويقول الشيخ محمود أبو دقيقة، في مذكرات التوحيد: أما الصحف فقد ورد فى شأنها آثار كثيرة، وأرجحها أنها مائة صحيفة، خمسون نزلت على شيث عليه السلام، وثلاثون نزلت على إدريس عليه السلام، وعشرة نزلت على إبراهيم عليه السلام، وعشرة على موسى عليه السلام.
وأفاد صقر، بأن تلك الصحف اشتملت على مواعظ وإرشادات للتحلى بمكارم الأخلاق، والابتعاد عن الأخلاق القبيحة، ولم يعرف عنها شيء لعدم وجود ما يفيد بشأنها، وأنزل الملك جبريل عليه السلام الصحف على كافة الرسل كما أنزل التوراة على موسى، والإنجيل على عيسى، والقرآن على محمد عليهم جميعًا الصلاة والسلام، قال الله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء}.
كتب الصحف جبريل الموكل بالوحي
قال ربيع بن أنس في شرح قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}: نزلت التوراة وهى سبعون وقر بعير، وأضاف الكتابة إلى نفسه "كتبنا" على جهة التشريف، إذ هى مكتوبة بأمره كتبها جبريل بالقلم الذى كتب به الذكر، والانبياء كانوا يرسلون بلغة أقوامهم. قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}.
ومن أهل العلم من ذهب إلى أن الصحف غير التوراة، وتبين الآية: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}، نزول صحف على إبراهيم، وذكر الإمام القرطبي المقصود بهذه الصحف عند تفسير هذه الآية حيث قال: صحف إبراهيم وموسى يعني الكتب المنزلة عليهما، ولم يرد أن هذه الألفاظ يعينهما في تلك الصحف، وإنما هو على المعنى، أي معنى هذا الكلام وارد في تلك الصحف.
نص من صحف إبراهيم وموسى
روى الآجري وضعفه عدد من العلماء، من حديث أبي ذر رضي الله عنه: قلت : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كَانَتْ صَحِيفَةُ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: كَانَتْ أَمْثَالًا كُلُّهَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمُسَلَّطُ الْمُبْتَلَى الْمَغْرُورُ؛ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْيَا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَكِنِّي بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنِّي لَا أَرُدُّهَا وَلَوْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ، وَعَلَى الْعَاقِلِ، مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ: أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ ؛ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللَّهِ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ، مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لَا يَكُونَ ظَاعِنًا إِلَّا لِثَلَاثٍ ؛ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ، أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَصِيرًا بِزَمَانِهِ، مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ، حَافِظًا لِلِسَانِهِ، وَمَنْ حَسَبَ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ، قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ!!، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى؟ قَالَ: كَانَتْ عِبَرًا كُلُّهَا، عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ، ثُمَّ هُوَ يَفْرَحُ !!، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ، ثُمَّ هُوَ يَضْحَكُ !!، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ، ثُمَّ هُوَ يَنْصَبُ!!، عَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا ، ثُمَّ اطْمَأَنَّ إِلَيْهَا !!، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ غَدًا، ثُمَّ لَا يَعْمَلُ!!.
اقرأ أيضًا: برلمانية: «الاختيار3» أبرز صمود الدولة وتلاحم الشعب في إفشال مخططات الإرهابية
الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية، تحدث عن صحف إبراهيم وموسى، قائلًا: «كان موسى كان لسانه العبرانية ولما نزلت التوراة نزلت باللغة العبرية، وهي صحف موسى، وسميت لاحقًَا بالتوراة، وكان سيدنا إبراهيم كان من أور الكلدانيين وكانت لهجته الكلدانية وهي لغة من اللغات السامية وهي: العربية والعبرية والكلدانية والسريانية والأرامي والإنجيل نزل باللغة الأرمية وهي إحدى لهجات السريانية أيضًا، وكان محور صحف إبراهيم وموسى الأساسي التوحيد والتحذير من عبادة الأوثان وتحرير القلوب لعبادة الله، وكانت تميل إلى الأدعية والتخلق بالأخلاق الحسنة مع الله مع النفس مع الناس.
ورغم وجوب التزام المسلمين بالإيمان بالكتب السماوية السابقة، إلا أن الإيمان يكون بمجملها باعتبارها رسالات سماوية، تم تحريفها فيما بعد فلم تعد كما كانت، ويجب على كل مسلم أن يؤمن بالنص السماوى الوحيد ويطبق أحكامه وهو القرآن الكريم في الأحكام التعبدية، والحياتية، مع الإيمان المجمل بالكتب والرسالات السماوية التي نزلت قبل الإسلام، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم». رواه أحمد والحاكم، ورواه البيهقي والدارمي بلفظ قريب منه وحسنه الألباني، وهو إشارة إلى وجوب الإيمان بالإسلام فقط باعتباره آخر الرسالات ونسخ ما كان قبله من الديانات السماوية.
ماذا كان يعمل الأنبياء؟
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة»، كما أن أعمال الأنبياء هي أعمال سائر البشر، ففيهم من كان يعمل في الحديد مثل داود عليه السلام الذي قال الله عنه: وألنا له الحديد* أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير، ومنهم من عمل في النجارة، قال تعالى في شأن نوح عليه السلام: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ}، وروى البخاري والترمذي وأحمد عن الأسود بن يزيد وهو من كبار التابعين قال: سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله، تعني خدمة أهله. الحديث، وفي رواية قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.