مسلات فرعونية خارج الأراضي المصرية.. تعرف على السببب

تذخر مصر بالكنوز الأثرية فهي مهد الحضارات ومنارة للإبداع، ولعل الحضارة الفرعونية المصرية تؤكد لنا ذلك من خلال تركوه لنا من أرث حضاري وتاريخي تتحدث نيابة عنهم، وتكشف لنا كيف كان هؤلاء يمتازون بالتمييز والإبداع لكن هذا التمييز والإبداع خلق معه أطماع أيضا، فلم يكتفى الغازي باحتلال الأرض فقط، وإنما أيضا السطو على الحضارة أيضا والتفاخر والتباهي بها وكأنها من صنع يديه، قد تتفاجأ إذا علمت أن عدد المسلات التي توجد في الخارج هي أكثر من التي توجد في داخل مصر.

فمتى أنشئت المسلات؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟ ولماذا كان يتم إنشاؤها؟ وكيف تم إنشاءها؟ وكيف كان يتم رحلة هجرة المسلات المصرية إلى الخارج؟ خلال السطور التالية نجيب على كل هذه التساؤلات.

يرجع تاريخ إنشاء المسلات المصرية إلى حوالي 5000 سنة، حيث كان يقام المعابد وتشيد أمامها المسلات وكان يكتب على الأوجه الأربعة للمسلات اسم الملك والإنجازات التي قام بها وملامح الحياة ووقت تشييدها، وسميت المسلات في مصر الفرعونية باسم «تخن»، أي الإصبع ذو الشعاع المضيء وعندما جاء اليونانيون إلى مصر شبهوها بالرمح أما التسمية العربية فكانت قبر الفراعنة، ليكون اسمها الحالي المسلة.

وكانت مدينة أسوان المركز الرئيسي الذي يأتي منه حجر الجرانيت لتشييد المسلة، وتوجد المسلات المصرية الفرعونية في أماكن مختلفة داخل مصر مثل الفيوم وعين شمس و هليوبوليس وفي معبدي الأقصر والكرنك في صعيد مصر.

أما عن المسلات المصرية التي توجد في الخارج يتفاوت عددها، كما يتفاوت معها تاريخ نقلها وتاريخ تشييدها.

مسلات في إنجلترا

كان محمد علي، يتعامل مع المسلات المصرية كأداة سياسية ووسيلة لتقوية العلاقات مع الدول وليس إرث حضاري مصري فرعوني ويجب الحفاظ عليه فكان يقوم بإهداء المسلات لحكام وملوك للحصول على مكاسب سياسية في المقابل وكانت انجلترا من الدول التي أنعم عليها بهذا الإرث المصري، قام محمد علي بإهداء مسلة كانت توجودة في الإسكندرية لحكومة إنجلترا تخليدا لذكرى انتصار القائد نيلسون على الفرنسيين في معركة أبو قير البحرية، وكان ذلك في عام 1831 إلا انه لم يتم نقلها إلا بعد عام 1877 بتكلفة تقدر 10 آلاف جنيه إسترليني وصلت المسلة إلى لندن بعد 4 أشهر من الصعوبات في نقلها. وفي عام 1914 خلال الحرب العالمية الأولى تعرضت المسلة للقصف من جانب القوات الألمانية فأصبت بأضرار ولم يتم إصلاحها حتى الآن.

مسلات في فرنسا

يوجد في فرنسا 4 مسلات مصرية فرعونية والمسلة الأهم هي تعود لرمسيس الثاني والتي شيدها في معبد الأقصر. ونقلها الفرنسيون من مصر عام 1833 أيام حكم محمد علي وقد أقامها المهندس الفرنسي ليباس في وسط مدينة باريس عام 1836.

كما انتقلت الى فرنسا مسلتين أخرتين أحدها مسلة حصل عليها نابليون بونابرت خلال غزو مصر 1798، أما الثانية فتوجد في فنسان والثالثة توجد في أرل وتقل هذه المسليتين في الحجم عن مسلة رمسيس الثاني.

أما عن المكتوب على هذه المسلة باللغة الهيروغليفي رمسيس قاهر كل الشعوب الأجنبية السيد علي كل من لبس تاج المحارب الذي هزم الملايين من الخصوم والأعداء والذي خضع العالم كله لسلطانه ومعترف بقوته التي لا تقهر.

مسلة مصرية في نيويورك
أراد الخديوي إسماعيل أن يسير على نهج جده وقام بالسير على نفس خطواته و بإهداء إحدى المسلات الفرعونية وهي مسلة كليوباترا وتم نقلها عام 1879، وقد عرفت هذه المسلة بأسم كليوباترا أما من شيدها فهو تحتمس الثالث قبل 3500 عام أمام معبد عين شمس واستغرقت رحلة النقل أربعة شهور لتحط على الأراضي الأمريكية وتم وضعها في مدينة نيويورك بحديقة سنترال بارك.

مسلات في تركيا
توجد هذه المسلة في إسطنبول وتنسب للملك تحتمس الثالث وكانت في معبد الكرنك بالأقصر وتم نقلها في عهد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس عام 390 م وتم نقلها عن طريق تقطيعها إلى أجزاء ونقلها على مراكب إلى القسطنطينية، وتم إعادة ترميمها من جديد وبعد دخول العثمانيين أصبحت المسلة في ميدان السلطان أحمد.

مسلات في إيطاليا

كان النصيب الأكبر من المسلات الفرعونية توجد في إيطاليا فتوجد في إيطاليا 8 مسلات فرعونية في أماكن مختلفة ومتفاوتة في إيطاليا نذكر من هذه المسلات:

مسلة اللاتيران
تعتبر من أطول المسلات الفرعونية ويصل ارتفاعها 30,80 مترا وتعود لتحتمس الرابع ونقلت إلى إسكندرية عام 330 ومنها إلى بيزنطة ثم إلى روما وتوجد حاليا أمام كنيسة القديس جيوفاني في روما

مسلة الفاتيكان
يبلغ ارتفاعها 25.2 متر تقع ساحة القديس بطرس وهي تعود للملك أمنحتب الثاني وكانت هذه المسلة توجد في هليوبوليس قبل أن يتم نقلها إلى روما

مسلة فلامينيو
يبلغ ارتفاعها 36.5 متر وتقع في ساحة بوبولو وتم نقلها من هليوبليس إلى روما

مسلة سولاري
يبلغ ارتفاعها بالقاعدة 33.97 متر واحضرت بواسطة أغسطس من هليوبليس في 1 ق. م وهي تقع في ساحة مونتتشيتوري.

مسلة ماتيانو
يبلغ طولها بالقاعدة 12.33 متر وهي كانت أحدى المسلتين التي توجد في معبد الإله رع في هليوبليس وتقع في فيلا كليمونتانا.