بُشرى النبي ﷺ.. اعرف فضل عمرة رمضان على باقي أيام السنة
أحمد العلامي مصر 2030فضل عمرة رمضان، أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان المبارك، ذاك الشهر الذي فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وفيه أنزل القرآن، وتتنزل فيه على الخلائق من المؤمنين الموحدين الرحمات، وهو شهر الخير والطاعة وفيه تزلزل الشياطين؛ وعليه فإن العديد من المسلمين يتساءلون عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد، والتي تشغل فكره وقد يتشكك فيها علقه؛ وعليه ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول في يقول فيه أحد المواطنين: هل العمرة في رمضان لها فضل عن باقي الأيام؟
وأجابت دار الإفتاء، على لسان لجنة الفتاوى الإلكترونية، بأنه ثبت في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّة مَعي» متفق عليه، فهذا الحديث دليلٌ على فضل العمرة في رمضان، قال ملا علي قاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (5/ 1742، ط. دار الفكر): [قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ»؛ أَيْ كَائِنَةً «تَعْدِلُ حَجَّةً»؛ أَيْ تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ.
اقرأ أيضًا: «التقبيل في رمضان».. ما حكم ماء المرأة بسبب تحرك الشهوة؟
وأكملت الدار: «وَبَعْضُ الرِّوَايَاتِ للحديث جاء فيها: «حَجَّةً مَعِي»، وَهُوَ مُبَالَغَةٌ فِي إِلْحَاقِ النَّاقِصِ بِالْكَامِلِ تَرْغِيبًا، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ فَضِيلَةَ الْعِبَادَةِ تَزِيدُ بِفَضِيلَةِ الْوَقْتِ، فَيَشْمَلُ يَوْمَهُ وَلَيْلَهُ، أَوْ بِزِيَادَةِ الْمَشَقَّةِ فَيَخْتَصُّ بِنَهَارِهِ] اهـ.
واستشهدت، بقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": [لم يعتمر النبي ﷺ إلا في أشهر الحج كما تقدم، وقد ثبت فضل العمرة في رمضان بحديث الباب، فأيهما أفضل؟ الذي يظهر أن العمرة في رمضان لغير النبي ﷺ أفضل، وأما في حقه فما صنعه هو أفضل؛ لأن فعله لبيان جواز ما كان أهل الجاهلية يمنعونه، فأراد الرد عليهم بالقول والفعل، وهو لو كان مكروهًا لغيره لكان في حقه أفضل، والله أعلم] اهـ.
عمرات النبي ﷺ
كم مرة اعتمر النبي؟ وأجابت لجنة الفتاوى الإلكترونية بدار الإفتاء، بأن النبي ﷺ اعتمر أربع عمرات؛ لما ثبت عن أنس رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلُّهُنَّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ إِلَّا الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، أَوْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنْ جِعْرَانَةَ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ" رواه مسلم.
وأوضحت الدار، أنه عن مجاهد رضي الله عنه قال: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه المَسْجِدَ، فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا جَالِسٌ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَإِذَا نَاسٌ يُصَلُّونَ فِي المَسْجِدِ صَلَاةَ الضُّحَى، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ عَنْ صَلَاتِهِمْ، فَقَالَ: "بِدْعَةٌ"، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَم اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ؟ قَالَ: "أَرْبَعًا؛ إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ"، فَكَرِهْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ. رواه البخاري.
اقرأ أيضًا: «صوت المرأة عورة».. هل قال النبي ﷺ هذا؟
ولفتت لجنة الفتاوى الإلكترونية، إلى قول الإمام النووي رحمه الله تعالى في "شرح صحيح مسلم" (8/ 235): [فالحاصل من رواية أنس وابن عمر رضي الله عنهم اتفاقهما على أربع عمر، وكانت إحداهن في ذي القعدة عام الحديبية سنة ست من الهجرة، وصدوا فيها، فتحللوا، وحسبت لهم عمرة، والثانية في ذي القعدة، وهي سنة سبع، وهي عمرة القضاء، والثالثة في ذي القعدة سنة ثمانٍ، وهي عام الفتح، والرابعة مع حجته، وكان إحرامها في ذي القعدة، وأعمالها في ذي الحجة، وأما قول ابن عمر رضي الله عنهما: إن إحداهن في رجب، فقد أنكرته عائشة رضي الله عنها، وسكت ابن عمر رضي الله عنه حين أنكرته. قال العلماء: هذا يدل على أنه اشتبه عليه، أو نسي، أو شك، ولهذا سكت عن الإنكار على عائشة رضي الله عنها ومراجعتها بالكلام، فهذا الذي ذكرته هو الصواب الذي يتعين المصير إليه] اهـ.