أبرزها الربط الكهربائي.. التفاصيل الكاملة لمشروعات الطاقة المتجددة بين مصر وقبرص
يعتبر قطاع الطاقة الركيزة الأساسية لإحداث التنمية الشاملة في كافة المجتمعات، وشريان التنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، كما أنه مسألة حاسمة لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي، وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي، ولهذا فهي من أهم ركائز الأمن القومي المصري.
وفي هذا الصدد، التقى الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، اليوم الأحد، ناتاسا بيليدس وزيرة الطاقة والتجارة والصناعة بقبرص والوفد المرافق لها، وذلك لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون بين قطاعى الكهرباء والطاقة بالبلدين ومتابعة مستجدات مشروع الربط الكهربائى بين البلدين .
مباحثات وزير الكهرباء ونظيرته القبرصية لتعزيز التعاون بمشروعات الطاقة
وأعرب وزير الكهرباء مع بداية اللقاء عن فخره وتقديره بعمق العلاقات المصرية القبرصية المتميزة، مؤكداً على الاهتمام الذى توليه القيادة السياسية والحكومة المصرية ممثله فى قطاع الكهرباء والطاقة لدعم اواصر التعاون بين البلدين، وفقًا لما نشرته أسواق للمعلومات.
وكشف شاكر عن الإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة فى تحقيقها مؤكداً على الإهتمام الذى يوليه القطاع لنشر استخدامات الطاقات المتجددة وخفض إنبعاثات الكربون ، لافتًا إلى أن قطاع الكهرباء يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة السياسية للدولة التي وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية واعتبار تأمين الإمداد بالكهرباء مسألة أمن قومي.
ونوه وزير الكهرباء، بالخطوات التى إتخذها قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري في تنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة وأنه من المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى ما يزيد عن 42% بحلول عام 2035 ، لافتًا إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح فى مصادر الطاقات المتجددة وخاصة طاقة الرياح والشمس التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة وتم تخصيص أكثر من 7650 كيلومتر مربع من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
مصر تمتلك أكبر قدرات الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
وأشار إلى ما كشف عنه أطلس الرياح، إذ يشير إلى أن مصر تمتلك أكبر قدرات الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن إنتاجها تصل إلى حوالى 90 جيجاوات من طاقتى الرياح والشمس، لافتًا إلى الاهتمام الذي يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لمشروعات الربط الكهربائي حتى تصبح مصر مركز إقليمي لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والأفريقية.
وأفاد بأنه تم توقيع عقود ترسية مشروع الربط الكهربائى بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية لتبادل كمية تصل إلى 3000 ميجاوات من الكهرباء، لافتًا إلى الربط القائم مع كل من الأردن وليبيا والسودان بالإضافة إلى أنه تم توقيع مذكرات تفاهم لتنفيذ مشروعات الربط مع قبرص واليونان حتى تصبح مصر مركز إقليمى لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والأفريقية.
إقامة 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء بقدرات بلغت 14.4 جيجاوات
هذا ونوه بالجهود التى يقوم بها قطاع الكهرباء ليعمل على تحسين وتطوير كافة الخدمات بقطاع الكهرباء من إنتاج ونقل وتوزيع، مشيرًا إلى أن قطاع الكهرباء نجح بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية وشركائها المصريين بإقامة 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء بقدرات بلغت 14.4 جيجاوات وتلعب هذه المحطات دورًا رئيسيًا في توفير إمدادات الطاقة قوية لدعم التنمية الاقتصادية طويلة المدى في مصر، خاصةً في صعيد مصر ، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية .
مشروعات الهيدروجين الأخضر
كما كشف وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أنه جاري حاليًا التعاون مع عدد من الشركات ذات الخبرات التكنولوجية المتعددة للبدء فى المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروع تجريبي لانتاج الهيدروجين الأخضر في مصر كخطوة اولى نحو التوسع في هذا المجال وصولًا إلى إمكانية التصدير، مؤكداً على إستعداد القطاع للتعاون مع مختلف الأطراف في هذا المجال.
وذكر أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بشأن توجه مصر نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال تمويل الأعمال الاستشارية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين.
مشروعات الضخ والتخزين
أما بالنسبة لمشروعات الضخ والتخزين، فقد أوضح الجهود التي تقوم بها مصر تكون ممر لعبور الطاقة النظيفة التى تتمتع بها القارة الأفريقية، وتحرص مصر على دعم جهود الدول الأفريقية للنفاذ للطاقة النظيفة من المصادر المتجددة، لافتًا إلى أنه جاري العمل على مشروع الضخ والتخزين واستكمال الإجراءات اللازمة لتنفيذه بجبل عتاقة بإجمالي قدرات تصل إلى حوالى 2400 ميجاوات.
كما تسعى الحكومة المصرية لتعظيم الإستفادة من الطاقات المتجددة فى تحلية المياه حيث تم إعداد خطة استراتيجية لتحلية المياه من مصادر الطاقة المتجددة بالتعاون بين وزارة الإسكان ووزارة الموارد المائية، مشيدًا بالجهود المبذولة مع الجانب القبرصى لاتمام الدراسات اللازمة لمشروع الربط.
مشروعات الربط الكهربائي بين مصر وقبرص
وأوضح أن لهذا المشروع التاريخي أهمية كبرى لخطة مصر الاستراتيجية من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية، كما أن هذا المشروع يعد أحد المشروعات التى تساعد على ربط مصر بالشبكة الكهربائية الأوروبية وبهذا ستكون مصر ناقل هام للطاقة بالنسبة للقارة الأوروبية، لافتًا إلى أن تنفيذ مشروع الربط يعزز الشراكة بين الدولتين فضلاً عن تحقيق مزايا للبلدين أخذاً في الإعتبار التطورات الأخيرة فى قطاع الكهرباء والطاقة وزيادة القدرات المتاحة.
وشدد وزير الكهرباء على الاهتمام بسرعة الانتهاء من مشروع الربط الكهربائى بين مصر وقبرص ومنها إلى اليونان ثم إلى باقي أوروبا.
سبل التوسع بمشروعات الطاقة المتجددة بين مصر وقبرص
وفي السياق ذاته، أبدت وزيرة الطاقة والتجارة والصناعة بقبرص، سعادتها بالعلاقات السياسية المتميزة التي تربط بين البلدين مؤكدةً على ضرورة دعم وتعزيز تلك العلاقات، مشيدة بالإنجازات الضخمة والسريعة التى نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري في تحقيقها بالإضافة إلى الرؤى المستقبلية الطموحة للقطاع في تنفيذ مشروعاته مع الأخذ في الاعتبار التحول بالطاقة والتوسع بمشروعات الطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة والمجالات الاستشارية.
وشددت على الاهتمام الذي توليه الحكومة القبرصية لمشروع الربط بين البلدين لما لهذا المشروع من أهمية كبرى فى تحقيق فوائد اقتصادية وسياسية للدول المعنية .
وبختام اللقاء، أكد الجانبين على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات فى كافة المجالات وخاصة مشروعات الطاقة المتجددة من شمس ورياح والهيدروجين الأخضر وزيادة مشاركة القطاع الخاص في المشروعات المختلفة في قطاع الكهرباء.
ترسيخ دور مصر كمركز إقليمي للطاقة في منطقة شرق المتوسط
يأتي هذا اللقاء تأكيداً لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وتفعيلاً لسياسة الحكومة التي تهدف لترسيخ دور مصر كمركز إقليمي للطاقة في منطقة شرق المتوسط في ضوء مانملكه من إمكانيات فى هذا الصدد ، وتعزيز أواصر الصداقة بين مصر وقبرص ، وفي إطار الإهتمام الذى يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لمشروعات الربط الكهربائي .
