هل تريد مرافقة النبي ﷺ في الجنة؟ 10 صفات لتفوز بها
أحمد العلامي مصر 2030ما هي صفة أهل الجنة؟ قال الله ﷻ في حث المسلمين على الفوز بمغفرته ودخول الجنة: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾.
صفات أهل الجنة، وليكون المسلم من عباد الله الطائعين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض، ومرافقتهم الأنبياء والصديقين والشهداء، والصالحين، في جنة الجلد، وملك لا يبلى.
وورد في تفسير ابن كثير لقول الله جل وعلا: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾، أنه من عمل بما أمره الله ورسوله، وترك ما نهاه الله عنه ورسوله ﷺ، فإن الله عز وجل يسكنه دار كرامته، ويجعله مرافقا للأنبياء ثم لمن بعدهم في الرتبة، وهم الصديقون، ثم الشهداء، ثم عموم المؤمنين، وهم الصالحون الذين صلحت سرائرهم وعلانيتهم، ثم أثنى عليهم تعالى فقال: ﴿وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾.
اقرأ ايضًا: ما هي الأيام البيض؟ ثواب عظيم بشَّر به النبي ﷺ
اختيار النبي
وقال الإمام البخاري صاحب الصحيح: حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة»، وكان ﷺ في شكواه التي قبض فيه، فأخذته بحة شديدة فسمعته ﷺ يقول: ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾؛ فعلمت أنه خير، وهذا معنى قوله ﷺ في الحديث الآخر: «اللهم في الرفيق الأعلى» ثلاثًا ثم قضى عليه أفضل الصلاة والتسليم .
سبب نزول الآية
قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي ﷺ وهو محزون، فقال له النبي ﷺ: «يا فلان، ما لي أراك محزونا؟» قال: يا نبي الله شيء فكرت فيه؟ قال: «ما هو؟»، قال: نحن نغدو عليك ونروح، ننظر إلى وجهك ونجالسك، وغدًا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك. فلم يرد النبي ﷺ عليه شيئًا، فأتاه جبريل بهذه الآية: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾؛ فبعث النبي ﷺ إلى الرجل الأنصاري فبشره.
وثبت في صحيح مسلم من حديث هقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه قال: كنت أبيت عند النبي ﷺ فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل. فقلت: يا رسول الله، أسألك مرافقتك في الجنة. فقال ﷺ: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.
وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عيسى بن طلحة، عن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الخمس وأديت زكاة مالي وصمت شهر رمضان. فقال رسول الله ﷺ: من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا - ونصب أصبعيه - ما لم يعق والديه -تفرد به أحمد-.
اقرأ أيضًا: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده» ما المقصود من الحديث؟
من قرأ ألف آية
وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا أبو سعيد مولى أبي هاشم، حدثنا ابن لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، أن رسول الله ﷺ قال: من قرأ ألف آية في سبيل الله كتب يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، إن شاء الله.
وروى الترمذي من طريق سفيان الثوري، عن أبي حمزة، عن الحسن البصري، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء.
وأعظم من هذا كله بشارة ما ثبت في الصحاح والمسانيد وغيرهما، من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة: أن رسول الله ﷺ سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ فقال: المرء مع من أحب، قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث.
وفي رواية عن أنس أنه قال: إني أحب رسول الله ﷺ، وأحب أبا بكر، وعمر، رضي الله عنهما وأرجو أن يبعثني الله معهم، وإن لم أعمل كعملهم.
اقرأ أيضًا: قصر عمر بن الخطاب في الجنة.. بشره به النبي ﷺ
أهل الغرف في الجنة
وقال الإمام مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق، أو المغرب لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال ﷺ: بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا فزارة، أخبرني فليح، عن هلال عن عطاء، عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون، -أو ترون- الكوكب الدري الغارب في الأفق والطالع في تفاضل الدرجات، قالوا: يا رسول الله، أولئك النبيون؟ قال: بلى والذي نفسي بيده وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين.
اقرأ أيضًا: تلاوات خاشعة.. أفضل 20 قارئًا للقرآن الكريم (روابط مباشرة)