كم مرة اعتمر النبي ﷺ؟ وفضل عمرة رمضان
أحمد العلامي مصر 2030يتساءل العديد من المسلمين عن الأحكام الفقهية والخاصة بالعبادات، والعقائد؛ وعليه سأل أحد المواطنين يقول: كم عدد المرات التي اعتمر فيها سيدنا محمد ﷺ بعد هجرته من مكة إلى المدينة؟
كم مرة اعتمر النبي؟ وأجابت لجنة الفتاوى الإلكترونية بدار الإفتاء، بأن النبي ﷺ اعتمر أربع عمرات؛ لما ثبت عن أنس رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلُّهُنَّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ إِلَّا الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، أَوْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنْ جِعْرَانَةَ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ" رواه مسلم.
وأوضحت الدار، أنه عن مجاهد رضي الله عنه قال: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه المَسْجِدَ، فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا جَالِسٌ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، وَإِذَا نَاسٌ يُصَلُّونَ فِي المَسْجِدِ صَلَاةَ الضُّحَى، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ عَنْ صَلَاتِهِمْ، فَقَالَ: "بِدْعَةٌ"، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَم اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ؟ قَالَ: "أَرْبَعًا؛ إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ"، فَكَرِهْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ. رواه البخاري.
ولفتت لجنة الفتاوى الإلكترونية، إلى قول الإمام النووي رحمه الله تعالى في "شرح صحيح مسلم" (8/ 235): [فالحاصل من رواية أنس وابن عمر رضي الله عنهم اتفاقهما على أربع عمر، وكانت إحداهن في ذي القعدة عام الحديبية سنة ست من الهجرة، وصدوا فيها، فتحللوا، وحسبت لهم عمرة، والثانية في ذي القعدة، وهي سنة سبع، وهي عمرة القضاء، والثالثة في ذي القعدة سنة ثمانٍ، وهي عام الفتح، والرابعة مع حجته، وكان إحرامها في ذي القعدة، وأعمالها في ذي الحجة، وأما قول ابن عمر رضي الله عنهما: إن إحداهن في رجب، فقد أنكرته عائشة رضي الله عنها، وسكت ابن عمر رضي الله عنه حين أنكرته. قال العلماء: هذا يدل على أنه اشتبه عليه، أو نسي، أو شك، ولهذا سكت عن الإنكار على عائشة رضي الله عنها ومراجعتها بالكلام، فهذا الذي ذكرته هو الصواب الذي يتعين المصير إليه] اهـ.
فضل وثواب عمرة رمضان
عمرة رمضان، أيام قليلة ويحل علينا شهر رمضان المبارك، ذاك الشهر الذي فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وفيه أنزل القرآن، وتتنزل فيه على الخلائق من المؤمنين الموحدين الرحمات، ولم لا وقد قال النبي ﷺ: «وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ»؛ وللعمرة في شهر رمضان ثواب عظيم عن غيره من الشهور، فثبت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّة مَعي» متفق عليه، فهذا الحديث دليلٌ على فضل العمرة في رمضان.
اقرأ أيضًا: «صوت المرأة عورة».. هل قال النبي ﷺ هذا؟
بشرى النبي ﷺ للمعتمرين
وبشَّر النبي ﷺ بأن العمرة في شهر رمضان تعدل حجة، في الأجر والثواب، وليس من حيث الإجزاء عن حجة الفريضة التي هي ركن من أركان الإسلام، وعليه فحجة الفريضة لا تسقط بعمرة رمضان أو نحوها طالما استطاع المسلم الحج وامتلك وسائله المادية والبدنية.
وورد أن امرأةً أرسلت مع زوجها تسأل النبي ﷺ عما يعدل ثواب حجة معه ﷺ؟ فَقَالَ ﷺ: «أَقْرِئْهَا السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللهِ، وَأَخْبِرْهَا أَنَّهُ يَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ»، روي في المعجم الكبير للطبراني.
اقرأ أيضًا: «التقبيل في رمضان».. ما حكم ماء المرأة بسبب تحرك الشهوة؟
ونقلت دار الإفتاء المصرية قول الإمام ملا علي قاري في «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح»: [قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ»؛ أَيْ كَائِنَةً «تَعْدِلُ حَجَّةً»؛ أَيْ تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ، وَبَعْضُ الرِّوَايَاتِ: «حَجَّةً مَعِي»، وَهُوَ مُبَالَغَةٌ فِي إِلْحَاقِ النَّاقِصِ بِالْكَامِلِ تَرْغِيبًا، وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ فَضِيلَةَ الْعِبَادَةِ تَزِيدُ بِفَضِيلَةِ الْوَقْتِ، فَيَشْمَلُ يَوْمَهُ وَلَيْلَهُ، أَوْ بِزِيَادَةِ الْمَشَقَّةِ فَيَخْتَصُّ بِنَهَارِهِ] اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»: [لم يعتمر النبي ﷺ إلا في أشهر الحج كما تقدم، وقد ثبت فضل العمرة في رمضان بحديث الباب، فأيهما أفضل؟ الذي يظهر أن العمرة في رمضان لغير النبي ﷺ أفضل، وأما في حقه فما صنعه هو أفضل؛ لأن فعله لبيان جواز ما كان أهل الجاهلية يمنعونه، فأراد الرد عليهم بالقول والفعل، وهو لو كان مكروهًا لغيره لكان في حقه أفضل، والله أعلم] اهـ.
حكم من جامع زوجته عامدًا في نهار رمضان؟
وأفتى المركز بأن الله سبحانه قد أباح للمسلم جماع الزوجة في ليل رمضان قال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} -سورة البقرة: الآية ١٨٧- أما في نهار رمضان فمحرم بالإجماع، ويتوجب على من فعله القضاء والكفارة، والكفارة على الترتيب: عتق رقبة -وقد فات محلها فينتقل لما بعدها- وهو صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، لحديث الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليستفتيه في هذه المسألة، وعليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويستغفرَه من هذه المعصية وهذه المخالفة.
اقرأ أيضًا: تلاوات خاشعة.. حمزة بوديب حين تطير روحك في سماء القرآن