محطة ”الضبعة النووية” حُلم مصري منذ 70 عاما حققه الرئيس السيسي


"كثيرة هي الأحلام ولكن القليل منها يتحقق لواقع"، ذلك كان حالة الحلم المصري بامتلاك محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من المفاعلات النووية السملية، وهو الحلم الذي بدأ منذ خمسينات القرن الماضي، ولكنه ظل حبيس حتى جاء عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليصبح الحلم حقيقة وواقع ملموس.
"كل مستحيل سهل المنال بالعلم والعمل"، تلك القاعدة التي وضعها الرئيس السيسي، أثبتت نجاحها وأتت ثمارها التي تحققت في صورة إنجازات على مستوى جمهورية مصر العربية فأصبحت منارة للحضارة والتنمية في العالم على الرغم مما يمر به من أزمات على رأسها فيروس كورونا المستجد الذي أصاب العالم أجمع.
حلم أصبح حقيقة
حلم مصر بامتلاك محطة للطاقة النووية السلمية لتوليد الكهرباء بدأ منذ خمسينات القرن الماضي وتحديداً في عام 1955 حيث أنشئت لجنة الطاقة الذرية عام ثم أنشئت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1957، وبدأت مصر أولى محاولاتها لتحقيق الحلم في العام 1958 بإنشاء أول مفاعل نووي للأبحاث حمل اسم مفاعل البحث والتدريب التجريبي في أنشاص.
واستمرت المحاولات لتحقيق الحلم دون نتيجة مثمرة على مدار عقود متتالية حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، فتحول الحلم إلى واقع، بتوقيعه الاتفاقية الحكومية بين مصر وروسيا لإقامة أول محطة نووية بالضبعة في نوفمبر 2015.
أعلى درجات الأمان
ووجه الرئيس السيسى، بتطبيق أعلى درجات الأمان الدولية لمحطة الضبعة النووية، مع مراجعة الكثافة السكانية والتخطيط العمراني للأراضي حولها، مؤكداً على ضرورة أن يتم ذلك وفق المعايير الدولية التي تطبق في دائرة الأمان الجغرافية المحيطة بالمحطات النووية.
وبالفعل تم إنشاء وتأسيس المحطة النووية في الضبعة، عبر تكنولوجيا لنوعية مفاعلات الجيل الثالث المطور وهي الأعلى والأكثر أماناً في الوقت الحالي.
موقع متميز
تقع محطة "الضبعة النووية" في موقع متميز على ساحل البحر المتوسط في مدينة الضبعة الواقعة في محافظة مطروح، وتم اختيار الموقع منذ عام 1983 كأحد أفضل المواقع المرشحة والواقعة على كافة السواحل المصرية على مختلف المناطق الساحلية على البحر المتوسط والأحمر.
وأُجريت دراسات فنية جيولوجية وجيوفيزيقية وهيدرولوجية وزلزالية وطوبوغرافية وديموغرافية والأرصاد الجوية والجيوتقنية والبنية التحتية على مدار مايزيد عن 40 عام على موقع الضبعة، أثبتت جميعها على ملائمة موقع محطة الضبعة النووية لتشييد المحطة على أرضه.
تاريخ إنشاء المحطة
استمرت الدراسات على موقع محطة الضبعة النووية، في الفترة من 1985 إلى 2019، حيث تمت مراجعة الدراسات الفنية التي أجريت على الموقع بالتفصيل من جانب خبراء الوكالة الدولية، وفي مارس من العام 2019 منحت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية إذن قبول الموقع (SAP) إلى هيئة المحطات النووية.
مراحل تنفيذ المحطة
يتم تنفيذ مشروع محطة "الضبعة النووية" على ثلاث مراحل، الأولى بدأت منذ ديسمبر 2017 وهي المرحلة التحضيرية، تتراوح مدة المرحلة الأولى فيما بين عامين ونصف إلى 4 أعوام، وتهدف لتجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية.
أما المرحلة الثانية فتمتد لـ خمسة أعوام ونصف، والهدف منها عمليات الإنشاء والبناء والتشييد وتدريب العاملين في المحطة، بينما تمتد المرحلة الثالثة والأخيرة لـ 11 شهر ويتم خلالها إجراء اختبارات التشغيل وبدء التشغيل الفعلي.
الهدف من محطة الضبعة
يهدف مشروع الضبعة للطاقة النووية إلى بناء أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط PWR من الطراز الروسي VVER-1200 AES-2006، حيث تصل قدرة كل وحدة من وحدات مفاعلات الماء المضغوط PWR الأربع إلى 1200 ميجاوات، لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة 4800 ميجاوات.
إشارة البدء
على الرغم من تأثير فيروس كورونا المستجد على العالم إلا أن عملية تأسيس وتنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية تسير على قدم وساق، وبحسب تصريحات رئيس هيئة المحطات النووية في مصر، أمجد الوكيل، أوضح فيها أنه سيتم تشغيل محطة الضبعة النووية بكامل قدرتها 4800 ميغاوات عام 2030.
الآلاف من فرص العمل
محطة الضبعة لا تهدف لتوليد الطاقة النظيفة لمصر وفقط، بل إنها ستكون مصدر لخلق الآلاف من فرص العمل للشباب، استناداً إلى تقرير أصدره موقع "إيسى إفريكا" والمعنى بقضايا الطاقة فى إفريقيا، أكد فيه أن المحطة ستخلق فرص العمل وتحقق العديد من المكاسب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أيضاً.