لبناء الإنسان وعمارة الأرض.. الأزهر يناقش التنمية المستدامة في الإسلام
أحمد العلامي مصر 2030تنظم كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، على مدار اليوم وغدًا المؤتمر العلمي الثالث تحت عنوان «التنمية المستدامة في الفكر الإسلامي»، والذي يعقد برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بمركز الأزهر للمؤتمرات، وبحضور فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، والأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، والأستاذ الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ولفيف من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.
ويستهدف المؤتمر بيان مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بالتنمية المستدامة، من خلال استعراض القضايا التنموية المتعلقة بها، والمشكلات التي تعوق جهود التنمية، بجانب الاستفادة من إسهامات المؤسسات الدينية وجهود علماء الفكر الإسلامي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بهدف طرح الحلول المناسبة لها في ضوء الشريعة الإسلامية، إلى جانب تصحيح الأفكار المغلوطة عن الدين الإسلامي، وإبراز جهود الأزهر، والدولة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بمحاورها الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والبيئية، كما سلط المؤتمر الضوء على مشروع «حياة كريمة» وأثره في تحقيق التنمية المستدامة على أرض مصر.
اقرأ أيضًا: «الأزهر للفتوى» يواجه غلاء المهور ببرنامج تأهيل «المقبلات على الزواج»
التنمية تحتاج إلى بناء الإنسان
الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، قال في كلمته إن مفهوم التنمية يتجاوز الحفاظ على الثروات والموارد الطبيعية والمالية، ويمتد إلى المحافظة على كل ما يتعلق بالإنسان من كافة الجوانب الثقافية والاقتصادية والدينية والاجتماعية، لافتًا إلى أن المشروعات التنموية لا تنجح إلا بتحقيق الاستدامة.
وأكد وكيل الأزهر، أن التنمية المستدامة في الإسلام تمتد إلى بناء القيم والأخلاق والروح إلى جانب البناء المادي للإعمار، وتمتد أيضًا إلى إصلاح الدنيا والآخرة بإصلاح العقل والقلب بالعلم والعمل.
وحذر الضويني، من أن تحقيق التنمية بالمشروعات والمقومات المادية فقط تؤدي إلى الانهيار الحضاري، فالنجاح في البناء والإعمار المادي فقط لا يقضي على الجرائم، ولا يحل مشاكل الأسر المفككة، ولا يعالج الاضطرابات النفسية والسلوكية للأفراد، مشددًا على أن الفكر الإسلامي يعالج واقع الإنسان والمجتمع دون تضليل.
وأشار وكيل الأزهر، إلى أن التنمية المستدامة تقوم على 4 عناصر أساسية هي: الاقتصاد والمجتمع والبيئة، وبناء الإنسان وتنميته ذاتيا، وذلك بتربيته دينيًا وروحيًا وخلقيًا وقيميًا؛ ليقوم بالدور المنوط به، بما يضمن تنمية مستدامة في الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: فتاوى رمضان.. حكم من دخل عليه الشهر قبل قضاء ما عليه من أيام
العالم يحتاج إلى تنمية الأخلاق
ومن جهته قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، إن مفهوم التنمية المستدامة يشمل كافة مساعي الحياة علميًا، واجتماعيًا، وأخلاقيًا، لإسعاد البشرية، مشيدًا باهتمام الأزهر الشريف بإظهار عناية الشريعة الإسلامية بالتنمية، من خلال العمل والعلم والاقتصاد والأخلاق لتحقيق النهضة في الحياة.
العلم مفتاح بناء الحضارات
الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، قال في كلمته إن الإسلام دعا إلى تحقيق التنمية المستدامة، وذلك بإعلاء قيم الجدية وعلى رأسها الحفاظ على الوقت.
وأكمل جمعة: إن العلم والعمل وإتقانه من أهم عناصر الجدية التي تؤدي إلى تحقيق التنمية والازدهار، كما أن العلم هو مفتاح بناء الحضارات، وكذا مفتاح المشاركة الإنسانية للحضارة العالمية، التي أسسها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
التعليم وتحقيق التنمية المستدامة
الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، قال في كلمته إن التنمية المستدامة تهدف إلى تحقيق الحياة الكريمة والسعادة للإنسان، وتسعى لتقدم المجتمع وتطوره في كافة المجالات، وتتحقق التنمية في الفكر الإسلامي بالمقاصد الشرعية الخمسة، وهي حفظ النفس، والعقل، والدين، والعرض، والمال.
وأشار عامر، إلى أن التنمية المستدامة مرتبطة بالاستخلاف في الأرض، واستعمارها، وهي بذلك عبادة بالنسبة للمسلم، والتعليم هو سبيل تحقيق تلك التنمية، فيممكن للإنسان من خلال العلم عمارة الأرض وتزكية النفس.
اقرأ أيضًا: نصيحة ذهبية للمقبلين على الزواج يقدمها الشيخ محمد حسان «فيديو»