كيف كان يقضي النبي ﷺ ليلة النصف من شعبان؟
جهاد حسن مصر 2030ساعات بسيطة تفصلنا عن ليلة النصف من شعبان، فمبجرد أن يؤذن للمغرب فهو إعلان عن حلول الليلة الطيبة، ذات النسمات العطرة، والتي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البيهقي: "إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه" ورواه الطبراني.
وقد يسأل البعض كيف كان يقضي النبي محمد ليلة النصف من شعبان، ولعل الإجابة تكمن في هديه وأحاديثه التي وردت عنها في فضل ليلة النصف من شعبان.
لم يقتصر هدي الرسول على ليلة النصف من شعبان فقط، بل كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الطاعات في شعبان كله وكان يصوم أغلبه حيث بيّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من كثرة صيامه فيه.
وعن أسامة بن زيد –رضي الله عنهما-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:«ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.
وذكر في حديث بهذا رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَخَرَجْتُ ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ لِي: ( أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟ )، قَالَتْ : قُلْتُ : ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ ، فَقَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لم أر النبي -صلى الله عليه وسلم- صائمًا من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا. صحيح مسلم.