تحويل القبلة.. كيف ومتى نُسخت قبلة المسلمين نحو الكعبة
أحمد العلامي مصر 2030تحويل القبلة قال الله ﷻ: ﴿قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ الآية 144 من سورة البقرة؛ بهذه الآية نُسِخَتْ قبلة المسلمين من المسجد الأقصى في فلسطين إلى المسجد الحرام بمكة المكرَّمة، وجبر الله خاطر النبي الكريم ﷺ بالصلاة تجاه الكعبة.
تحويل القبلة، وقال ابن كثير في تفسير الآية: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: كان أول ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، وكان أكثر أهلها اليهود، فأمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرًا، وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو إلى الله وينظر إلى السماء، فأنزل الله: ﴿قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ﴾.
اقرأ أيضًا: الأيام البيض في شهر شعبان.. اعرف موعدها وثواب صيامها
16 شهرًا
وفي روايات متواترة صلى المسلمون نحو المسجد الأقصى حوالي ستة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، إلى أن نزلت الآية؛ فتحولت القبلة إلى بيت الله الحرام، ونقل ان كثير في تفسيره قول أبو نعيم الفضل بن دكين :حدثنا زهير ، عن أبي إسحاق، عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه قبلته قبل البيت وأنه صلى صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان يصلي معه، فمر على أهل المسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت.
وتحدث العلماء في موعد تحويل القبلة فقالوا: في اليوم السابع عشر من شهر رجب في العام الثاني بعد الهجرة النبوية إلى المدينة، وقيل إن ذلك كان في ثامن أيام المحرم من العام عينه، أثناء الركعة الثانية من صلاة الظهر، كما قيل إن تحويل القبلة كان في النصف من شعبان.
اقرأ أيضًا: «التقبيل في رمضان».. ما حكم ماء المرأة بسبب الشهوة؟
شرط استقبال الكعبة في الصلاة
اتفق العلماء على اشتراط استقبال عين الكعبة لمَنْ كان ينظر إليها ويشاهدها، سواء كان قريباً منها أو بعيداً؛ كمَنْ صلَّى بالمسجد الحرام، فلو انحرف عنها يمينًا، أو شمالاً لا تصح صلاته.
واختلف العلماء: في حُكم مَنْ كان بعيداً عن الكعبة ولا يُشاهدها: هل يتوجَّب عليه استقبال عينها، أو جهتها؟ على قولين، والراجح: أنه لا يلزمه استقبال عين الكعبة، بل يُصلِّي إلى جهتها، وهو قول الجمهور، وبه قال الحنفية، وجمهور المالكية، وبعض الشافعية، وهو المذهب عند الحنابلة.
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «فَكُلُّ مَنْ كان يَقْدِرُ على رُؤْيَةِ الْبَيْتِ مِمَّنْ بِمَكَّةَ في مَسْجِدِهَا، أو مَنْزِلٍ منها، أو سَهْلٍ أو جَبَلٍ؛ فَلاَ تُجْزِيهِ صَلاَتُهُ حتى يُصِيبَ اسْتِقْبَالَ الْبَيْتِ؛ لأَنَّهُ يُدْرِكُ صَوَابَ اسْتِقْبَالِهِ بِمُعَايَنَتِهِ»، وجاء في سنن الترمذي: قال ابن عمر رضي الله عنهما: إذا جَعَلْتَ الْمَغْرِبَ عن يَمِينِكَ، وَالْمَشْرِقَ عن يَسَارِكَ؛ فما بَيْنَهُمَا قِبْلَةٌ إذا اسْتَقْبَلْتَ الْقِبْلَةَ. وقال ابن الْمُبَارَكِ رحمه الله: ما بين الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ؛ هذا لأِهْلِ الْمَشْرِقِ. وَاخْتَارَ عبد اللَّهِ بن الْمُبَارَكِ التَّيَاسُرَ لأِهْلِ مَرْوٍ.
اقرأ أيضًا: بر الوالدين.. أحب الأعمال إلى الله ووصية الرسول ﷺ
أحوال لا يشترط فيها استقبال القبلة:
هناك أحوال لا يشترط فيها استقبال القبلة، ولكل حالة منها عذرها الخاص، وهي على النحو التالي:
1- حال المرض: المريض العاجز عن استقبال القبلة، ولم يجد مَنْ يساعده على التوجه يصلي إلى أيِّ جهةٍ، وتصحُّ صلاتُه.
2- حال الخوف: سواء خاف من عدو أو سيل أو سبع أو حريق، أو نحو ذلك.
3- حال السفر: المسافر له أن يصلي النافلة حيث توجه، أما الفريضة فيلزمه استقبال القبلة، إلاَّ إذا عجز عن استقبالها، وخاف فوات الوقت فيصلي على حسب حاله.