عشقها الأمير الياباني «تاكامادو»| محمية «سالوجا وغزال».. 5 حرائق في 20 عامًا
مصطفى عبد المنعم مصر 2030أعاد حريق محمية سالوجا وغزال الى الاذهان مأساة بيئية تكررت خمس مرات في العقدين الاخيرين وبما ان الحريق الذي اندلع مساء أمس لم يتم حصر خسائره حتى ساعته وتاريخه الى ان ما حدث عام 2003 كان الحريق الأكثر تأثيرًا، وبحسب مصادر في وزارة البيئة فإن هذه الحرائق أغلبها بسبب تطاير شرار النار من الجزر المجاورة.
وبالرغم من ان إدارة المحمية تضع نظام تأمين لمنع حدوث حرائق لأن الخسائر كانت فادحة خاصة ان تلك النباتات معمرة من سنين طويلة، والكثير منها ينمو ذاتياً، وإعادة التأهيل الماضية استغرقت أوقاتاً وجهوداً مضنية، وتم تعويضها عن طريق الشتلات والبذور وأغلبها كان من العشبيات الا ان الحرائق تحدث.
وبسبب تكرار الحرائق في سالوجا وغزال فقد أطلق عليها من قبل سكان اسوان والجزر المحيطة اسم المحمية الشهيدة، فالنيران استعرت فى سالوجا وغزال أكثر من أربع مرات فى 15 سنة فقط (فى الفترة من 2003 إلى 2017) وفى كل مرة تدمر أعداد كبيرة من أشجارها النادرة، ويعاد تأهيلها مرة أخرى بجهود الدولة ووزارة البيئة.�
واكد مصدر بوزارة البيئة ان الوزارة لديها سجل بكافة انواع النباتات والحيوانات التي توجد على الجزيرة سواء المتواجدة بشكل دائم او تلك الزائرة وهو الامر الذي يتيح امكانية اعادة تأهيل المحمية مرة اخرى.
واوضح أحد سكان الجزر النيلية ان المحمية تخسر العديد من الاشجار والنباتات النادرة بسبب مثل هذه الحرائق وخاصة النباتات العطرية والتي عادة ما تكون سريعة الاشتعال، موضحًا ايضا ان مثل هذه الحرائق عادة ما تحدث بسبب عنصر بشري عن دون قصد.
ومن المعروف ان حرائق الغابات تحدث لعدة أسباب من بينها: إشعال النيران في المخيمات والمعسكرات، وإشعال النيران في الهواء الطلق، وحرق الأخشاب وأوراق الأشجار بعد تنظيف الحدائق، وإلقاء السجائر المشتعلة دون إطفائها، وإطلاق الألعاب النارية في الأماكن القريبة من الغابات.
وتبلغ مساحة محمية سالوجا وغزال ما يقرب من نصف كيلو متر عبارة عن مجموعة جزر في نهر النيل وتقع المحمية وبالتحديد عند الشلال الأول على بعد حوالي 3 كم شمال خزان أسوان وجنوبا منها توجد جزيرة سهيل، أما شمالا فتوجد جزر أسبونارتي وآمون والحديقة النباتية.
وتشير المصادر الى ان اسم محمية سالوجا وغزال مأخوذ من أهم جزيرتين في المحمية حيث ان كلمة سالوجا تعني باللغة النوبية "شلال" وكلمة غزال تشير الى الغزال المصري الذي كان يتواجد بكثرة في تلك المنطقة ويعيش بجانب النهر ، وهناك رأي اخر ان الاسم يشير إلى أحد النباتات القديمة التي كانت تنمو على هذه الجزر وليس الحيوان المعروف.
وتحتوي المحمية على 94 نوعاً نادراً من النباتات الطبية والعطرية، وأكثر من 60 نوعاً من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض على المستوي الدولي، بالإضافة إلى 15 نوعاً من الثدييات، مثل: الجمال والماعز والحمار البري والغزلان والضباع، والثعلب الاحمر المهدد بالانقراض، وبالنسبة لأهم الطيور، المهددة منها بالانقراض مثل دجاجة الماء الأرغوانية، وطائر الواق، و العقرب النسري والإوز المصري، والهدهد، والوروار، وعصفور الجنة، والبلبل كما يعيش بها عدد أخر من الطيور مثل: الحباري، والصقور، والحجل، والرخمة، والعقاب، والبط، والنعام، أيضا هناك نباتات دائمة الخضرة وأخري موسمية، وبعض هذه النباتات خاص بجزر النيل لا ينبت خارجها.
وتتميز المحمية بمناظر طبيعية خلابة تجمع ما بين الغطاء النباتي الهادئ غالباً والمسطح المائي لنهر النيل مما جعل منها مزارًا سياحيا مهما ومقصدًا لعشاق مراقبة الطيور وهجراتها وعلى رأسهم الامير الياباني تاكامادو الذي كان يعشق محمية سالوجا وغزال ويقضي فيها ايام، وقد قررت زوجته ان تتبنى مع جمعية الصداقة المصرية اليابانية تدشين مركز ابحاث متخصص على الجزيرة.