بعد وفاة صاحب قلب الخنزير.. هل فشلت فكرة نقل الأعضاء من الحيوانات؟

توفي اليوم، الأمريكي ديفيد بينيت، المعروف بـ صاحب قلب الخنزير بعد إجراء أول عملية جراحية تعتبر الأولى من نوعها في التاريخ، عن عمر 57 عاما، وذلك بعد شهرين فقط من إجرائه عملية نقل قلب خنزير، وفقا لما أعلنه مستشفى ماريلاند الأمريكي.

ديفيد بينيت صاحب قلب الخنزير لم يكن الشخص الأول الذي يدخل لإجراء عملية نقل أعضاء من حيوانات، بل كانت الفكرة قديمة وحاول الأطباء تنفيذها خلال العقود الماضية إلا أن محاولات باءت بالفشل بسبب اختلاف الجينات بين الإنسان والحيوان.

صاحب قلب الخنزير لم يكن الأول

ترجع بداية نقل أعضاء الحيوانات وزراعتها بالإنسان، كما أجراها صاحب قلب الخنزير إلى ثمانينات القرن الماضي، فكانت أغلب الأبحاث الطبية موجهة في القرن العشرين لدراسة هل يمكن نقل الأعضاء من الحيوانات إلى الإنسان.

كما أن الطلب على عمليات نقل الأعضاء التقليدية كان كبيرا جدا، ولم يتمكن الأطباء حينها من سد عجز نقص الأعضاء لجميع المرضى، ما زاد من عدد الوفيات بجانب ارتفاع قوائم الانتظار بالمستشفيات الأمر الذي دفع المجتمع العلمي لإيجاد حل للمشكلة، وكان من ضمن القائمة ديفيد بينيت صاحب قلب الخنزير الذي توفي اليوم.

حيوانات دخلت في تجارب نقل الأعضاء إلى الإنسان

أُجريت التجارب السريرية بعد ذلك من خلال عمليات نقل بين الإنسان وقردة التجارب، ويرجع اختيار العلماء للقرود بسبب الشبه التشريحي والجيني الكبير بين الإنسان والقرود.

يأتي ذلك بالإضافة إلى أن القرود تمتلك جهازًا مناعيًّا قويًّا شبيه بالإنسان وعلى قدرة كبيرة في مقاومة الأمراض والفيروسات.

لم يكتف الأطباء بعد ذلك بالقرود، ولجأوا إلى الخنازير، حيث إنها تشبه أيضا إلى حد كبير جينات الإنسان ولديها جهاز مناعي قوي، لكن الأطباء أجروا تعديلًا جينيًّا في مختبراتهم، واستطاعوا تخليق الجينات لتكون إنسانية، وتحتوي على بروتينات لتكوين خلايا قوية تشبه الإنسان إلى حد كبير.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن عملية نقل الأعضاء من الحيوان إلى الإنسان تحتاج إلى دراسة وتجارب كثيرة على قائمة طويلة من الحيوانات المناسبة التي يمكن استخدام أعضائها للبشر، منها أن يكون الحيوان يتوافق مع الإنسان تشريحيا بالإضافة إلى التطابق الجيني وكفاءة وظائف الأعضاء المنقولة بالإضافة إلى فصيلة الدم.

وكان من أهم العوامل التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، هو إجراء تحليل فيروسات على الحيوانات قبل إجراء الجراحة منعا لانتقال العدوى من حيوان إلى إنسان، بالإضافة إلى تهيئة البيئة المناسبة لإجراء العملية.

سبب عدم اكتمال فكرة نقل أعضاء الحيوانات إلى الإنسان

نشرت دراسة علمية في جامعة فلوريدا بأمريكا، تتحدث عن عملية نقل الأعضاء من الحيوانات، حيث قالت الدراسة إن خلايا الجهاز المناعي تهاجم العضو الجديد حتى لو تشابه جينيا مع الشخص المنقل له العضو، وتمنعه من تحقيق وظيفته.

وأضافت الدراسة أن عملية نقل كلى مثلا إلى شخص ما قد نفشل بسبب فشل الكلى لمهاجمة جهاز الجسم المناعي لها، الأمر الذي يؤدي إلى عدم إفراز البول، ووفاة الشخص حينها.

وتابعت الدراسة أن عملية نقل قلب في نيوجرسي بأمريكيا من قرد إلى شخص، فشلت بعد إجرائها بأسبوعين، بسبب تكلس صمامات القلب المصنوعة من القرد، وبالتالي فقد القلب المزروع وظيفته في فتح وغلق غرف القلب، ووفاة الشخص بعدها، وهو ما حدث مع ديفيد بينيت صاحب قلب الخنزير.

ولذلك لم يحسم المجتمع العلمي حتى الآن مصير نقل الأعضاء من الحيوانات إلى الإنسان، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية خلال تصريحاتها الإعلامية.