شوقي علام: هجرة المسلمين إلى الحبشة تُعدُّ نموذجًا للتعايش المشترك
أحمد العلامي مصر 2030دعا الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إلى اعتماد الرحمة سلوكًا ثابتًا في كافة التعاملات مع جميع الناس، مشيرًا إلى أن جذور قيم التسامح مُتأصِّلة في الشريعة الإسلامية، فقد أكَّد على الأخوة الشاملة بين المؤمنين، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، وهذه الأخوة تستدعي التسامح، وحسن المعاملة، فتسود روح المحبة بين جميع أفراد الأمَّة.
وأضاف علام، خلال كلمته بندوة «نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي» التي نظَّمتها كلية التربية بجامعة الأزهر، أن الإسلام لم يتوقَّف على إشاعة هذا الخلق القويم فيما بين المسلمين فحسب، بل تعدَّاه إلى غيرهم فجعله عامًّا بين بني البشر جميعًا، مشيرًا إلى أن دستور الإسلام حدَّد الأصول التي يجب مراعاتها عند التعامل مع غير المسلمين، والتي تتلخَّص في آية الممتحنة، وأنَّ أساس تلك الأصول هو التسامح والعفو؛ الذي يعني التجاوز عن الذنب وإسداء الإحسان وفعل الخيرات.
اقرأ أيضًا: في يومها العالمي.. مفتي الجمهورية: الإسلام كرَّم المرأة ومنحها كافة حقوقها
وأفاد مفتي الجمهورية، بأن التسامح أحد الأخلاق التي حرص الإسلام على ترسيخها لدى المسلمين، تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين، فنجده يقرِّر ذلك في العديد من الآيات الكريمة، منها قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، مستشهدًا بقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]، ومن السنَّة النبوية الشريفة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت».
وأشار علام، إلى أن هجرة المسلمين إلى الحبشة تُعَدُّ نموذجًا من نماذج التعايش الإسلامي مع الآخر؛ فلم ينفصل المسلمون أثناء إقامتهم في الحبشة عن المجتمع ولم يعتزلوه، وقد أثر هذا التعايش بالاندماج والتواصل بين المسلمين والنجاشي في نصرة الإسلام ونشره، لافتًا إلى أن وثيقة المدينة، اشتملت على مبادئ المواطنة، ولم تفرِّق بين المسلمين واليهود، وكفلت الحقوق الأساسية للمواطنين. وأسَّست الوثيقة أيضًا لحرية المواطنين الدينية، وتطرقت الوثيقة لحق المواطن في العيش بأمان، وكفلت العدالة بتوافق الحقوق والواجبات وتناسقها وكذلك العدل والتكافل الاجتماعي.