صحفي أوكراني يكشف لـ «مصر 2030» تفاصيل الحل الغربي للأزمة بين موسكو وكييف
أحمد الليثي مصر 2030كشف الصحفي والكاتب المتخصص في الملف الأوكراني والمقيم في شرق أوكرانيا، محمد البابا، عن سر الهجوم الروسي على بلاده والسبب وراء إصرار فلاديمير بوتين، على اعتقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موضحاً الحل الذي تعمل الدول الغربية عليه سراً في الوقت الحالي لحل الأزمة والخروج بأقل خسائر.
تطورات الأزمة عسكرياً
تحدث محمد البابا لـ "مصر 2030" عن التطورات العسكرية التي تشهدها الأزمة الروسية الأوكرانية في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الطائرات الروسية مستمرة في قصف المدنيين واستهداف الأحياء والمجمعات السكنية ولا يتم التفريق بين المنشآت العسكرية أو المدنية حيث يتم قصف كليهما.
ونوه بأن القصف الروسي ينتج عنه العديد من الخسائر في الأرواح من الأطفال والنساء والشيوخ، هذا إلى جانب الخسائر المادية في المساكن والممتلكات والتي لا يتم الالتفات لها في الوقت الحالي، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية في المدن ومختلف المناطق الأوكرانية مما يجعلها غير مؤهلة للمعيشة في الوقت الحالي.
فشل المفاوضات مقصود
وأكد محمد البابا أن حالة الفشل التي وصلت لها المفاوضات الروسية الأوكرانية، ترجع إلى الإصرار الروسي على تحقيق أهدافه التي لن تتحقق سوى بالقوة الخشنة والضغط العسكري، مشددا على أن كييف ترفض أية مفاوضات من شأنها إخضاع السلطة الأوكرانية لتذعن تحت إرادة موسكو وتسير بأوامرها.
وشدد البابا على أن أسباب فشل المفاوضات الروسية الأوكرانية متوفرة مسبقاً قبل أن تنطلق بشكل فعلي على طاولة المفاوضات، حيث تستهدف موسكو إلى إخضاع السلطة الأوكرانية وإجبارها على الاستسلام والموافقة التامة على الشروط والانبطاح أمام رغباتها وهو الأمر الذي ترفضه الدولة الأوكرانية حكومة وشعبا.
شائعات لتكسير عزيمة الأوكرانيين
وأضاف البابا أن الجانب الروسي يصر على ترويج الشائعات عبر آلته الإعلامية، على غرار هرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وفراره من البلاد ولكن حقيقة الأمر أن الرئيس مازال في أوكرانيا ونشر مقطع مصور مساء الإثنين خلال تواجده بداخل مكتبه في العاصمة كييف.
ولفت إلى الشائعات الأخرى من الجانب الروسي والتي تفيد باستسلام العديد من الجنود الأوكرانيين، نافياً هذه الشائعات حيث لا يوجد في عقيدة الجندي الأوكراني مبدأ الاستسلام، ولكنهم مازالوا على أرض المواجهة ويعملون على صد الهجمات الروسية بكل قوة وإصرار.
حدود جديدة لروسيا
وأشار في سياق حديثه إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يستهدف في المقام الأول إلى ترسيم حدود جديدة لبلاده ومد أطراف الدولة الروسية بزعم القضاء على حركات فاشية ونازية بحسب ما يتم ترويجه في الإعلام الروسي فهذه مجرد دعاية حرب لتبرير العدوان على الأراضي الأوكرانية.
سر الهجوم الروسي
وكشف عن سر الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، مشيراً إلى أن فلاديمير بوتين وجد نفسه أمام قوة جديدة متمثلة في نظام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأن هذه القوة قادرة على صناعة الأسلحة وتكوين جيش قوي قادر على الردع وصد أي هجوم عسكري بخلاف ما تريده روسيا بأن تكون أوكرانيا تابعة لها في كل شيء حتى عسكرياً.
وقال إن السر وراء الهجوم الروسي هو اختراق موسكو لمعاهدة بودابست الخاصة بنزع السلاح النووي الأوكراني، فأصبح من حق كييف أن تعمل على تصنيع سلاحها النووي خاصة أن لديها القدرة التي تمكنها من ذلك، بفضل البنية التحتية العسكرية التي ورثتها من الاتحاد السوفيتي.
ونوه بالأسباب الأخرى التي دفعت بوتين للهجوم على أوكرانيا وهي تحول الأخير للحلف الغربي وحلف الناتو مما يجعل كييف شوكة الغرب في حلف روسيا، مما دفع الأخير للهجوم العسكري وتطبيق نظرية ما لم يؤخذ بالتفاوض ينتزع بالقوة فكانت الهجمة العسكرية الحالية.
مخطط بوتين لتقسيم أوكرانيا
ولفت إلى المخطط الذي وضعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان سبباً رئيسياً في الهجوم العسكري على أوكرانيا وهو تقسيمها إلى قسمين الأول شرقي يخضع في سيطرته إلى موسكو، بينما القسم الثاني غربي وهو الحركات الانفصالية التي تنتمي لأوكرانيا ومن المستحيل أن تنحاز لروسيا.
مفاجأة صادمة لبوتين
ونوه بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين كان يظن أن الحملة العسكرية على أوكرانيا لن تستغرق سوى أربعة إلى خمسة أيام ولكنه فوجئ بمقاومة باسلة من جانب الجيش والشعب الأوكراني، مما يعني أن الأمر لن يكون هجمة عسكرية محدودة ولكن حرب واسعة قد تستمر لسنوات طويلة سيتكبد خلالها الجيش الروسي خسائر كبيرة في المال والعتاد والقوات.
الجيش الروسي لن يصمد
وأكد على أن الجيش الروسي لن يصمد أكثر من 6 أشهر في ظل العقوبات الاقتصادية والاستراتيجية على بلاده، هذا إلى جانب الخسائر التي سيتكبدها الاقتصاد الروسي بعد مقاطعة الغرب للنفط الروسي، بجانب الضربة القاضية بعدم شراء الغاز الطبيعي مما يعني أنه لن يكون هناك موارد لتمويل الحرب وسقوط الجيش الروسي في خلال هذه المدة.
حل غربي سري
وتحدث البابا عن حل غربي سري للأزمة الروسية الأوكرانية من أجل الحفاظ على أرواح الأوكرانيين وإيقاف الهجمة الروسية الشرسة، وهو يتمثل في أن تكون أوكرانيا دولة شبيهة بنموذج فنلندا والسويد تدخل الاتحاد الأوروبي ولا يتم تسليحها بسلاح استراتيجي وتكون محايدة لحلف الناتو وروسيا.
وقال إن الدول الأوروبية ستعمل على تحقيق هذا الحل، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تخوفها من المهاجرين الأوكرانيين الذين من المتوقع أن يصل عددها لعشرة مليون شخص على الأقل حيث يصل عدد المواطنين في أوكرانيا خمسين مليون نسمة.