هل يجوز للنساء الأذان للصلاة في المساجد؟ دار الإفتاء تُجيب
أحمد العلامي مصر 2030حرّم صاحب الشريعة، على نساء المسلمين الأذان في المساجد للصلوات، وهو ما دفع إحدى المواطنات للتساؤل: لماذا لا يجوز للمرأة أن تقوم بالجهر بالأذان؟ وما الحكمة من اختصاص الرجال بذلك؟
لماذا حرّّم الله الأذان على المرأة؟ أجابت دار الإفتاء، على لسان المفتي الدكتور شوقي علام، بأن المقرر في الشريعة الإسلامية أن الشأن هو الإسرار فيما يتعلق بالمرأة من عبادات كالأذان، وما شابهه؛ فالأذان لا يشرع للمرأة؛ لما رواه الشيخان عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ»، فدَلَّ على أن الأذان عبادة الرجال؛ لأنهم المخاطبون به، فيما يجوز للمرأة أن تؤذن في مجموعة نساء إذا أمنت عدم سماع الرجال لصوتها، ويكره أن ترفع صوتها بالأذان إذا سمعه رجل أجنبي، ولا خلاف بين الفقهاء أنه ليس على المرأة الأذان، أو الإقامة.
اقرأ أيضًا: احذري هذه الأفعال تجعل الزوجة ناشزًا وعقوبة رادعة تنتظركِ شرعًا وقانونًا
وروى البيهقي في "سننه" عن أسماء رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ أَذَانٌ وَلَا إِقَامَةٌ»، وهو ضعيف مرفوعًا كما نص عليه البيهقي نفسه. انظر"السنن الكبرى" (1/ 600، ط. دار الكتب العلمية). لكن رواه عبد الرزاق في "المصنف" بسند صحيح موقوفًا من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقال العلامة القليوبي في "حاشيته على شرح المحلي على المنهاج" (1/ 145، ط. دار إحياء الكتب العربية) تعليقًا على عبارة "شرح المهذب": "والخنثى المشكل في هذا كله كالمرأة" -أي في أحكام الأذان والإقامة من إباحة الإقامة لا الأذان-: [وخرج بالأذان: قراءة القرآن والغناء ممن ذُكِر -يعني: الخنثى والمرأة-، فلا يحرمان، ولو برفع الصوت] اهـ.
وقال الإمام نجم الدين بن الرفعة في "كفاية النبيه شرح التنبيه" (7/ 172، ط. دار الكتب العلمية): [قال القاضي الحسين: ويشرع لها -أي المرأة-: أن تقيم ولا تؤذن] اهـ.
اقرأ أيضًا: تحديد اتجاه القبلة.. خدمة مجانية تقدمها هيئة المساحة للمساجد حديثة البناء
الحكمة من اختصاص الرجال بالأذان دون النساء
والحكمة من جعل الأذان مختصًّا بالرجال أنَّ ذلك أستر للمرأة، وأكثر صيانةً لها كما هو مقصود الشريعة؛ قال الشهاب الرملي في "فتاواه" (1/ 125-126، ط. المكتبة الإسلامية) في جواب سؤال رفع إليه: [الأذان عبادة الرجال، والمرأة ليست من أهلها، وإذا لم تكن من أهلها حَرُم عليها تعاطيها، كما يحرم عليها تعاطي العبادة الفاسدة، وأنه يستحب النظر إلى المؤذن حالة الأذان، فلو استحببنا للمرأة لَأُمِر السامع بالنظر إليها، وهذا مخالف لمقصود الشارع] اهـ.
اقرأ أيضًا: له 600 جناح.. هل رأى النبي ﷺ جبريل في رحلة الإسراء والمعراج؟
اقرأ أيضّا: الدليل من القرآن على يقظة النبي ﷺ في رحلتي الإسراء والمعراج