خيوط الأزمة الروسية - الأوكرانية تتشابك بعد دخول أطراف جديدة
أحمد الليثي مصر 2030بدأت الأزمة الروسية الأوكرانية تتخذ منحى جديد بعد أن بدأ عدد من الأطراف الغربية والآسيوية الدخول على خط الأزمة، الأمر الذي ينذر بما يلا يحمد عقباه من ارتفاع وتيرة الاشتباكات وإطالة أمد الأزمة، مما يضع المجتمع الدولي أمام مأزق بسبب تشابك الخيوط والمصالح الدولية على أراضي أوكرانيا.
ويشهد المجتمع الدولي في الوقت الحالي حالة من الانقسام لثلاثة فرق الأول ينحاز لروسيا وقرار رئيسها فلاديمير بوتين، بشن هجمة عسكرية على أوكرانيا، أما الفريق الثاني فينحاز لأوكرانيا ويدعمها في حق الدفاع عن نفسها، بينما الفريق الثالث فهو يؤثر السلامة ويطالب جميع أطراف الأزمة بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
الصين تدعم روسيا
على الرغم من عدم الإعلان الصريح من جانب الصين عن دعمها موسكو عسكرياً في هجمتها العسكرية ضد أوكرانيا إلا أنها دبلوماسيا لم تخفي هذا بل أعلنته على أعلى المستويات من جانب النظام الحاكم، بعد تأكيد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على دعم بكين لموسكو.
وهو ما أكد عليه أيضاً وزير الخارجية الصيني، وانج يي، في محادثات مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، على دعم دعم بلاده لموقف روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، مؤكداً على وجود تنسيق للمواقف بشأن القضايا الإقليمية وفي مقدمتها الموقف من أوكرانيا.
قوات شيشانية لمؤازرة روسيا
على الجانب الآخر كان موقف الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، أكثر وضوحاً في دعمه للجانب الروسي، بعد أن أعلن قراراً رسمياً ينص على إرسال قوات عسكرية شيشانية لدعم نظيرتها الروسية في الهجوم على أوكرانيا، مشيراً إلى أن قواته التي دخلت أوكرانيا لم تتكبد خسائر مادية أو بشرية حتى الآن ونجح في الاستحواذ على منشأة عسكرية أوكرانية.
وكشف قديروف أن عدد القوات التي تم إرسالها إلى أوكرانيا لمساعدة روسيا يصل عددها 10 آلاف مقاتل، مشيراً إلى أن هذه القوات ستتموضع في الأماكن الأكثر سخونة من حيث المواجهات العسكرية بين القوات الأوكرانية والروسية لمساعدة الأخيرة.
صواريخ ألمانية لأوكرانيا
قررت ألمانيا إرسال أسلحة وصواريخ عسكرية من نوع ستينجر إلى أوكرانيا من أجل دعمها ضد الهجمة العسكرية عليها من جانب القوات الروسية، حيث أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، أن بلاده ستزود أوكرانيا بألف صاروخ مضاد للدبابات و500 صاروخ أرض جو.
واعتبر شولتز عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، أن الغزو الروسي لأوكرانيا يعتبر نقطة تحول، مؤكداً أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لدعم كييف في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الروسي.
27 دولة تعلن دعم أوكرانيا
بدورها اتفقت الدول المساعدة لأوكرانيا والبالغ عددها 27 دولة على تقديم مساعدات عسكرية وطبية لكييف في مواجهة الهجوم الروسي عليها، وتضم الدول المساعدة كل من أمريكا وبريطانيا ودول حلف شمال الأطلسي وعدد من الدول الغربية الأخرى، واستضافت بريطانيا مؤتمر للدول المانحة لأوكرانيا برئاسة وزير الدفاع الإنجليزي بين والاس، والذي أكد على وجود اتفاق بين الدول الأعضاء على مساعدة كييف لتقديم المساعدات اللازمة كأسلحة فتاكة وذخائر وأسلحة المضادة للدبابات والأسلحة المضادة للطائرات، ومساعدات أخرى وإمدادات طبية.
مساعدات أمريكية بـ 350 مليون دولار
في سياق متصل كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن تقديم 350 مليون دولار في صورة مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، وجاء ذلك على خلفية اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على مدار 40 دقيقة تطرقا فيه للمساعدات الدفاعية المادية.
خبراء: تشابك الخيوط تطور سلبي
بدورهم اعتبر خبراء أن تشابك الخيوط في الأزمة الروسية الأوكرانية، يعتبر تطور سلبي للأزمة، لسببين الأول أنه سيعمل على تعثر مفاوضات إنهاء الأزمة، حيث سيتمسك كل طرف بموقفه بعد أن تم تدعيمه عسكرياً من حلفاؤه، أما الأمر الثاني هو إطالة أمد الأزمة بسبب وصول مزيد من المساعدات العسكرية.
وأوضح الدكتور محمد عباس ناجي، الخبير الاستراتيجي في مركز الأهرام للدراسات، أن هنا حسابات جديدة بدأت تؤخذ في الحسبان على صعيد الأزمة الأوكرانية الروسية، وفي مقدمتها تصفية حسابات عدد من الدول مع موسكو وخاصة النظام الحاكم حالياً برئاسة فلاديمير بوتين، الذي يبدي تعنتا مع عدد من الملفات الغربية.
وأشار ناجي أن توسيع نطاق الحرب من جانب الدول الغربية هو محاولة لاستنزاف روسيا، وذلك باستخدام أوكرانيا كطعم لتكبيد القوات الروسية أكثر الخسائر الممكنة، وكذلك فقدان أكثر كم من الإمكانيات العسكرية من صواريخ وطائرات ودبابات سيتم تدميرها خلال المواجهات.
بينما أوضح، الخبير في الشئون الدولية، جمال باراس، أن دخول مزيد من الأطراف على ساحة الأزمة الروسية الأوكرانية يعقد المسألة ويجعل من الوصول إلى حل بعيد المنال خاصة في ظل تمسك كل طرف بموقفه وعدم التنازل عنه، محذراً من حدوث مزيد من الخسائر فكلما ارتفعت التكلفة كلما رفض كل طرف التراجع.
وطالب باراس المجتمع الدولي بالتدخل على وجه السرعة حتى لا تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة على طاولة المفاوضات، مشدداً على أن الأمر لا يعتبر عسكرياً وفقط ولكن الرهان في الوقع الحالي سيكون على الخسائر الاقتصادي التي سيتكبدها العالم أجمع وليس طرفي النزاع وفقط.