كيف قدس المصري القديم الخبز.. مفتشة آثار تجيب «خاص»


قالت رشا حسن، مفتش أول آثار بوزارة السياحة والآثار، إن الخبز كان مقدسًا بصورة كبيرة عند المصريين القدماء، ووجد العلماء نقوش وزخارف عند فتح العديد من المقابر الأثرية أن الإلهه إيزيس كانت تقدم الخبز إلى زوجها أوزوريس، وذلك كان يرمز على الحب والوفاء.
وأضافت حسن، في تصريحات لـ«مصر 2030»، أن هناك بردية تسمى «هاريس» محفوظة في المتحف البريطاني، وتشير إلى أن المصري القديم استطاع صناعة 30 نوعًا من الخبر، وقدموا كل هذه الأنواع من الخبز إلى الإله «آمون»، موضحة أن هناك بعض المحافظات ما زالت محتفظة بطريقة عمل الخبز على طريقة المصريين القدماء، فمحافظات الصعيد ما زالت تصنع خبر يسمى «العيش الشمسي»، والبتاو، وكان هذه الخبر يقدم للطبقة العالية.
وتابعت حسن أنه من أجمل أنواع الخبر الذي صنعها المصريين القديم وهو خبر زهرة اللوتس وكان منتشرًا بكثرة على ضفاف النيل، وكانت أوراق زهرة اللوتس تجفف في الشمس ثم تطحن ويتم عجنها ثم تشكل على هيئة أرغفة مستديرة.
وأشارت إلى أن المصري القديم عند حدوث أي مجاعة كان يقوم بتخزين الغلال الذي يصنع منها الخبز، حيث وجد في مقابر نقادة من العصر الحجري القديم كان بها قمح، متابعة أن المصريين جعلوا للخبز قدسية خاصة، فكان يقدم كقرابين لنيل رضاء الآلهة ومباركتهم، ولذلك فإنهم أعطوه اهتمامًا خاصًا وتفننوا في أشكال صناعته.
يذكر أن المصري القديم لكي يصنع الخبز كان يضع الحبوب المتكسرة في الماء المغلي، ثم تضاف إلى عجينة الخبز الخفيفة وتخبز للحصول على رغيف طرى لدن، وكان تشكيل الخبز يتم إما بواسطة الأيدي وهو ما دلتنا عليه أثار ضغط الأصابع على بعض الأرغفة، أو بواسطة قوالب، وكان الخبز يزين بعمل بعض الثقوب به أو بوضع الفاكهة المجففة على سطحه.