7 أبريل 2025 05:03 8 شوال 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
السياحة في مصر

”يُجلب الحظ ويحمي البيئة”... تعرف على حكاية أشهر رمز تاريخي عند المصريين القدماء

الجعران المقدس بمعبد الكرنك
الجعران المقدس بمعبد الكرنك

اهتم المصري القديم اهتمامًا وثيقًا بالرموز وربطها بمعتقداته الدينية، فقد اختار من بعض الحيوانات والنباتات رموزًا ليقدسها، ولم تكن عملية اختيار الکائن الذي يرمز به للإله أمرًا عشوائيًا أو صدفةً، لکن کان يخضع للدقة والتحري في اختيار الحيوان أو الطائر، الذي يقع عليه الاختيار، فينبغي أن تتوافر فيه صفات وخصائص مميزة ليصبح رمزًا مقدسًا، ولم يکن الرمز مرتبطًا بالتقديس فقط بل بما يحبه أو يکرهه المصري القديم من صفات في الکائنات التي تعيش حوله، ومن بين تلك الرموز التي سنستعرضها هو "الجعران".

وقال محمد جادو، باحث أثري، ومتخصص في علم المصريات، في تصريحات خاصة لـ "بوابة مصر 2030" إن الجعران عند المصري القديم من الرموز المهمة والمقدسة، لاسيما أنه من المعروف أن القدماء كانت لديهم قداسة للأشياء الطبيعية والحيوانية التي كانوا يعيشون وسطها، موضحاً أن لفظ القداسة عند المصري القديم لا يعني أنه كان يتعبدها، ولكن كان يرمز لها وينظر إليها نظرة حب وتبجيل.

وأشار "جادو" إلى أن الجعران كان يطلق عليه قديمًا لفظ (خبر أو خبري)، أي الذي أتى للوجود بذاته، وكانت له أشكال كثيرة، حيث إنه أحيانًا كان يصور على هيئة جعران فقط، أو رجل ومكان رأسه جعران، كما هو موجود في مقبرة نفرتاري بالأقصر وعند بعض الملوك القديمة.

وتابع أن هناك جعرانا اتحد مع النثر رع، وأطلق عليه "خبري رع"، وأصبح له مكانة عالية في العصور المصرية القديمة، بالإضافة أنه أصبح تميمة مهمة تستخدم على جسد الميت أثناء رحلة عبوره للآخرة، وهذا ما ورد في تعويذة للميت بكتاب الموتى كان يوجهها لقلبه متمثلاً في الجعران، قال فيها "يا قلبي الذي ورثته عن أمي، لا تصبح شاهدًا ضدي، ولا تقل زورًا في المحاكمة"، وهنا يقصد محكمة الموتى التي كانت متمثلة في ٤٢ قاضيًا وعلى رأسهم النثر أوزوريس رئيس محكمة المتوفي.

ولفت "جادو" إلى أن هناك اعتقادًا مقدسًا لدى الكثير من الأشخاص وخصوصًا الأجانب، أن الجعران يجلب الحظ والسعادة، وهذا ما اتخذوه من الموروث الشعبي لدى المصريين القدماء، حيث إنهم خلال زيارتهم لمعبد الكرنك يلتفون حول الجعران 7 مرات.

وعن سبب اختيار المصري القديم لـ "لجعران" قال جادو إن بعض علماء علم المصريات وعلماء الحيوانات البيولوجية أرجعوا هذا أنه له دلالة في فكرة الخلود، لاسيما أن اختيار الحيوانات وتقديسها قديمًا كان يعتمد على أهميتها ودورها، وهو ما وجدوه في الجعران، حيث إنه له قوة خارقة ورداءِ جافِ على ظهره يحمي جسده.

كما أنه مثل الحيوانات العُشبية نشطة في الصباح وخمولة في المساء، وله قوام حاد أثناء فترة خموله وشعور عن بُعد إذا تعرض للهجمات البرية، بالإضافة إلى وظيفته الأساسية في حماية البيئة من الأوبئة والحشرات، والتي جعلته موضع تقديس، فهو يقوم بابتلاع هذه الحشرات وتخزينها؛ لينتج عنها كرات الروث، التي من خلالها يقوم بمهمة التزاوج.

الجعران المصريين القدماء الرموز التاريخية باحث أثري الخبير محمد جادو

مواقيت الصلاة

الإثنين 05:03 صـ
8 شوال 1446 هـ 07 أبريل 2025 م
مصر
الفجر 04:08
الشروق 05:37
الظهر 11:57
العصر 15:30
المغرب 18:17
العشاء 19:36
click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr