كيف طبق «المصري القديم» العدالة الاجتماعية بين الشعوب؟


احتفل متحف المطار، أمس الأحد، بيوم العدالة الاجتماعية، كمبدأ أساسي من مبادئ التعايش السلمي داخل الشعوب.
وفي ضوء ذلك، نشر المتحف على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، عدد من المعلومات التي تعبر عن العدل والقوانين في مصر القديمة.
حيث تجدر الإشارة، إلى أن مصر القديمة هي أول من اتخذت من العدل ميثاقًا، حيث أشار المصري القديم إلى فكرة العدل والنظام، بلفظ «ماعت» التي غالبًا ما يشار إليها باعتبارها آلهة قامت بتجسيد مفهوم العدالة، بجانب تجسيدها لعدة مفاهيم أخرى، كالصدق والاستقامة، والحق، وكلها صفات تدخل في الإطار العام للأخلاق.
في حين أن فكرة «ماعت» تعتبر من أكثر المفاهيم شمولًا فهي تعبر عن النظام الكوني والتوازن بين جميع عناصره، وأنه بدونها تعم الفوضى وينتشر الفساد.
- وكان الملك المصري القديم يستمد شرعيته الأساسية للحكم، من منطلق كونه ابناُ للمعبود، وممثل لـ«ماعت»، يحكم بقوانينها وينتمي إليها، مما أكسب الملوك آنذاك صفات القداسة والتبجيل.
- كان إقرار العدل على الأرض مسئولية الملك وكان قربان «الماعت» يُلخص في صورة رمزية شديدة، لذلك فيكاد ألا يخلو معبد مصري من منظر تقدمة قربان الـ «ماعت» كدليل للإقامة الملك للعدل، منذ الأسرة الخامسة (2510 –2370 ق.م).
- هيمنت «ماعت» على النظام القضائي، فكانت قاعة المحكمة تعرف بأنها «قاعة الماعت»، وحمل من يشغل وظيفة الوزير، وهو رأس هيئة القضاء في مصر القديمة لقب «كاهن ماعت»، المطبق للعدل في الأرض.
- يظهر تأثير ماعت على الملوك وكبار رجال الدولة في توجيهات ملك مصر تحتمس الثالث لوزيره، وكبير قضاته رخميرع عند تنصيبه في وظيفته، قبل ما يقرب على 3400 عاما، حين خاطبه قائلا:
* إن نجاة القاضي في التزامه بالإجراءات السليمة في كل حالة، لا يكن قضاؤك باطلًا، فالإله يكره الإنحياز في السلوك، ساو بين من تعرف ومن لا تعرف، ومن هو قريب منك، ومن هو بعيد عنك.
* لا تصرف شاكيًا قبل أن تبت في شكواه، وإذا أخذ الشاكي في بسط شكواه، فلا تعرض عنه بحجة أنه قد قال ذلك من قبل"، “ولا تصرف الشاكي إلا بعد إعلامه بالسبب، فإن الشاكي يفضل أن يسمع له، أكثر من سماعه للحكم في شكواه".