19 نوفمبر 2024 12:37 17 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

قطبًا صوفيًا ورائدًا في ثورة 1919.. معلومات عن الشيخ أبوالوفاء الشرقاوي

ابو الوفا الشرقاوي
ابو الوفا الشرقاوي

هو أحد أعلام الأزهر، والصوفية في مصر، ومن أبرز علمائها وشيوخها فله مدرسة صوفية عظمي بدأت نشأتها في صعيد مصر، ثم ذاع صيتها في مختلف الأقطار، أنه الإمام والقطب الرباني سيدي أبوالوفاء الشرقاوي، الذي كان أحد أعلام العلماء في عصره يتوافدون عليه لمكانته العلمية والأدبية.

حياة الشرقاوي

لم تكن حياة الإمام العظيم الشيخ أبوالوفاء أحمد أبوالمعارف الشرقاوي، قاصرة على التصوف ولكنه كان عالما فذا ووطنيا رائدا في ثورة 1919 وجاهد في سبيل استقلال مصر مع الزعيم سعد زغلول الذي دان له وجميع زعماء وساسة الأمة بالتقدير والإجلال وكان مهتما بوحدة المسلمين فى شتى أنحاء العالم وسافر إلى كثير من دول العالم العربية والغربية لمؤازرة المسلمين في تلك البلاد وكان يتمتع بروح التسامح والإخاء مع أصدقائه الأقباط حتى انه كانت له مواقف سديدة تجاههم أما حياته الروحية فكانت شديدة الخصوصية وعبر عنها فى بيت شعرله"ثملت براحة التقريب لكن كستني حلة الصحو احتشاما".

نسبه ومولده

هو الإمام العارف بالله الصوفي الزاهد الشيخ أحمد أبوالوفاء الشرقاوي ابن الإمام قدوة المحققين والشاعر الصوفي سيدي أحمد بن شرقاوي بن مساعد بن تائب بن خلف بن يوسف بن عبدالسلام بن جامع ويمتد نسبه إلي محمد بن أبي بكر الصديق "رضي الله عنه".

ألقاب الشيخ

ولد الشيخ أبوالوفا الشرقاوي في مايو 1879م الموافق السابع عشر من جمادي الآخرة عام 1296هـ ، أطلق عليه مريدوه ألقابا عديدة منها " ملاذ العارفين وتاج المرشدين ، وأبو المعارف، وأبو الإسعاد " .

نشأته وتربيته العلمية

نشأ العالم الجليل الشيخ الشرقاوي في قرية كانت تسمي "دير سوادة" والذي أصبح اسمه حاليا "دير شرقاوي"، من قرى فرشوط بمحافظة قنا جنوب صعيد مصر في بيئة علمية تقية صالحة إمامها وشيخها والده مربي السالكين وقدوة العارفين أبوالمعارف الشيخ " أحمد بن شرقاوي" رضي الله عنه الداعي إلي الله والمجاهد في الله بما أفاد من علم وألَّف من كتب ، ونشر من دعوة، وهذَّب من طباع، ورفَّق من قلوب، وأدَّب من نفوس، وأحيى من سنن.

تلقى الشيخ أبوالوفاء الشرقاوي العلوم العربية والشرعية على أيدي كبار علماء عصره ممن كانوا يفدون على ساحة والده شيخ الطريقة الخلوتية الصوفية وعنه ورث أمر الطريقة، كما ورث عنه المال والثراء فقد كان الشيخ عاملا مؤثرا في حركة التقريب بين المذاهب وطبعت له مطولات في كتيبات جُمعت كتاب بعنوان أبوالوفاء الشرقاوي"حياته وآثاره".

رسائل الشرقاوي

للشيخ أبوالوفاء الشرقاوي، رسائل مع كبراء السياسيين في عصره ومقالات أدبية واجتماعية ودينية نشرتها الصحف المصرية وله كتاب في آداب الطرق الصوفية بعنوان "مصباح الأرواح في سلوك طريق الفَتّاح"، وآخر "لمعة الأسرار في مدح الحبيب المختار".

شعر الشيخ الشرقاوي

شعره في جملته شعر صوفي تبدأ قصائده بالغزل الصوفي، أو الحكمة وقد يدخل مباشرة في موضوع القصيدة الذي هو ابتهال وتوسل ومديح للرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك أشعار وطنية وسياسية ، وفي هذه القصائد تتعدد الأغراض في بنية القصيدة الواحدة وبخاصة حين يعمد إلى الإطالة ومن قصائده "القصيدة الوفائية في وصف النعل الشريفة".

علاقة الشيخ الشرقاوي بالزعيم "سعد زغلول"

كان للشيخ الشرقاوي علاقات وطيدة بالزعيم سعد زغلول وقادة الوفد إبان ثورة 1919، فإن علاقته ظلت طيبة مع مختلف رجالات الأحزاب السياسية.

الحفيد يتحدث عن جده العارف بالله

وعن ذلك يقول محمد عبد الرحمن الشرقاوي ، أحد أحفاد العارف بالله الشيخ أبو الوفاء الشرقاوي بمركز نجع حمادي شمال قنا ، بأن هناك وثائق نادرة عمرها 95 سنة تعود إلى سنة 1920م تدل علي مدي العلاقة الوطيدة التي كانت بين العالم الجليل والزعيم الراحل سعد زغلول وسياسيين وزعماء مصريين في القرن الماضي ، ومن بين تلك الوثائق برقية أرسلت من الزعيم سعد زغلول مؤسس حزب الوفد المصري يشكر فيها نضال العارف بالله أبو الوفاء الشرقاوي ومجهوداته للمطالبة لنيل الاستقلال عن بريطاني ، وفيها كتب الزعيم سعد زغلول مخاطبًا الشيخ الشرقاوي جدي "حضرة صاحب الفضيلة السيد أبو الوفاء الشرقاوي - نجع حمادي ، أشكر لسيادتكم ما أبديتموه من جميل الشعور ورقي العواطف وإن لنا وطيد الأمل في أن يتوج المولي أعمالنا بالنجاح ونيل الأمة استقلالها بمفضل تضافر جميع عناصرها واتحاد أبنائها وتمسكهم بحقوق الوطن المقدسة وبفضل دعواتكم وبركاتكم المتوالية.. سعد زغلول".

نعم ارتبط الشيخ الشرقاوي، بعلاقة وطيدة مع المناضل المصري سعد زغلول ، وكان على رأس مستقبليه في الصعيد خلال زيارته بالعائمة النيلية " نوبية " إلى عواصم مدن الصعيد لجمع التوكيلات من المصريين المطالبة بإنهاء الحماية البريطانية عن مصر.

علاقة الشرقاوي بالأمير يوسف كمال

كشف محمد عبد الرحمن الشرقاوي ، أيضا أسرار العلاقة التي ربطت بين جده والأمير يوسف كمال أحد أفراد الأسرة العلوية التي حكمت مصر قائلا:" العلاقة بين الأمير وجدي بدأت بلقاء مشترك جمع بين محمود باشا سليمان وكيل مجلس شورى القوانين ووالد محمد محمود باشا الذي ترأس أربع حكومات قبل ثورة يوليو 1952 والأمير يوسف كمال والعارف بالله الشيخ أبو الوفاء الشرقاوي".

محمود باشا سليمان

وأوضح " الشرقاوي " أن محمود باشا سليمان كان صديقًا للعائلة وأحد أتباع جدنا الأكبر العالم أحمد أبو الوفاء الشرقاوي وفي أحد زياراته للساحة الشرقاوية علم محمود باشا سليمان بوجود الأمير يوسف كمال في قصره في نجع حمادي لمباشرة أملاكه فعقد العزم علي زيارته وطالب من الشيخ أبو الوفاء الشرقاوي مرافقته إلى قصر الأمير وبالفعل تم اللقاء بين الثلاثة في ضيافة الأمير وهناك تلاقت الأفكار بين العارف بالله ، والأمير يوسف كمال الذي كان مثقفًا ثقافة رفيعة حتى أصبحا صديقين يتبادلان الزيارات ، والخطابات ، والبرقيات في حال غياب الأمير عن نجع حمادي.

دور الشرقاوي في الحركة الوطنية

استطاع الشيخ الصوفي أبو الوفاء الشرقاوي أن يوقظ الهمم ويُلهب المشاعر الوطنية حين كانت البلاد مكبلة بأغلال الاستعمار فقد لعب الشرقاوي دورًا بارزًا في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني في صعيد مصر كان هو المرجعية لكل النفوس الوطنية الثائرة ضد الاستبداد والظلم في نفس الوقت وقت مطالبة الزعيم سعد زغلول بالاستقلال عن بريطانيا. وكان الزعيم سعد زغلول مؤسس الوفد المصري والشيخ الشرقاوي يسيران علي نفس الدرب هذا يقود الأمة في الشمال والآخر يقودها في الجنوب ومعه الكثير من الوطنيين وكان لابد من اللقاء بين القطبين.

زيارة الزعيم سعد زغلول للصعيد

حين زار الزعيم سعد زغلول الصعيد حيث تلك الصورة الشهيرة على الملتقطة علي العائمة النيلية التي حملته ورفاقه إلى الأمصار والمدن بصعيد مصر لجمع التوكيلات من المصريين المطالبة بالاستقلال قال سعد قولته الشهيرة "الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة" وقتها انشد العارف بالله “إذا جاء نصر الله والفتح يا مصر فما مثل هذا الفتح فتح ولا نصر".

لم يخف الشيخ الشرقاوي، ولم يخش بطش وجبروت المستعمر بل ناضل وجاهر بوطنيته نحو تحرير البلاد وراح ينظم القصائد ليُلهب حماس المصريين الوطنيين للوقوف في وجه المستعمر بل و ضد البدع التي كانت متفشية في عصره.

هكذا كانت حياة العارف بالله الشيخ أبو الوفاء الشرقاوي الصوفي الوطني المناضل الذي رحل عن دنينا بينما تاريخه ونضاله سيظلان نبراسا وسراجا منيرا للأجيال القادمة بل وستظل ساحته الشرقاوية الكائنة بمركز نجع حمادي شمال قنا شاهدا وملاذا آمنا وقبلة للقاصدين.

0a273462251dc1118d8ea21009c205fa.jpg
159a2a08557de85214f69da8ccff0b6b.jpg
1969f7ec89ec883e44756c317e70c1ae.jpg
3870c2c29f79f8cd891985fc45ca0749.jpg
3ec1f4e6bb4484d7d82366f44ce72f31.jpg
41ff07f093c3406e5817b0d47886aca9.jpg
4ba1e23e5189a9067bfbe55a78a00290.jpg
4f33615b3cbb9fecbbdec75640b8b55c.jpg
5538bc45f64bec4de9fdf5080eb0ca86.jpg
59fc02db36a1673e44514bfc3d1d26e6.jpg
6c88de9cac499920ae0a5dd1d1fb8181.jpg
8c5f73e84a4d178f67bbd82606deb2c0.jpg
b8ede52c6f4f9b68101283e5b5e6d19a.jpg
bb324e7719e697db9e7897aff880db55.jpg
bc37d87491ecc707b6297f010a432bf0.jpg
cba4655954bdcd3c2e90e29a7787321c.jpg
e3e48895fa5f3cfd5b6361553d42f84e.jpg
f67354ae26d95591813a059766498309.jpg
f7b60ef6ce74e58f127e8eba17e9d70a.jpg
ff294bdcb5cd3a0c86bea37744da78af.jpg
الشيخ ابو الوفاء الشرقاوي قصة حياة معلومات

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 12:37 مـ
17 جمادى أول 1446 هـ 19 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:53
الشروق 06:24
الظهر 11:40
العصر 14:37
المغرب 16:57
العشاء 18:18
البنك الزراعى المصرى
banquemisr