حكاية «أشرف».. رسام المنيا يزين جدران الطريق الزراعي بلوحاته الفطرية (صور)
المنيا - دعاء علي مصر 2030منذ مولده وهو مصاب بالصمم، وليس لديه شهادات حيث لا يعرف القراءة أو الكتابة، رغم ذلك فهو رسام ماهر، بشوش الوجه، حياته بسيطة ومتواضعة لأبعد الحدود، من لا يعرفه يهيأ له أنه معاق ذهنيا، لكنه شخص طبيعي وعاقل ذكي ومدرك لكل ما حوله، في نفس الوقت زاهد لا يريد شيء من الدنيا، يعيش مع نفسه ورسومه في ملكوت آخر بعيدا عن الناس.
في البداية قال كريم محمود أحد جيرانه، إن أشرف يبدأ يومه كل صباح، من الخامسة فجرا، ليساعد والدته في تنظيف المنزل أولا وتجهيز الإفطار لها حتى تستيقظ، ثم يساعدها في رص الخضار الذي تبيعه وينظف لها المكان لتجلس فيه وتبدأ يومها
وتابع أحد جيرانه: "بعد ذلك يذهب ليمارس هوايته على الطريق الزراعي ليرسم كل من يمر أمامه سواء سيارات، أو بائع الترمس أو بائع الفول والطعمية، وفي الأغلب يحب رسم القطارات ووسائل النقل عامة، ناهيك عن أنه يعمل بالزراعة والمعمار بأجر زهيد، وبإخلاص وأمانة وقناعة تامة، ولكنه لا يريد الزواج ولا نعلم ما السبب".
أضاف: "ليس لديه الإمكانيات التي تساعده على ثقل موهبته، لك أن تتخيلي أنه يرسم بتلبيسة القلم ويرسم في اي ورقه يعثر عليها، ليس لديه ألوان أو فرشاة رسم، ورغم ذلك فهو عنده شخصية وموهبة نادرة في الرسم، ويرسم من خياله أيضا وعرض عليه عمدة القرية أن يرسم لوحات ويبيعها لكنه رفض فهو يحب أن يكون حر نفسه لا يُفرض عليه ذلك، ويحب الاحتفاظ بأعماله الفنية لنفسه".
أكد محمد حكيم، جاره أيضًا عن حياته قائلًا: "في أوقات كتير وخصوصا وقت الغروب بيعمل أكتر حاجة بيحبها وبيطلع على القرية اللي جنبه اسمها الحواصلية بطريق القاهرة أسوان الزراعي وبيقعد يرسم على الجدران الخراسانية بجوانب الطريق".
أكمل: "بقاله سنين كدا رسم تقريبا أكتر من 5 كيلو على الطريق، وكل ما يتمسحوا يرسم تاني، أشرف بيرسم من الجبس الناشف اللي موجود على الطريق، ومن صغره وهو بيحب يرسم أي حاجه تشوفها عنينيه وتركز في دماغه من البيئة اللي حواليه يرسمها، وأكتر حاجة العربيات اللي بتعدي من قدامه، وعنده في بيته كراسات بسيطة أوراق كرتون بيرسم عليها، وكان كمان بيعمل شغل يدوي من الأسلاك زي مجسم عجل".
وتابع أحد جيرانه: "اكتر حد بيفهمه أمه البسيطة اللي عايشه معاه ف بيت بسيط جدا، وهي بتجيب شوية خضار وبيض وعيش فينو وتبعيهم عشان ربنا يرزقها حاجة بسيطة يعيشوا عليها، أوقات بيطلع يشتغل في الغيط عند أي حد محتاجه أو شونة القمح اللي ف البلد، معروف عنه في الشغل بأمانته وإخلاصه وقوته، والرسم بالنسبه له ملكوت تاني وعالم مختلف عن عالم البشر العاديه، عايش فيه لوحده فيه كل حياته”.
وأضاف: "أتمنى من شباب الفنانين أو الرسامين أنهم يفكروا ينزلوا لأشرف بلده ويرسموا حاجات معاه، تكون علامة وذكرى للبلد كلها تعرف قدرات أشرف الكبيرة وتكون ذكرى لطيفه فارقة معاه ونسمة تنور أكتر في ملكوته اللي عايش فيه لوحده".