صدفة تقود إلى اختراع أول هاتف في التاريخ.. 146 على البداية والرحلة كاملة حتى الآن
لا يخلو بلد أو منطقة نائية إلى الآن ولم يدخلها الهاتف، فهو أهم الاختراعات في تاريخ البشرية، كونه يتميز عن غيره من الاكتشافات أنه أحدث فارقا كبيرا في حياة الإنسان فكيف كان ميلاد أول هاتف في التاريخ.
اختراع أول هاتف في التاريخ الذي قصر المسافات التي كانت تستغرق العديد من الأيام أو الأشهر، وقد يصل لسنوات في بعض الأحيان، ولم يكن هناك وسيلة للتواصل بين الأشخاص سوى الزيارات، ومن بعدها التلغراف؛ لكن الهاتف، بدل مفهوم التواصل تماما، وأصبح التواصل مع أشخاص لا يستغرق سوى ثوان معدودة، مهما بعدت المسافات.
في 14 فبراير 1876، سجل ألكسندر جراهام بيل براءة اختراع الهاتف، والذي يعد أحد أبرز الاختراعات في تاريخ البشرية. ومنذ هذه اللحظة استطاع الإنسان أن يكتب مرحلة جديدة من التاريخ، وهي مرحلة ما بعد الهاتف.
من هو ألكسندر جراهام بيل
ولد المخترع الأمريكي ألكسندر غراهام بيل عام 1847م في اسكتلندا، وهو العالم ومعلم الصم الذي يعد من أهم إنجازاته اختراع الهاتف، كما عمل على تحسين جهاز الفونوغراف، وكانت والدة غراهام بيل صماء، فقام والده بتعليمه لغة الصم، مما أثّر على اختياره المهني في وقت لاحق كمعلم لهم، حيث عمل في مدرسة كلارك للصم وفي المدرسة الأميركية للصم، وتوفي عام 1922م في كندا.
أهمية اختراع الهاتف
يكفي لمعرفة مدى أهمية اختراع "بيل" للهاتف بالنسبة للعالم أن نتذكر جائحة كورونا.
146 عاما على مولد "الهاتف"
بالتزامن مع ظهور الجائحة في نهاية 2019 وتطورها في السنوات التالية، وإصابة عشرات الملايين حول العالم، وإجبار مليارات من البشر على المكوث في منازلهم وعدم النزول، ضمن إجراءات احترازية صعبة لم تتعود عليها البشرية.
لتبقى فقط الهواتف ووسائل التواصل هي الوسائل الوحيدة التي تمكن البشر من الاطمئنان على بعضهم بعضا أو إنجاز بعض أعمالهم، في ظل ظروف قاسية تمر بها دول العالم.
رحلة جراهام بيل مع الهاتف
جاء نجاح جراهام بيل في اختراع الهاتف كنتيجة مباشرة لمحاولاته في تحسين التلغراف، والذي كان وسيلة الاتصال الثابتة منذ 30 سنة تقريباً، حيث اقتصر على إرسال واستقبال رسالة واحدة في كل مرة.
كما ساهمت خبرة جراهام بيل الواسعة في طبيعة الأصوات والموسيقى من التنبؤ بوسيلةٍ لنقل الرسائل المتعددة عبر السلك نفسه في نفس اللحظة، والتي سميّت بالتلغراف التوافقي.
واستند مبدأ التلغراف التوافقي على إمكانية إرسال العديد من الملاحظات خلال السلك نفسه، وفي اللحظة ذاتها عند اختلاف هذه الملاحظات أو الإشارات في درجة الصوت.
وفي سنة 1874 أبلغ بيل والد زوجته المستقبلية عن تقدم البحث الذي يقوم به، وعن إمكانيات التلغراف المتعدد، حيث قدّم الدعم المالي له.
بدأ جراهام بيل في عمله على التلغراف المتعدد بمساعدة توماس واتسون، حيث طوّرا جهازاً ينقل الكلام كهربائياً، وفي شهر مارس سنة 1875 التقى جراهام بيل بشكل سري مع مدير مؤسسة سميثسونيان، وأخبره عن أفكاره المتعلقة بالهاتف ليلقى الدعم والتشجيع منه لاستكمال عمله.
انتقال الصوت عبر سلك
وبحلول شهر يونيو من نفس العام أثبت جراهام بيل وواتسون أن النغمات المختلفة تؤدي إلى تفاوت قوة التيار الكهربائي في السلك، ولإثبات هذا النجاح تطلب تصميم جهاز إرسال يعمل بغشاء لديه القدرة على تغيير التيارات الإلكترونية، إضافة إلى جهاز استقبال يمكنه إعادة إنتاج هذه التغيرات على شكل ترددات مسموعة.
صدفة تقود إلى أعظم اكتشاف في التاريخ
وتمكن جراهام بيل وواتسون بالصدفة خلال تجربة للتلغراف التوافقي من اكتشاف إمكانية انتقال الصوت عبر السلك في الثاني من شهر يوليو سنة 1875، عندما حاول واتسون أن يرخي قصبةً كانت ملفوفةً حول جهاز الإرسال بالصدفة، مما أدى إلى انتقال الاهتزاز الناتج عن هذه الحركة عبر السلك إلى جهاز آخر موجود في غرفة بيل.
أول مكالمة
وقد أدى سماع هذا الرنين إلى تسريع بيل، وواتسن لعملهما، كما استمرا بالعمل على هذه الفكرة في العام التالي، وروي عن جراهام بيل أنه صرخ في السماعة، وقال: سيد واتسون، تعال هنا، أريد أن أراك" فذهب السيد واتسون، وأعلن أنه سمع وفهم ما قاله، وبذلك كانت هذه أول مكالمة هاتفية أجريت في التاريخ.
تسجيل براءة الاختراع
قدّم جراهام بيل في 14 فبراير سنة 1876 براءة اختراع تصف طريقته في نقل الأصوات، وفي السابع من مارس/آذار من نفس العام منحه مكتب براءات الاختراع ما يقال عنه إنه أحد أكثر براءات الاختراع قيمةً في العالم.
تصميم الهاتف الأصلي
كان تصميم الهاتف الأصلي عبارةً عن نسخة معدلة من التلغراف، وقد استمر بيل في تحسين تصميمه، ليتمكّن بعد عامين من تطوير هاتف مغناطيسي كمقدمة للهواتف الحديثة، كما احتوى التصميم على جهاز إرسال، واستقبال، ومغناطيس، حيث احتوى جهازا الإرسال والاستقبال على غشاء مصنوع من قرص معدني.
ومنذ لك الوقت، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الهاتف، بداية من المنزلي وصولا للهاتف المحمول يما يحمله من تقنيات وتكنولوجيا فائقة.
وارتبط المصريون منذ دخول الهواتف إلى السوق المصري بعدد من الهواتف التي قلما تسأل مصريا عنها ولا يجيبك أنه كان يمتلك واحدا أو أحدا من أفراد العائلة كان يمتلكها.
بداية دخول الموبايلات إلى مصر
دخلت الهواتف المحمولة بتقنية GSM في مصر عام 1996، ويوجد بمصر الآن أربع شركات تقدم خدمة الهاتف المحمول ألا وهي: فودافون وأورانج واتصالات و وي.
وإذا كنت تقرأ هذا التقرير فلابد أنك تتصفح موقع "بوابة مصر 2030" عبر هاتفك الذكي المدعوم بشاشة اللمس المتعدد أو باستخدام التابلت ذي الـ16 مليون لون؛ لكن بالحديث عن الألوان فإنه حتّى نهاية تسعينيات القرن الماضي كانت الهواتف المحمولة أحادية اللون مرفقة بألوان مضيئة خضراء أو زرقاء.
أفضل الموبايلات التي أحبها المصريون
وكان من أفضل الموبايلات التي أحبها المصريون وأعظم إنجازات هذه الفترة موبايل نوكيا 3310؛ حيث أنتجت نوكيا واحداً من أشهر الهواتف بالعالم، وأول هاتف مزود بلعبة الثعبان الشهيرة 2snake، بيعت منه 126 مليون نسخة حتى انتهاء إنتاجه عام 2006، ومازال يستخدم حتى الآن.
وفي عام 2003، أطلقت نوكيا الهاتف الأكثر مبيعاً في العالم، نوكيا 1100، حيث تم بيع حوالى 250 مليون نسخة منه.
عام 2007، أنتجت نوكيا N95، في نفس عام إنتاج شركة آبل لأول هاتف آيفون لها، وكان به إمكانيات أعلى من الآيفون، مثل إنترنت 3G، والكاميرا أفضل بدقة 5 ميجا بيكسل، وميزات الوسائط المتعددة المتقدمة.
بداية صناعة الهواتف المحمولة بشاشة ملونة
في 1998 قررت شركة سيمنز أن تجرّب شيئاً مختلفاً حين كشفت عن هاتفها المحمول S10 والذي يمكننا اعتباره أول هاتف محمول مدعوم بشاشة ملونة، حينها أشعلت الشركة الألمانية ثورة في عالم تصنيع الهواتف النقالة بشاشة براقة ومدهشة تعطيك 4 ألوان هي الأبيض، الأخضر، الأزرق، والأحمر.
بعد حوالي عامين عن ثورة سيمنز كشفت نوكيا للاتصالات عن هاتفها المحمول الجديد والذي حمل اسم 9210 بشاشة ملوّنة دقتها 200 بيكسل وهو ما يعطي للمستخدم الوصول إلى شبكة الإنترنت وتصفّح الصور والاستمتاع بـ 4096 لون.
في 2001 كشفت شركة سانيو عن هاتفها SCP-5000 بشاشة حجمها 2 إنش والتي اعتبرت كبيرة جداً حينها وتعرض حتى 256 لون، ولكن سعره الذي تجاوز 500 دولار أمريكي قد يدفعك للتفكير ألف مرة قبل شراء هاتف محمول ملوّن.
شركة إريكسون السويدية لم تفوّت هذه الفرصة وكشفت في أواخر 2001 عن هاتفها T68 بمواصفات رائعة وفريدة من نوعها وبشاشة ملوّنة تدعم حتى 256 لون وبدقة تصل 101/80 بيكسل، وتجاوز سعره وقتها حاجز الـ600 دولار.
