«القصة الكاملة».. خبيرة مصرية تكشف خطأ المومياء الحامل.. وأستاذ في «كلية وارسو» يؤيدها - خاص

أثيرت مره أخرى هذه الأيام قصة المومياء الحامل، عندما نشر مؤخرًا البروفيسور أركاديوس سولتيسياك أستاذ ونائب عميد كلية الآثار في جامعة وارسو البولندية، على الصفحة الرسمية للجامعة، مقالة تؤكد أن كشف مشروع مومياوات وارسو لأول مومياء حامل غير صحيح، فلا وجود لجنين داخل المومياء المصرية المحفوظة في وارسو، واصفاً الأمر برمته بأنه «محض أمنيات».

وكتب البروفيسور أركاديوس سولتيسياك، منذ عدة أيام في مقالته على صفحة جامعة وارسو: «في ربيع العام الماضي، نشرت وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم معلومات مثيرة حول كشف جنين بداخل مومياء في المتحف الوطني في وارسو بواسطة فريق من مشروع مومياء وارسو، وأن المومياء لامرأة توفيت في الشهر السابع من الحمل، ولم يتم إزالة الجنين أثناء التحنيط، على عكس باقي الاحشاء التي تمت إزالتها».

وأكمل بروفسور الآثار البولندي في مقالته: «ولكن في ديسمبر 2021، تم تفنيد اكتشاف فريق مشروع "وارسو" مومياء في مجلة علوم الآثار الأمريكية بواسطة سحر سليم، وهي أستاذة الأشعة بجامعة القاهرة والتي تمتاز بخبرة واسعة في دراسة المومياوات المصرية، بالإضافة إلى أنها مؤلفة للعديد من المقالات الطبية المهمة في تشخيص الأجنة».

وتابع: «دكتورة سحر سليم، أكدت أن الكتلة بداخل حوض المومياء ليست لجنين بل هي حشوات تحنيط لا تحتوي على عظام، كما أنه من المستبعد أن يكون الجزء المستدير هو رأس الجنين لأن عظام جمجمة الجنين تكون غير ملتحمة وكان لا بد أن تنهار إلى الداخل بعد التحلل أو جفاف أنسجة المخ».

كما أنتقد سولتسياك عالم الآثار البولندي، ضعف رد الفريق البولندي على الدكتورة سحر سليم خبيرة أشعة الآثار حيث قال: «كرروا الحجة القائلة بأن إذا كانت الكتلة الموجودة داخل حوض المرأة يشبه الجنين، فلابد أنه جنين على الرغم من أنه من الواضح في الصور المرفقة أن ما افترضوا أنها الأرجل تبدو لفافات، كما أن الرأس المزعوم يبدو هيكلًا بيضاويًا بدون ملامح، في حين أن اليد المزعومة قد تكون مجرد قطعة من القماش».

وأكمل بروفسور الآثار البولندي، أن تبرير أعضاء فريق مشروع مومياء وارسو عدم وجود العظام داخل الجنين المزعوم أنها قد تحللت بواسطة الأحماض الناتجة من تحلل الجسم «والتي وصفوها بالتخليل» وتشبيهها بمومياوات المستنقعات الحمضية في شمال أوروبا ما هو إلا تضليل، فالأحماض الناتجة عن تحلل الجسم تكون ضعيفة ولا تسبب ذوبان العظام على عكس أحماض المستنقعات القوية.

وينكر بروفسور الآثار البولندي فكرة المومياء الحامل فكتب: "من الصعب أن نتخيل أن المحنطين المتخصصين الذين أزالوا أحشاء المومياء وحافظوا على الجسد بعناية قد سمحوا في نفس الوقت للجنين بالتحلل بحرية، وحتى لو تجاهل المحنطون ذلك لسبب ما، فإن تراكم الغازات بعد الموت ينتج عنه الطرد المفاجئ للجنين من الرحم، أو ما يسمى بـ "ولادة التابوت" ويستنتج البروفسور البولندي أن كشف مشروع وارسو للمومياء الحامل ما هو إلا تفكير خاطئ أقرب.

وأكد البروفسور سولتيسياك، على أن الجسم الموجود في حوض مومياء المتحف الوطني في وارسو ليس جنين، وأن ما تم العثور عليه ما هو إلا حشوات تحنيط.

وفي السياق ذاته، تعتبر الدكتورة سحر سليم، خبيرة أشعة الآثار وعضو مشروع المومياوات بوزارة السياحة والآثار المصرية، هي أول من نبه المجتمع الدولي والعلمي، بخطأ كشف المومياء الحامل للفريق البولندي.

وفي تصريحات خاصة لبوابة مصر2030 قالت الدكتورة سحر سليم: "عندما قرأت دراسة المومياء الحامل المزعومة فضلت عدم الرد في وسائل الإعلام بتصريحات مرسلة، ولكن قمت بنشر مقال علمي في نفس مجلة الآثار وضحت الأخطاء التي وقع فيها الباحثين البولنديين، وخاصة أن فريقهم لا يضم متخصص في علم الأشعة.

وأكدت على الخبرة الواسعة للعلماء المصريين في هذا المجال حيث فحصت الدكتورة سحر سليم بالأشعة الرقمية والمقطعية مئات المومياوات المصرية مع وزارة السياحة و الآثار المصرية، وكذلك في عدة متاحف عالمية على مدى أكثر من 16عامًا.

واختتمت تصريحاتها: «سأظل حارسة للآثار والحضارة المصرية ضد أي خطأ، وسأقوم دائما بالرد بالطرق العلمية».