منتخب المغرب.. وهبي و20 محترفاً طريق «أشبال أطلس» لاستعادة اللقب الغائب منذ 28 عاماً


تعيش كرة القدم المغربية حالياً أزهى عصورها منذ تأسيس الجامعة الملكية لكرة القدم عام 1957، بعد أن تأهل المنتخب الأول للمربع الذهبي في كأس العالم 2022 لأول مرة في تاريخ المنتخبات الأفريقية وتوج المنتخب الأولمبي ببرونزية دورة باريس 2024 لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية ’ كما أحرز منتخب المحليين كأس أفريقيا مرتين متتاليتين 2018 و2020 واقتنص منتخب الناشئين كأس أفريقيا على أرضه خلال أبريل الجاري لأول مرة في تاريخه بعد تفوقه على مالي بركلات الترجيح.
منتخب الشباب الذي توج بكأس أفريقيا تحت 20 سنة عام 1997 على أرضه ’ ثم بلغ المربع الذهبي في نسخة بنين 2005 وتمكن من تحقيق نفس الإنجاز في مونديال هولندا في العام ذاته ’ يبدو في كامل الجاهزية لتقديم بطولة استثنائية والذهاب بعيداً في البطولة التي يخوض غمارها ضمن المجموعة الثانية مع منتخبات كينيا ونيجيريا وتونس التي يلعب أمامها على الترتيب أيام 1 و4 بالقاهرة و7 مايو بالإسماعيلية مسلحاً بالفكر التكتيكي لمديره الفني محمد وهبي وكوكبة النجوم المحترفين في قائمة الفريق.
تأهل دون عناء
لم يجد زملاء الحارس عبد الحكيم مصباحي صعوبة تُذكر في بلوغ النهائيات للمرة السادسة في تاريخ المغرب بعد أن تصدروا تصفيات منطقة شمال أفريقيا (أوناف) التي احتضنتها مدينة الإسماعيلية المصرية خلال الفترة من 14 وحتى 26 نوفمبر 2024 ’ حيث جمعوا 10 نقاط من ثلاثة انتصارات على منتخب مصر صاحب الضيافة (2 – 1) وتونس (2 – 1) أيضاً وليبيا (4 – 0) وتعادل مع الجزائر (1 – 1) وسجل لاعبو الفريق 9 أهداف مقابل 3 أهداف في شباكهم ’ وتصدر الثنائي معاذ ضحاك وسعد الحداد قائمة الهدافين برصيد هدفين لكلاً منهما.
وهبي .. فكر أوروبي بنكهة أفريقية
ولد محمد وهبي في بلجيكا وصنع اسمه كمدرب في صفوف قطاع الناشئين والشباب في أندر لخت عملاق العاصمة بروكسل ’ قبل أن تلتقطه العين الخبيرة بالجامعة الملكية لقيادة منتخب الشباب في العاشر من مارس عام 2022 من أجل خوض تصفيات نسخة 2023 لكأس أفريقيا التي أقيمت في مصر أيضاً لكنه أخفق في تجاوزها بعد أن حل ثالثاً خلق تونس وليبيا.
ورغم هذا الإخفاق ظل وهبي (48 سنة) في منصبه وتمكن من تحقيق هدفه في تصفيات هذه النسخة ’ كما حقق الفريق تحت قيادته نتائج جد إيجابية في المباريات التحضيرية بعد التأهل ’ حيث تفوق على نظيره الغاني مرتين (1 – 0) و (4 – 1) ومنتخب سيراليون (2 – 0) خلال مارس الماضي.
كتيبة المحترفين
دائماً ما تشهد تشكيلة المنتخبات المغربية في كل المراحل السنية تواجد عدد كبير من العناصر التي تنشط في القارة الأوروبية ونشأت وتكونت في مدارسها المختلفة ’ وهو ما ينطبق على منتخب تحت 20 سنة الذي شارك في مرحلة التصفيات بعدد كبير من هؤلاء اللاعبين الذين ينتمون لأندية في فرنسا والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا والنمسا وبرز منهم القائد أحمد ختير مدافع بيفيرين البلجيكي وثلاثي الخط الأمامي محمد ياسر زابيري وسعد الحداد وعثمان معامه لاعبو فاميلكاو البرتغالي وفينيزيا الإيطالي ومونبلييه الفرنسي ومعهم من العناصر المحلية حارس الجيش الملكي عبد الحكيم مصباحي ونجم اتحاد تواركه الموهوب معاذ ضحاك.
قائمة "أشبال أطلس" النهائية ضمت في تشكيلتها النهائية 20 محترفاً بعضهم لم يشارك في التصفيات وعلى رأسهم حارس مارسيليا الفرنسي إبراهيم جوميز ويونس العبدلاوي مهاجم سلتا فيجو الإسباني وأغلى لاعبي البطولة على الإطلاق بقيمة تصل إلى 2.3 مليون يورو.
لقب وحيد
على خطى "أسود أطلس" الذين عرفوا الطريق لمنصات التتويج بكأس أمم أفريقيا مرة واحدة عام 1976 في إثيوبيا مع جيل الأسطورة أحمد فراس ’ حقق منتخب المغرب للشباب لقب كأس أفريقيا مرة واحدة أيضاً عام 1997 على أرضه بعد أن تجاوز مرحلة المجموعات بصعوبة بالغة وبفوز وحيد على المنتخب السوداني (2 – 0) مقابل تعادل مع منتخب مصر (0 – 0) وخسارة أمام غانا (0 – 1) ’ لكنه تمكن من الإطاحة بمنتخب كوت ديفوار في نصف النهائي (2 – 1) وتفوق على جنوب أفريقيا في النهائي بفضل الهدف الذي سجله عادل رمزي بمدينة مكناس.
كان الظهور الأول للمنتخب المغربي للشباب في البطولة بنظامها الحالي قد بدأ في النسخة الثانية عام 1993 في موريشيوس وودع من مرحلة المجموعات ’ ثم تكرر الإخفاق في الظهور الثالث في بوركينافاسو 2003 ’ قبل أن ينجح في تجاوز تلك النتائج المتواضعة ويتأهل للمربع الذهبي في نسخة 2005 في بنين وأنهى رابعاً بعد أن خذلته ركلات الترجيح أمام نيجيريا في نصف النهائي وبنين في مباراة المركز الثالث ’ بعدها تكرر السيناريو في آخر مشاركة له في نسخة 2021 بموريتانيا عندما تصدر المجموعة الثالثة بفوزين على جامبيا وتنزانيا وتعادل مع غانا لكنه خسر بنفس الركلات أمام تونس في ربع النهائي.