28 أبريل 2025 02:11 28 شوال 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
الرياضة

محمد درويش يكتب: كولر مع الأهلي.. ظالم أم مظلوم؟

كولر والخطيب
كولر والخطيب

في عالم كرة القدم المتقلب، حيث تُطمس الإنجازات بسرعة أمام كبوات اللحظة، انتهت رحلة المدرب السويسري مارسيل كولر مع النادي الأهلي المصري بشكل مفاجئ وصادم للكثيرين بعد 960 يومًا حافلة بالألقاب والأرقام القياسية، وجد كولر نفسه خارج أسوار القلعة الحمراء عقب الخروج المرير من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي.

هذا الرحيل، الذي تزامن مع غضب جماهيري وصل حد إلقاء الزجاجات، يطرح سؤالًا ملحًّا تردد في الأوساط الرياضية: هل كان كولر ظالمًا بأخطائه وقراراته الأخيرة التي أدت إلى تراجع الفريق، أم أنه وقع ضحية لظروف وتوقعات أكبر منه، ليصبح مظلومًا في نهاية المطاف بنهاية لم تخلُ من قسوة؟

لا يمكن لأحد أن ينكر البصمة الواضحة التي تركها مارسيل كولر منذ توليه المسؤولية في التاسع من سبتمبر 2022، خلفًا للبرتغالي ريكاردو سواريش الذي رحل سريعًا جاء كولر، البالغ من العمر حينها 61 عامًا، بخبرة تدريبية واسعة، شملت قيادة أندية سويسرية مثل سانت جالن وجراسهوبرز لتحقيق لقب الدوري، وتدريب أندية ألمانية، ومنتخب النمسا الذي قاده للتأهل لكأس أوروبا 2016.

ومع الأهلي، لم يتأخر النجاح كثيرًا. خلال فترة وجيزة نسبيًا امتدت لـ960 يومًا، قاد كولر المارد الأحمر لخوض 160 مباراة رسمية، محققًا 110 انتصارات بنسبة فوز تقترب من 70%، ولم يخسر سوى 17 مباراة.

الأهم من ذلك، حصد الفريق تحت قيادته 11 لقبًا متنوعًا: 4 كؤوس سوبر، لقبان في الدوري المصري، لقبان في دوري أبطال إفريقيا، لقبان في كأس مصر، ولقب كأس القارات الثلاث، بالإضافة إلى الميدالية البرونزية في كأس العالم للأندية هذه الحصيلة المذهلة جعلته ثالث أكثر المدربين تتويجًا بالألقاب في تاريخ الأهلي العريق، بعد الأسطورة مانويل جوزيه (20 لقبًا) وجميل عثمان (18 لقبًا).

لم تتوقف إنجازات كولرعند حصد الألقاب، بل امتدت لتحطيم أرقام قياسية لافتة فقد عادل رقم مانويل جوزيه في تحقيق أطول سلسلة انتصارات متتالية في تاريخ الدوري المصري (21 فوزًا)، بل وتفوق عليه في عدد الانتصارات المتتالية في موسم واحد بالدوري (18 فوزًا).

كما قاد الأهلي لأطول سلسلة لا هزيمة إفريقية في تاريخ النادي بـ27 مباراة متتالية في دوري أبطال إفريقيا، وحافظ على سجل خالٍ من الهزائم في الأدوار الإقصائية للبطولة القارية الأهم طوال مسيرته (16 مباراة: 10 انتصارات و6 تعادلات).

هذه الأرقام والإنجازات، بما فيها الفوز التاريخي بكأس القارات الثلاث كأول بطولة تابعة للفيفا في تاريخ النادي، وكونه أكثر مدرب حقق انتصارات في كأس العالم للأندية مع الأهلي (4 انتصارات)، ترسم صورة لمدرب ناجح بكل المقاييس، مدرب استطاع إعادة الهيبة القارية للأهلي وتحقيق استقرار فني لافت نال به إشادة واسعة في بداية مسيرته.

لكن، وكما هي عادة كرة القدم، لم تدم الأفراح طويلًا دون منغصات. بدأ المنحنى في الهبوط التدريجي خلال الموسم الأخير لكولر (2024-2025). ظهر تراجع ملحوظ في أداء الفريق، وفقد الأهلي نقاطًا مؤثرة في سباق الدوري المحلي، مما فتح الباب أمام المنافسين وأثار قلق الجماهير التي اعتادت على الصدارة.

تزايدت الانتقادات الموجهة لكولر بسبب ما اعتبره البعض أخطاء فنية وتكتيكية متكررة، وعنادًا في بعض القرارات والتشكيلات، وتراجع مستوى لاعبين كانوا نجومًا في السابق.

خسارة مباراة القمة أمام الغريم التقليدي الزمالك في الدوري، ثم خسارة لقب السوبر الإفريقي أمام نفس المنافس بركلات الترجيح، كانت بمثابة جرس إنذار قوي بأن الأمور ليست على ما يرام.

جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا في أبريل 2025 الخروج أمام صن داونز، رغم عدم الخسارة في مجموع المباراتين (تعادل سلبي ذهابًا و1-1 إيابًا في القاهرة)، كان صادمًا للجماهير والإدارة على حد سواء، خاصة وأن الأهلي كان يمني النفس باللقب الثالث على التوالي والسادس في آخر سبع سنوات.

هذا الخروج، الذي تزامن مع أداء باهت في مباراة الإياب بالقاهرة، فجّر بركان الغضب الجماهيري الذي كان يغلي تحت السطح العلاقة التي بدأت بالحب وتقديم الهدايا، انتهت بمشهد مؤسف، حيث قامت جماهير غاضبة بترديد هتافات تطالب برحيله ("ارحل يا كولر") وقذفه بزجاجات المياه أثناء خروجه من الملعب، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية والدولية، بما فيها الصحافة السويسرية التي وصفت الأمر بـ"الإهانة".

هنا يكمن جوهر الجدل: هل كولر هو المسؤول الوحيد عن هذا الانهيار؟ أم أن هناك أطرافًا أخرى تتحمل جزءًا من المسؤولية؟ يرى البعض أن كولر، رغم إنجازاته، يتحمل المسؤولية الأكبر بسبب قراراته الفنية وعناده الذي أشار إليه بعض النقاد، وفشله في إيجاد حلول لتراجع مستوى الفريق واللاعبين في الفترة الأخيرة.

يعتبر هؤلاء أن المدرب، مهما كانت إنجازاته السابقة، يجب أن يُحاسب على نتائجه وأدائه الحالي، وأن قرار الإقالة كان منطقيًا وضروريًا، بل وربما تأخر.

في المقابل، يرى آخرون أن كولر تعرض لظلم كبير. يشير هؤلاء إلى سجله الحافل بالألقاب والأرقام القياسية في فترة قصيرة، ويعتبرون أن الإقالة كانت قاسية ومتسرعة، وأن المدرب كان يستحق فرصة أخرى، أو على الأقل نهاية تليق بما قدمه.

يوجه هذا الفريق أصابع الاتهام بشكل أكبر إلى إدارة النادي الأهلي، متهمين إياها بالتأخر في حسم ملف المدرب رغم ظهور بوادر التراجع، أو بسبب التمسك بسياسات إدارية قد لا تكون دائمًا في صالح الفريق.

يتساءل هؤلاء: أين كانت الإدارة عندما بدأ المستوى في التراجع؟ ولماذا لم يتم التدخل بشكل حاسم في وقت سابق لتصحيح المسار؟ كما أن ردة فعل الجماهير العنيفة، رغم تفهم حالة الغضب والإحباط، يعتبرها البعض مبالغًا فيها وظالمة لمدرب حقق الكثير للنادي خلال عامين فقط.

في النهاية، تبقى قصة مارسيل كولر مع الأهلي مثالًا صارخًا على تقلبات كرة القدم وضغوطها الهائلة، خاصة في نادٍ بحجم الأهلي، الذي لا يرضى جمهوره وإدارته إلا بالقمة وتحقيق الانتصارات دائمًا.

هل كان كولر ظالمًا بأخطائه التي أدت إلى تراجع الفريق وخروجه من البطولة الأهم؟ أم كان مظلومًا بردة فعل قاسية تجاهلت إنجازاته سريعًا، وربما تأخر إداري في التعامل مع الأزمة قبل تفاقمها؟

الإجابة قد تختلف باختلاف الزاوية التي يُنظر منها إلى الموقف، لكن المؤكد أن رحيل كولر يمثل نهاية حقبة كانت في مجملها ناجحة ومليئة بالإنجازات، لكنها انتهت بشكل جدلي يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الفريق وقدرة الإدارة على التعلم من دروس الماضي، سواء في اختيار المدربين أو في توقيت اتخاذ القرارات الحاسمة للحفاظ على استقرار الكيان.

كولر والخطيب محمد درويش الاهلي رحيل كولر اخبار الاهلي مدرب الاهلي محمد درويش يكتب: كولر مع الأهلي.. ظالم أم مظلوم؟

مواقيت الصلاة

الإثنين 02:11 صـ
28 شوال 1446 هـ 28 أبريل 2025 م
مصر
الفجر 03:41
الشروق 05:15
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:30
العشاء 19:54
click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr