كايروترونيكا 2025: تكنولوجيا الفن تتجاوز الطبيعة وتضيء قلب القاهرة


في قلب القاهرة، يعود مهرجان كايروترونيكا في نسخته الرابعة، ليفتح أبوابه من 21 إلى 28 أبريل 2025، مقدّمًا توليفة غير مسبوقة من الإبداع الرقمي عبر خمس قارات. يحمل هذا العام شعار "تجاوز الطبيعة"، حيث يتقاطع الفن بالتكنولوجيا والوعي والبيئة، ليطرح تساؤلات عميقة حول علاقتنا بعالم يتحوّل بسرعة.
40 عملًا من 23 دولة: تجارب فنية تحاكي المستقبل
يضم المهرجان أكثر من 40 عملًا فنيًا من 23 دولة، تتنوع ما بين التركيبات البصرية، والتجارب التفاعلية، وأعمال الواقع الافتراضي، والوسائط المتعددة، لتستكشف موضوعات الهوية، والتغير المناخي، والمراقبة الرقمية، والحنين، والخيال الشعبي.
مشاركات مصرية بارزة
من مصر، يقدّم عاصم هنداوي فيلمه "سيميا"، الذي يستكشف علاقة النبوءة القديمة بالذكاء الاصطناعي. فيما يقدم سامح الطويل ورانيا جعفر مشروع "وطن"، وهو رحلة رقمية في الذاكرة والمنفى الثقافي. ويشارك أبوالقاسم سلامة بفيلم "مونولوج من التاسع"، ويوسف منسي بعمل بصري مؤثر بعنوان "ماذا يدور في بالك حين تفكر فيّ؟"، يُجسّد مشاعر الحنين والانفصال في علاقة رقمية.
العالم العربي حاضر بقوة
من السعودية، يقدم محمد الفرج عملًا تصويريًا حراريًا بعنوان "حرارة"، وخالد بن عفيف تركيبًا بصريًا بعنوان "أوافق" يطرح سؤالًا عن المراقبة. وتشارك جوى الخش (سوريا/كندا) بإحياء آثار تدمر رقمياً، بينما يستعرض هيثم زكريا من تونس "أوبرا الحجر"، وتقدّم هيا الغانم من الكويت عملاً بصريًا يستعيد تاريخ البحر في الذاكرة الكويتية.
أصوات عالمية تتلاقى في القاهرة
من اليابان، يأتي كاتسوكي نوغامي بعمل VR يستحضر ذاكرة الجسد. ومن الهند، يقدّم الثنائي "باريا" تجربة صوتية عن دلهي. ومن جنوب أفريقيا، يبتكر مصنع "لو-ديف" معهدًا خياليًا لتوثيق التكنولوجيا الشعبية. أما من كولومبيا، فيستعرض سانتياجو إسكوبار صراع الصيادين بين الحياة والتهريب.
ابتكارات تفاعلية مدهشة
من أبرز الأعمال التفاعلية "جمال الأوركيد" للفنان فولكان دينشر، حيث تتحكم تفاعلات المتابعين في ري زهرة عبر إنستغرام. وتقدّم نوا يانزما تأملًا مناخيًا بعنوان "باي كلاود". فيما تعرض باتريسيا إتشيفيريا تجربة VR تُجسّد نضال النساء الفلسطينيات. ويطرح مارك لي تصورًا مستقبليًا للكائنات الحية تحت سطوة التكنولوجيا. أما العمل التشيكي، فيحوّل البطاطس إلى كائنات تواصلية نقدًا للزراعة الصناعية.
كايروترونيكا 2025 ليس فقط مهرجانًا فنيًا، بل مساحة مفتوحة للتفكير في مستقبلنا المشترك، كيف نعيش، نتذكر، نحب، ونقاوم… وسط عوالم تُعيد التكنولوجيا رسمها كل لحظة.