الندوة العلمية بملتقى سيناء تناقش فنون الشعر البدوي


شهدت قاعة الأنشطة بقصر ثقافة العريش، اليوم الثلاثاء، ثاني الندوات العلمية ضمن فعاليات ملتقى سيناء الأول لفنون البادية، الذي يقام احتفالا بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وتستمر فعالياته حتى 27 إبريل الحالي.
جاءت الندوة تحت عنوان "فنون الشعر في بادية سيناء"، وأدارها الشاعر والباحث د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الذي أعرب في كلمته عن سعادته بإقامة الملتقى على أرض سيناء، موضحا أن ثقافة "البادية" هي ثقافة واسعة وغنية، وتحمل إرثا ضخما من العادات والمفردات والرموز.
وخلال الندوة، أشار شومان إلى ما أعلنه الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، من أن الملتقى سيتحول بدءا من العام القادم إلى ملتقى عربي ودولي، يفتح الباب أمام مناقشة أوسع لتجليات ثقافة البادية. وأكد شومان أن "البدوية" ليست مجرد بيئة أو مكان، بل هي نمط حياة متكامل له خصوصيته، وأن هناك مشتركا بين البوادي رغم تباين اللهجات والملامح، مشيرا إلى أن مصطلح "البادية" محل نقاش من قبل العديد من الباحثين المعنيين بالثقافة الشعبية.
وشهدت الندوة مشاركة الشاعر والباحث حاتم عبد الهادي، صاحب العديد من الإصدارات في تراث بادية مطروح، والذي تحدث عن الخصوصية التي تميز شعر بادية سيناء بين أغلب بوادي الوطن العربي، وتناول خصائص الشعر النبطي والبدوي، مؤكدا أن شعراء البادية يتمتعون بملامح فنية متفردة تميزهم عن سواهم.
كما تحدث عن تجربة الشاعر المعروف عنيز أبو سالم، الذي كتب في أغلب الأوزان الشعرية، مؤكدا أن الشعر البدوي يظل واحدا من حيث الجوهر، وإن اختلفت لهجاته وتراكيبه، معتبرا أن التعدد في الشكل لا ينفي وحدة الروح الشعرية البدوية.
ثم تحدث الباحث د. صلاح فاروق العايدي عن السمات المميزة للقصيدة البدوية التي تعكس البيئة والعادات، التي تعكس العادات والتقاليد والبيئة الصحراوية الأصيلة، كما تناول جماليات الشعر البدوي من حيث الإيقاع والتكوين، وطرح تساؤلات حول حدود تطوير شكل القصيدة في إطار يواكب الذائقة المعاصرة ويحفظ الموروث.
وفي تعقيبه، أوضح د. شومان أن الشعر الشعبي والبدوي لا يمكن تطويعهما قسرا للتجديد، فالجمهور ينتظر منهما صيغة محددة في التلقي، مشددا على ضرورة التمييز بين "الشاعر الشعبي" و"الشاعر الفرد"، ودور كل واحد منهما في تشكيل الوجدان الجمعي.
كما تحدث الشيخ إبراهيم أبو عليان، أحد رموز بادية سيناء، عن أهمية إقامة الملتقى في قلب سيناء، مشيرا إلى عمق الموروث البدوي الغني، سواء في اللغة أو العادات أو الفنون، مؤكدا أن ثقافة البادية تحمل نظاما اجتماعيا متكاملا، من الخيمة حتى القصيدة، وأنها تمثل ركيزة أصيلة من ركائز الهوية الثقافية المصرية.
وشدد أبو عليان على أهمية دور وزارة الثقافة في تصحيح المفاهيم المغلوطة، والحفاظ على الموروث الثقافي للبادية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الهوية المصرية.
واختتمت الندوة بفقرة شعرية ألقى خلالها منصور القديري وزايد عبيد من عرب الفيوم، مجموعة من القصائد البدوية التي عبرت عن مفردات البادية وأحاسيسها وبيئتها، وسط تفاعل كبير من الحضور.
وفي ختام الندوة، دعا د. شومان المؤسسات التعليمية إلى إدراج الثقافة الشعبية في المناهج الدراسية، لتعريف الأجيال الجديدة بجذورها الثقافية، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الموروث الشعبي، باعتبارها جزءا من هوية الإنسان المصري، مشيرا إلى ضرورة غرس الوعي بأهمية الموروث الشعبي منذ الطفولة.
وانطلقت الأحد الماضي فعاليات ملتقى سيناء الأول لفنون البادية، وتنظمه وزارة الثقافة ممثلة في هيئة قصور الثقافة احتفالا بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، وتستمر فعالياته حتى 27 من أبريل الحالي، ويتضمن مجموعة من العروض الفنية لفرق البادية المصرية وورشا حرفية ويدوية وأنشطة للأطفال ومعارض للكتب والمنتجات وندوة علمية بمشاركة نخبة من الباحثين بالإضافة إلى الأمسيات الشعرية.
وينفذ الملتقى من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، والإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى وبالتنسيق مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، بإدارة د. شعيب خلف وفرع ثقافة شمال سيناء برئاسة أشرف المشرحاني.