الجارديان: اليأس يسود قطاع غزة في ظل تفاقم أزمة الغذاء جراء الحصار الإسرائيلي

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن اليأس يسود قطاع غزة في الوقت الراهن في ظل تفاقم أزمة الغذاء جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

وأوضحت الجارديان في مقال للصحفية بيثان ماكيرنان ، أن أزمة الغذاء الحالية التي تخنق سكان القطاع غير مسبوقة، مشيرة إلى أن الأزمة تتفاقم كلما بدأت كميات الوقود والدواء والغذاء لدى سكان القطاع في التناقص.

وأشارت إلى أن الجانب الإسرائيلي يفرض حصارا عسكريا على دخول المساعدات الإنسانية لسكان القطاع منذ ما يقرب من سبعة أسابيع مما أدى إلى الحيلولة دون دخول أي مساعدات منذ ذلك الحين.

ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك الحصار تسبب فيما يشبه المجاعة بقطاع غزة ، والأمر الذي أدى لتفاقم الأزمة أيضا ، أن سكان القطاع يواجهون أوامر إخلاء مستمرة مع تجدد القصف على نطاق واسع والذي يستهدف البنية التحتية لمنشأت مدنية مثل المستشفيات وغيرها.

وأكدت الصحيفة أن الجانب الإسرائيلي انتهك من جانب واحد اتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها مع الجانب الفلسطيني منذ ما يقرب من شهرين، ومنذ ذلك الحين يتوعد مسئولون في الحكومة الإسرائيلية وقادة أمنيون أنهم لن يسمحوا بدخول أي مساعدات غذائية للقطاع حتى تطلق حركة حماس ، الرهائن الإسرائيليين لديها والذين احتجزتهم منذ السابع من أكتوبر عام 2023.

وأضافت أن الحصار يدخل الأسبوع الثامن مما يجعله الأكثر أمدا منذ بداية الحرب بين الطرفين، موضحا أن الممارسات الإسرائيلية لم تقتصر على الحصار فحسب بل شملت أيضا الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين لإنشاء مناطق عازلة.

وتابعت الصحيفة أن ما يقرب من 420 ألف فلسطيني في حالة نزوح دائم بسبب أوامر الإخلاء التي تصدرها القوات الإسرائيلية مما يجعل من الصعب الحصول على معلومات وبيانات دقيقة حول حالات سوء التغذية التي يتعرض لها سكان القطاع جراء الممارسات الإسرائيلية.

ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من سكان القطاع يعربون الآن عن مخاوفهم من المجاعة أكثر من خوفهم من الضربات الجوية التي تشنها القوات الإسرئيلية عليهم، موضحة أن المخزون من الأغذية التي تمكن سكان القطاع من الحصول عليه خلال مدة وقف إطلاق النار بدأ في النفاد مما يشكل خطورة داهمة وتهديدا كبيرا على حياتهم.

وذكرت الصحيفة أن ما يقرب من 95 بالمائة من منظمات الإغاثة علقوا أنشطتهم في القطاع بسبب الغارات الجوية والحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية منذ فبراير الماضي.

وأضافت أنه طبقا لبيانات الأمم المتحدة فإن ما قرب من 70 بالمائة من سكان القطاع يواجهون أوامر إخلاء، موضحة أن استيلاء القوات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية دفع ما يقرب من 2.3 مليون فلسطيني إلى التكدس في مناطق إيواء ضيقة للغاية.

ولفتت الصحيفة ، في الختام ، إلى أنه في ظل تلك المعاناة، يسعى الوسطاء الدوليون إلى إحياء اتفاق وقف إطلاق النار إلا أنه لا تبدو أي بارقة أمل في هذا الخصوص حيث أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لم يتمكنا من الاتفاق حول عدة نقاط جوهرية.