ما لا تعرفه عن «الملك بيا»..أوقف تعدي النوبيين على كيميت.. واقتدى برمسيس الثاني

يعد الملك رمسيس الثاني من أشهر ملوك عصره، حيث أن بطولاته وملاحمه التاريخية التي شنها على أعدائه جعلت حلفاؤه والحكام اللاحقين له يطلقون عليه لقب "الجد الأعظم"، كما أنه جعل مصر القديمة تعيش في إزدهار خلال فترة إمبراطوريته ،ما دفع العديد من الملوك الموالين له باتخاذه قدوة لهم سواء في شجاعته أو ذكائه، ولعل أبرز هؤلاء الملوك هو الملك "بيا" أو "بعنخي"كما كان يطلق عليه.

-من هو الملك بيا "بعنخي"

هو أول ملوك مملكة كوش بنبته، وضع على العرش بعد انتخابه من الكهنة ووافق الشعب الكوشي على تنصيبه، وهذا كان متبعًا مع الملوك الكوشيين من بعده.

حكم بعنخي من 746 - 716 قبل الميلاد مملكة كوش، وأثناء العام 20 من حكمه هجم بعنخي من الجنوب على مصر حتى وصل إلى الدلتا، وأسس الأسرة المصرية الخامسة والعشرين، وخلال فترة حكمه كانت عبادة آمون قد إنتشرت في النوبة، واعتنقها ملوك كوش.

-عائلته

كان أبوه الفرعون النوبي كاشتا، وأمه كانت تسمى "باباتما"، وكان متزوج من "بيكساتر" و "تابيري" (ابنة ألارا، و أبالي" و "كنسا" و "نفروكا-كاشتا" وأخواته كانوا شباكا و آمن ير دس الأول والجنرال بيكارترور.

ومن ابنائه من أصبح بعد ذلك فرعونًا شاباتاكا وطهارقة وشبنؤبت الثانية، وابنة آخرى "أرتي" (وهي زوجة شاباتاكا)، ونبرادجا، وتاكاحات أماني، و "تاباكن آمون " (وهي زوجة طهارقة).

-كيف إعتلى "بيا" حكم مصر

في النصف الثاني من القرن 8 قبل الميلاد تنازع قصرين على حكم مصر وهما قصر الملك الليبي الموجود في سايس، ويمثل الأسرة المصرية الرابعة والعشرون (740 - 712 قبل الميلاد)، والملك النوبي، حاكم الأسرة المصرية الخامسة والعشرين (750 -655 قبل الميلاد).

وكان الملك كاشتا -أبو بعنخي- يحكم من عاصمته نبتة في كوش، وبعدما استطاع الملك كاشتا الإستيلاء على طيبة من مصر، قُبل حكمه ليحكم مصر، بذلك يصبح كوشتا مؤسساً للأسرة المصرية الخامسة والعشرين، وأعتلى ابنه العرش في عام 745 قبل الميلاد في مصر، وهذا ما أوضحته لوحة انتصاره التي عثر عليها 1862 في معبد آمون على جبل البركل في نبتة عند الشلال الرابع للنيل والتي وصفت ما حدث، وتعد هذه اللوحة من أهم الآثار التي تصف الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر في النصف الثاني من القرن الثامن قبل الميلاد.

-أوقف تعدي النوبيين على كيميت.. وإقتدى برمسيس الثاني

شهدت فترة حكم "بعنخي"إيقاف تعدي النوبيين على مملكة كيميت، حيث أنه تعامل مع النوبيين بإذلال، وإقتدى في حكمه وحروبه بالملك رمسيس الثاني، وحلم أن يكون مثله، كما أنه أراد أن يكون متوجاً من قبل كهنة آمون (آمون إله نبته غير آمون إله المصريين)، مثل ملوك كيمت العظماء، لذا فقد جمع كهنة آمون بالنوبة وأمرهم أن ينتخبوه ملكاً.

-أشهر ما قاله في مراسم تتويجه

حين تم تتويج بعنخي أو بيَّا قال في مراسم تتويجه بعض العبارات والتي تم تسجيلها على لوح بعنخي الذي وجد في معبده عند جبل البركل ومنها: "الآلهة تصنع الملك، والناس يصنعون الملك، إلا أن آمون قد جعلني ملكاً، ووهبني آمون النبتى حق حكم جميع البلدان، فمن قال له كن ملكاً يكن ملكاً، ومن قال له لا تكن ملكاً لا يكون".

وتابع: "وهبني آمون في طيبة حكم مصر، فمن قال له فلتصعد متوجاً يتوج، ومن قال له لا تصعد متوجاً لا يُتوج، وكل من منحته حمايتي لا يخشى على مدينته، ولن أقوم بحال باحتلالها".