هل تعيد قرارات ترامب تشكيل الاقتصاد العالمي؟.. خبير سلاسل الإمداد يجيب


قال كيرلس رزق، خبير سلاسل الإمداد الدولية، إن القرارات الاقتصادية التي يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما فرض حزمة جديدة من التعريفات الجمركية، قد تتسبب في إعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية، لما تحمله من آثار مباشرة على الاقتصاد العالمي.
وأضاف رزق، في تصريحات خاصة لـ بوابة مصر 2030، أن هذه السياسات أدت إلى حالة من الارتباك في الأسواق العالمية، حيث شهدت البورصات تراجعًا حادًا عقب إعلان فرض الرسوم، نتيجة تخوّف المستثمرين من تداعيات هذه القرارات المفاجئة.
وأوضح خبير سلاسل الإمداد الدولية، أن هذه الخطوة تعيد إلى الأذهان قرارات اقتصادية تاريخية، مثل إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون التخلي عن غطاء الذهب للدولار عام 1971، معتبرًا أن تأثير قرارات ترامب قد يكون بنفس القدر من الأهمية والصدمة.
وأشار رزق إلى أن الاقتصاد الأمريكي يواجه تحديين رئيسيين في الوقت الراهن: العجز التجاري المتفاقم الذي بلغ نحو 122.7 مليار دولار في فبراير 2025، والدين العام الذي تجاوز 34 تريليون دولار، وهو ما يعكس خللاً كبيرًا في هيكل الاقتصاد الأمريكي.
وقال إن خطة ترامب تستهدف تقليص الاعتماد على الخارج من خلال إعادة سلاسل الإمداد إلى الداخل، وفرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الوسيطة والمكونات المستوردة التي تُستخدم في الصناعات الأمريكية.
كما أضاف خبير سلاسل الإمداد الدولية، أن الولايات المتحدة لا تملك حاليًا البنية التحتية الصناعية أو اللوجستية الكافية لتحقيق هذا التحول، مشيرًا إلى أن نقص العمالة المدربة وارتفاع تكلفة الإنتاج محليًا يمثلان عائقين كبيرين أمام تنفيذ هذه الخطة.
وأكد رزق أن الصين لا تزال القوة الصناعية الأكبر في العالم، حيث تستحوذ على أكثر من 28% من الإنتاج الصناعي العالمي، وتلعب دورًا حيويًا في سلاسل الإمداد الدولية، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والصناعات الدوائية والطاقة المتجددة.
واختتم خبير سلاسل الإمداد الدولية، تصريحه بأن ترامب قد يسعى لاستخدام سلاح الرسوم الجمركية لتقليص العجز التجاري والضغط على الدول المصدرة، وعلى رأسها الصين، لكنه استبعد أن تنجح هذه الاستراتيجية في دفع بكين إلى التراجع عن هيمنتها الصناعية، مؤكدًا أن الاقتصاد يظل أحد أقوى أدوات النفوذ الصيني في العالم.