بعد لقاءه بالسيسي.. نواب يكشفون أهمية زيارة الرئيس الجيبوتي لمصر وأبرز المكاسب
مصطفى الخطيب مصر 2030استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية الرئيس إسماعيل عمر جيله، رئيس جمهورية جيبوتي، إذ أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة بين الرئيسين، أعقبتها مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
وفي التقرير التالي ترصد بوابة "مصر 2030"، أراء أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في أهمية هذه الزيارة.
فمن جانبه ثمن النائب مجدي الوليلي، عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، زيارة الرئيس إسماعيل عمر جيله، رئيس جمهورية جيبوتي، الذي يحل ضيفًا عزيزًا على بلده الثاني مصر، ولقائه بالرئيس السيسي، مشيدًا بالمستوى الراهن الذي تشهده العلاقات بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات خاصة الاقتصادي منها.
شريك مهم
وأوضح النائب، أن مصر تنظر لجيبوتي كشريك مهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والأمن الإقليمي في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي في ضوء وحدة التحديات التي تواجه البلدين.
وأشار الوليلي إلى أن العلاقات بين مصر وجيبوتي شهدت تطورًا كبيرًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تطور عكسه تعزيز التنسيق والتشاور الدائم بين البلدين على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.
البوابة الشمالية لمضيق باب المندب
وأكد الوليلي، أن مصر حريصة كل الحرص على تدعيم وتعزيز العلاقات معها، في إطار سياستها المنفتحة على أشقائها في القارة السمراء ونظرًا لموقعها الاستراتيجي المهم، ففي حين تمثل مصر البوابة الشمالية لمضيق باب المندب فإن جيبوتي بمثابة البوابة الجنوبية .
ونوّه عضو لجنة الشؤون الإفريقية، إلى وجود آفاق واسعة لتطوير التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الفكر المتطرف، والبنية التحتية والطاقة والصحة والطيران وربط الموانئ والتعليم والثقافة.
زيادة الاستثمارات المصرية
كما أكد على أهمية توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة في مشروعات البنية التحتية، إضافةً إلى تيسير نفاذ البضائع المصرية إلى السوق الجيبوتية، وأهمية الإسراع في إجراءات إنشاء المنطقة اللوجستية في جيبوتي لتيسير تصدير مختلف البضائع المصرية.
دور مصر المحوري
ومن جانبه أكد الدكتور جمال أبوالفتوح، وكيل لجنة الري والزراعة بمجلس الشيوخ، أن زيارة الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، لمصر مهمة وهذا تزامنًا مع انعقاد مؤتمر القمة الإفريقي في دورته الـ35 خاصةً أن القمة تناقش موضوعات مهمة من أبرزها قضية المناخ وجائحة كورونا ومكافحة الإرهاب، مضيفًا أن مصر الآن لها دور محوري في القارة الإفريقية وتقود العديد من الملفات والقضايا ومنها قضية تغيرات المناخ والتي تعاني القارة الإفريقية كثيرًا بسبب تغيرات المناخ وليس لإفريقيا دور أو سبب في هذه التغيرات.
وأضاف «أبوالفتوح»، أن زيارة الرئيس الجيبوتي ستساهم أيضًا في زيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة في مشروعات البنية التحتية، وتيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية، بجانب النقل وربط الموانئ، لافتًا إلى أن هذه ليست الزيارة الأولى للرئيس الجيبوتي ولكنها الثالثة والتي تعزز سبل التعاون بين القاهرة وجيبوتي.
سد النهضة
وأشار وكيل لجنة الري والزراعة بمجلس الشيوخ، إلى أن جيبوتي تدعم مصر في ملف سد النهضة بشكل كبير، ولذلك جاءت زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي العام الماضي والتي وصفها الإعلام الإفريقي والدولي بأنها زيارة تاريخية، لأنها أول زيارة لرئيس مصرى لدولة جيبوتي منذ استقلالها عن فرنسا عام 1977، وكانت الزيارة بمثابة تعزيز للعلاقات المصرية مع دولة حيوية في منطقة القرن الإفريقي وحوض النيل، مضيفًا أن جيبوتى ستعمل في كل ما يأتى لمصلحة مصر، ولن تقبل بأي شكل وقوع ضرر على الشعب المصري في قضية المياه، لأنها تعتبر أمن القاهرة من أمنها القومي.
وأردف وكيل لجنة الري والزراعة بمجلس الشيوخ، «جيبوتي مهمة لمصر نظرًا لموقعها الاستراتيجي حيث تقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب وحدودها التي تتشابك مع إريتريا، وإثيوبيا، والصومال، وجيبوتي هي المنفذ التجاري الوحيد لإثيوبيا على البحر الأحمر، ويربطهما خط سكة حديد يمتد من أديس أبابا لميناء جيبوتي الذي تمر من خلاله نحو 55% من تجارة إثيوبيا مع العالم الخارجي، كما أن جيبوتي تطل على البحر الأحمر وخليج عدن من الشرق».
تمثل أهمية خاصة في السياسة المصرية
ومن جانبه قال النائب اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماه الوطن ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، إن مصر تحرص على تدعيم علاقاتها بدولة تمثل أهمية خاصة في السياسة المصرية تاريخيًا واستراتيجيًا، في حين تمثل مصر البوابة الشمالية لمضيق باب المندب فإن جيبوتي بمثابة البوابة الجنوبية.
وأضاف نصير، أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت منذ استقلال جيبوتي عام 1977، حيث كانت مصر في طليعة الدول التي افتتحت سفارة لها في جيبوتي بالإضافة إلى أنها كانت من أوائل الدول التي رحبت بالاتفاق الإطاري للحوار السياسي الذي تم توقيعه بين الحكومة وائتلاف المعارضة في جيبوتي الذي مهد لإنهاء الخلاف السياسي القائم.
علاقات متميزة بين البلدين
قال اللواء طارق نصير، إن العلاقات بين مصر وجيبوتي علاقات متميزة على كل المستويات الرسمية والشعبية وهناك تنسيق وتشاور دائم على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وقد شهدت العلاقات السياسية بين مصر وجيبوتي تطورًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاسيما خلال ترأس مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019.
وأكد وكيل لجنة الدفاع، أن التعاون بين مصر وجيبوتي شهد خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من المجالات منها التعليم والصحة والزراعة والطاقة والسياحة والربط الكهربائي والاقتصادي والتبادل التجاري في إقامة منطقة تجارة حرة ومركز لوجستي في جيبوتي لتسهيل حركة التجارة بين البلدين ودول الجوار وهو ما تحرص علية القيادة السياسية لتحقيق المصالح المشتركة وصون الأمن والاستقرار، خاصةً في منطقتي القرن الإفريقي والبحر الأحمر، هذا بالإضافة إلى التعاون في مجال التدريب والمنح الدراسية المقدمة من الأزهر الشريف وإنشاء معاهد أزهرية تكون بمثابة منارة للعلوم الدينية لاستقطاب الطلاب المهتمين بالعلوم الدينية والمتطلعين لمعارف وعلوم الإسلام الوسطي بما يسهم في تكاتف جهود مصر وجيبوتى لمواجهة ومكافحة الفكر المتطرف.