المفتي: العقيدة والأخلاق وجهان لعملة واحدة.. وأخلاق بلا دين عبث

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن هناك علاقة متينة بين العقيدة والأخلاق، ولا يمكن إنكار ذلك، حيث إن الإيمان بالغيب هو الأساس للخلق القويم والسير على الطريق المستقيم، مشيرًا إلى أن العقيدة السليمة تنتج سلوكًا قويمًا، بينما يؤدي إنكار الغيبيات إلى ضياع القيم الأخلاقية وانتشار الفساد في المجتمع.

وأوضح خلال حلقة برنامج "حديث المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الإنسان عندما يؤمن بأنه سيجازى على أعماله، فإنه يلتزم العدل، ويتحرى الصدق، ويرد الحقوق إلى أصحابها، وتستقر الرحمة في قلبه، مما يضمن استقامة المجتمع وأفراده. وعلى النقيض من ذلك، فإن من ينكر الغيبيات ويرفض التصديق بها، لا يعبأ بالحلال والحرام، ولا يكترث بالعواقب، فيطغى، ويستولي على الحقوق، ويستبيح المحرمات، ويصبح عبدًا لشهواته، مما يؤدي إلى فساد المجتمع وانهيار القيم الأخلاقية.

وأضاف المفتي أن الأخلاق ليست مجرد سلوكيات شخصية أو منفعة ذاتية، بل هي ضوابط ثابتة تستمد مشروعيتها من الوحي الإلهي، وهي السياج الذي يحفظ الإنسان من الوقوع في المحظورات، كما أن الأخلاق هي القوة الذاتية التي تنظم السلوك الإنساني وفق المبادئ الإلهية التي جاءت بها الرسالات السماوية. وأكد أن الإسلام لم يأتِ فقط ليضع القواعد العقائدية، بل جاء ليغرس الأخلاق الفاضلة، ويحث عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، باعتبارها الجانب التطبيقي للإيمان في حياة الإنسان.

وأشار إلى أن جميع الأنبياء دعوا إلى الإيمان بالعقيدة والعمل بالشريعة لتحقيق الأخلاق الفاضلة، التي تقود إلى استقامة المجتمع وسعادة أفراده، موضحا أن التخلي عن الدين يؤدي إلى انهيار القيم، وانتشار الفساد، لأن الأخلاق بلا دين تصبح مجرد مفاهيم جوفاء بلا معنى، وهو ما أكده قاضي بريطاني عندما نظر في قضية فساد كبرى تورط فيها وزراء وعلماء، حيث انتهى إلى القول بأن "أخلاق بلا دين عبث".

وأكد على ضرورة إدراك هذه العلاقة الوثيقة بين العقيدة والأخلاق، مشددًا على أن "أخلاق بلا عقيدة جسد بلا روح، وعقيدة بلا أخلاق بعيدة عن الواقع"، داعيًا الجميع إلى التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية، والعمل على تربية الأفراد والمجتمعات عليها، حتى تعمّ الرحمة، والصدق، والعدل، وتتحقق الحياة الطيبة التي ينشدها الإنسان.

https://www.youtube.com/watch?v=DNCjPWEeYps